أحد أشهر مذيعي البرامج الاجتماعية يستضيف كبار المسؤولين، ويتفنن في تضييق الخناق عليهم، وتسليط الضوء على أشد مواضيع الشارع السعودي حساسية.
اشتهر هذا المذيع وبرنامجه بسبب شفافيته ومصداقيته الواضحة والتي تتجلى لكل متابع، حلقاته تتمثل في هجوم شرس على الجهات المعنية، وتتركز في موضوع محدد لا يخرج عنه منذ دقيقة البداية حتى خاتمة البرنامج.
الصدمة الحقيقية في البرنامج حين قامت صحفية في إحدى الحلقات بمداخلة لتبدي رأيها واثقة بما تقول وصادقة حاملة معها كل الأدلة ومذكرة أنهم بإمكانهم مراجعة كافة المصادر التي ذكرتها، ولكن يبدو لي أن المذيع انتقى هذه المرة «ضيفا من العيار الثقيل» ذلك النوع الذي يجد نفسه، أكبر من الجميع فهو بالأول والآخر «الدكتور.. فلان» مما يستعصي عليه «النزول» من العرش وفهم وجهة نظر الصحفية، قام بتصرفات هزت مكانته بشكل كبير في آذان المتابعين حيث تعدى عليها أولا مستهزئا ومستهينا ثم ضاحكا على ما قالته، للأسف الشديد أن هذا الدكتور يمثل عقلا وفكرا ينتمي إلينا ويعيش بيننا، لن نرتقي حتى تغسل الأدمغة بالتواضع وترسو السفن في ميناء الاستماع بهدف الفهم لا الرد.
الغريب أن المذيع الذي يصدح برنامجه مناديا باحترام الرأي الآخر ومشددا على آداب الحوار، ظل صامتا ويبدو أنه موافق على تصرف الضيف الكريم، إلى أن تكرم أحدهم بمداخلة عاجلة انتقد فيها الضيف ومضيفه وتساءل ما إذا كانت القضية فعلا تهم المذيع لم يرم بشباك اللوم على الجهات الأخرى ولا يتبناها ويسلط الضوء عليها؟ فهو أيضا يعتبر منفذا إعلاميا سعوديا يمثل أحد أشهر البرامج الإذاعية.
لا أعلم هل المذيع سقط من باله «سهوا» أن يبحث هو ذاته في الموضوع قبل أن ينتقد الآخرين ويلومهم، أم أنه عجز هو نفسه عن الوصول لتفاصيل الموضوع والأطراف المعنية فشرع في قلب «الطاولة» قبل أن تقلب على رأسه.
لنرتق معا، ونقف صفا واحدا، ونمثل دولة تحترم رأي كل مواطن، كفانا استكبارا واستهزاء فلا أحد أكبر أو أقل من أحد، الفرق يكمن فقط أن أحدنا برع وتميز في شيء بينما الآخر مازال في الرحلة باحثا عما يميزه.
بقلم: ندى الحمزة
- هذا أيضًا: مقال قصير عن الخلاف في الرأي
- وكذلك؛ هنا تقرأ عن: ثقافة تقبل الاختلاف والرأي الآخر