متى يجب تناول المضادات الحيوية ومتى نمتنع عن تناولها؟
تقول الاختصاصية في الأمراض الجرثومية “يمنى ديراني”: أنه تُستخدم المضادات الحيوية “Antibiotics“، فقط في حالة وجود إصابة بكتيرية، وفي أحيان كثيرة تتشابه الأعراض المرضية للأمراض البكتيرية، والأمراض الفيروسية، لكن من خلال بعض الفحوصات التي يقوم الأطباء بإجرائها، يتم الوصول لاحتمالية أكبر من معرفة نوع المسبب للمرض، فاحتقان الحلق على سبيل المثال غالباً ما يكون إصابة فيروسية، خاصة إذا كانت الإصابة متكررة.
وبشكل عام تعتبر الأمراض الفيروسية أكثر انتشاراً من الأمراض البكتيرية، والأمراض الفيروسية أغلبها لا يُعالج؛ حيث تصيب الإنسان لفترة محدودة ٤-٥ أيام، ومن ثم يتم الشفاء منها، لكن هناك بعض الأمراض الفيروسية يُستخدم لها مضادات الفيروسات “Antiviral drugs”، فمرض الانفلونزا على سبيل المثال له علاج خاص به، ولا يوجد تأثير للمضادات الحيوية على الفيروسات عموماً.
ومن المهم أن نكون على درجة عالية من الوعي بأن هناك بعض المضادات الحيوية يُمنع استخدامها لبعض الأشخاص، ومن أبرز هذه الحالات:
- الأعمار أقل من ١٨ سنة؛ خاصةً مجموعة الـ “Quinolones Antibiotics”؛ حيث قد يؤثر ذلك على صحة العظام، ونموها الطبيعي.
- المرأة الحامل؛ حرصاً على سلامة الجنين.
- المرأة المرضعة؛ حيث تنتقل بعض المضادات الحيوية عبر حليب الأم إلى الطفل الرضيع؛ لذلك يتم اختيار المضاد الحيوي للمرأة المرضعة بشكل دقيق.
متى يكون هناك سوء استخدام للمضادات الحيوية؟
يبدأ سوء استخدام المضادات الحيوية بالدرجة الأولى عند تناول المضاد الحيوي دون التأكد من ما إذا كانت الإصابة بكتيرية، أو فيروسية، أو بدون استشارة الطبيب.
وإذا قام الشخص بتناول المضاد الحيوي، فمن المهم، والضروري تناول كورس المضاد الحيوي كاملاً(٥-٦ أيام)، فذلك يجعل البكتريا تصبح مقاومة أكثر، وأقوى من المضادات الحيوية الموجودة حيث أنه من الجدير بالذكر أن البكتيريا كائنات دقيقة دائمة التجدد، والتطور، فكلما تم استخدام أنواع مختلفة من المضادات الحيوية، تقوم البكتيريا بخلق نوعاً جديداً من المقاومة تجاه هذه المضادات الحيوية.
ومن ضمن أبرز دلائل سوء استخدام المضادات الحيوية كما أكدت الدكتورة “يمنى”، هو تناول بعض الأشخاص لجرعات زائدة عن المطلوب من المضاد الحيوي؛ نظراً لأنه قد ساهم في تخفيف الأعراض بشكل جيد، ولكن هذا أسلوب خاطئ تماماً؛ فالمضادات الحيوية مثلها مثل جميع أنواع العقاقير، لها أعراض جانبية قد تسبب مشاكل صحية خطيرة أيضاً.
ويظهر سوء استخدام المضادات الحيوية بشكل واسع جداً في المنطقة العربية تحديدا؛ حيث تنتشر ثقافات معينة تدعي بأن المضاد الحيوي قد لا ينفع في العلاج، ولكنه لا يضر بالنهاية؛ فهذا تفكير خاطئ تماماً، فالمضاد الحيوي له أثار جانبية عديدة جداً، وقد يكون بعضها خطيراً.
وفي أوروبا وفي بعض البلاد العربية مثل الإمارات، ودبي، لا يتم صرف مضادات حيوية إلا بوجود وصفة طبية، وبكل تأكيد لابد وأن تتجه جميع البلاد العربية لتطبيق هذه القوانين أيضاً، حفاظاً على سلامة الإنسان بشكل عام.
وهنا تقرأ عن أسباب التسمم الدوائي وأعراضه والأسعافات الأولية منه