ما هو احتكاك الركبة؟
قال “د. أحمد ناجح” اختصاصي العظام والمفاصل والطب الرياضي. تعبير احتكاك الركبة هو التعبير الشائع بين الناس، لكن المسمى الطبي والعلمي له هو إلتهاب الركبة التنكسي، ويعني تنكس الغضروف الناعم الموجود داخل الركبة، فالغضروف الطبيعي الذي أوجده الله تعالى بقدرته داخل الركبة لا يمكن تجديده إن تلف، وأقرب مثال له بجسم الإنسان هو الخلايا العصبية، حيث أنهما ما إن تلفا لا يمكن إستعادتهما على حالتهما الطبيعية أبداً.
ولذلك مع التقدم بالعمر يضعف غضروف الركبة ويقل وتظهر فيه التقرحات مما ينتج عنه إنكشاف العظام داخل تجويف الركبة، ومن ثَم تحتك ببعضها البعض، حيث يتآكل الغضروف تدريجياً، وبالتالي تقل المسافات بين العظام، وكذلك يختفي الغضروف الفاصل بين العظام ليصل المريض في النهاية إلى تلامس وإلتصاق عظام الركبة بشكل كامل.
وعادةً ما يعاني مريض احتكاك الركبة من تورمات الركبة وتيبسها وصعوبة الحركة المتدرجة من الأقل إلى التوقف الكامل عنها، كما يعاني مرضى الاحتكاك من الآلام المتقطعة التي تظهر لبضع أيام ثم تختفي دون أسباب، ثم تعاود الظهور مرة أخرى بدون مقدمات، فكل هذه دلائل على وجود احتكاك داخل مفصل الركبة.
من أكثر الناس عُرضة للإصابة باحتكاك الركبة؟
عادةً ما يصيب احتكاك الركبة الفئات العمرية الكبيرة، حيث إنه من النادر أن يُصاب الصغار في السن به إلا إذا كانوا يعانون من مشكلات صحية مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر مع احتكاك الركبة.
تتركز طرق تشخيص احتكاك الركبة في وسيلتين لا ثالث لهما هما الفحص السريري وفحص الأشعة بأنواعها المختلفة.
هل تسهم ممارسة الرياضة بالصغر في الوقاية من احتكاك الركبة عند الكبر؟
أكد “د. ناجح” على أن ممارسة الرياضة للفئات العمرية الصغيرة والمتوسطة يلعب دوراً محورياً في الوقاية من احتكاك الركبة عند التقدم بالعمر، بشرط أن لا تكون من الرياضات العنيفة أو أنواع التمارين الرياضية التي تُعرض مفصل الركبة للضغط الشديد والصدمات القوية.
ولذلك يشجع الأطباء بممارسة التمارين الرياضية التي تهدف إلى تقوية العضلات وتنمية الكتل العظمية مثل السباحة وركوب الدراجات الهوائية وتمارين المشي والركض، لكن الرياضات الأعنف تؤدي إلى تأثر الغضروف في مفصل الركبة بوتيرة أسرع.
هل بالضرورة إصابة المسنين باحتكاك الركبة؟
أشار “د. أحمد” إلى أنه كلما تقدم الإنسان في العمر كلما تعززت فرص الإصابة باحتكاك الركبة، وينتج هذا عن طول استخدام المفصل خصوصاً مع بعض الاستخدامات الخاطئة خلال مراحل الحياة، أي أنه يمكننا القول بأن مرض احتكاك الركبة حتمي نوعاً ما مع الشيخوخة مثل ظهور التجاعيد على البشرة، فحتى الأشخاص المهتمين بالمحافظة على الوزن ومتبعي الحميات الغذائية وممارسي الرياضة لن ينجو من احتكاك الركبة طالما مد الله تعالى في أعمارهم، بينما ستظهر أعراض المرض أسرع عند أصحاب الوزن الزائد ولاعبي الرياضات العنيفة وأيضاً مرضى النقرس والروماتيزم ومصابي كسور مفصل الركبة وقطع الرباط الصليبي.
ما علاج احتكاك الركبة؟
يهدف الطبيب في برنامجه العلاجي لاحتكاك الركبة إلى تأخير التدخل الجراحي قدر الإمكان، فالمراحل من الأولى إلى الثالثة من احتكاك الركبة تعتمد البرامج العلاجية فيها على الأدوية الكيميائية التي تحافظ على غضروف الركبة الموجود، ومنها أدوية الكولاجين وأدوية الأحماض الأمينية من الجلوكوز، وكذلك الحقن الزيتية التي تُحقن بالمفصل، إلى جانب أدوية المسكنات والأدوية التي تعالج إلتهابات الأنسجة والأغشية الداخلية للمفصل، كما يتضمن البرنامج العلاجي أيضاً تمارين العلاج الطبيعي.
ولكن مع تطور المرض ووصوله إلى المرحلة الرابعة فهنا لا بديل عن التدخل الجراحي لتغيير مفصل الركبة بهدف إراحة المريض من الألم الشديد ولتحسين جودة الحياة والحركة عنده.
ما أبرز النصائح لتفادي احتكاك الركبة عند الكبر؟
اختتم “د. أحمد ناجح” قائلاً: تتلخص أهم النصائح في المداومة والمحافظة منذ مرحلة المراهقة على:
• الوزن المثالي للجسم.
• ممارسة الرياضة وتقوية العضلات وتجنب الرياضات العنيفة.
• الإلتزام بالغذاء الصحي والسليم.
• تفادي الممارسات الخاطئة عند استخدام مفصل الركبة وغيره من مفاصل الجسم.
• محاولة تفادي الأعمال البدنية الشاقة التي تضغط على الركبة أو قد تؤدي إلى كسرها أو تمزق الأربطة فيها.