مجموعه من الشباب حاولوا الهروب من أرض الواقع إلى عالم الانترنت حيث المزيد من الفرص ومن كسب العيش، وهذه المرة مع لعبة ببجي، منهم ابن سوريا ومليون روسيس والبياتي وغيرهم الكثير.. فما قصتهم؟
لعلك سمعت من أصدقائك عن اللعبة أو لعبتها بنفسك، وتعرف خرائط أرانغل وميرامار وسانهوك وفايكندي، حسنا أنها اسماء شهيرة، لكنك في الوقت ذاته قد تكون وددت تعلم اللعبة ومهاراتها، وعفويا دخلت إلى الإنترنت أو إلى YouTube تحديداً لتتعلم بعض التكتيكات وكيفية اللعب .. الخ.
وهنا نتوقف لوهلة، هل نظرت إلى عدد مشاهدات الفيديو الذي شاهدته؟ هل وجدت شخصاً يتحدث بثقة أثناء اللعب والشرح وكأنه مألوف لدى الجميع، هل نظرت أيضاً إلى عدد مُتابعيه؟ هل لاحظت الإعلانات التي تأتيك كُل حين أثناء مُشاهدتك للفيديو؟.
نعم، انهم هم هؤلاء صناع المُحتوى من هذه اللعبة PUBG (وكما يقولها العرب: بوبجي، ببجي، بابجي)، هؤلاء محور حديثنا اليوم، حيث الملايين من المشاهدات لما يُقدمونه “من هذه اللعبة فقط”، وملايين المُتابعون لهم، فقط من أجل مُتابعة جديدهم في هذه اللعبة، وما يُظهرونهُ من مهارات وتكتيكات وحيل أثناء اللعب.
أكاد أُجزم لك يا صديقي أن من لعب اللعبة أصلاً ولو لفترة بسيطة، يعرف أسماء كثيرة من اللاعبين المحترفين لتلك اللعبة، بل وأصبح يُتابعهم، بل وأصبح لكل منهم جمهوره الخاص، وكأنهم اندية رياضية تنافسية، لابد من نُصرة أحدهم، وإثبات قوته عن الآخر.
فيديوهات هؤلاء تتخطى الملايين خلال سويعات قليلة، والمتابعون لهم من جميع انحاء الوطن العربي والملايين حول العالم ايضاً. وسنوضح لكم بالأرقام أشهرهم. ثم تخيل كمّ المكاسب التي يُدرّونها من خلال نشر محتواهم من (Game) مدتهُ عشرون دقيقة تقريباً. فقط جهاز حاسب أو هاتف محمول، أو تابلت، وبرنامج لتسجيل الفيديوهات، هكذا مشروعهم.
ابن سوريا
“أكو عرب بالطيارة، ابن سوريا في الطيارة“، الجملة الشهيرة التي يُرددها متابعو ابن سوريا على يوتيوب وفي منصات التواصل الاجتماعي فيس بوك، تويتر وغيرها. هو الأشهر بالفعل، واسه الحقيقي “سامر وحود”، حصلت فيديوهات على عدد مشاهدات “حتى كتابة هذا المقال فقط” بلغت 298,082,982 مشاهدة (هل تخيّلت الرقم!)، ولديه 3,287,787 مشتركًا على قناة اليوتيوب “حتّى اللحظة”، وما يلبث أي مقطع فيديو لهُ أن ينزل إلى YouTube إلا ويجد مئات الآلاف من المشاهدات والنشر على منصات التواصل الاجتماعي وإبداء الرأي على الفيديو. اسم ابن سوريا على لعبة ببجي هو ABN SYRIA وأحيانا يلعب بشخصية (قوقل Google) بدون أقواس..
مليون روسيس Million Roses
“إرجع للّوبي يلا” ، “لا تنسى الليكات لأصدقائك“، هي عبارات رنانة يستخدمها اللاعب الشهير مليون روسيس “أو كما يقولها بفيديوهاته: معكم مارتين لوخ”، وهو الآخر لديه ملايين المعجبين، مُنافساً لابن سوريا بالوطن العربي والعالم كذلك. متابعو مليون روسيس وصلوا 1,767,437 مشتركًا “حتى لحظتنا هذه”، وجمعت فيديوهاته 146,596,403 مشاهدة “حتى تاريخه”، وهو مع ابن سوريا ومتابعوهما مثل قطبين كرة قدم، كبرشلونة وريال مدريد والأهلي والزمالك وغيرها من أقطاب الكرة في العالم، فكل من المُتابعين لهذا أو ذك يودون إظهار اللاعب الذي يُتابعونه أنه الأفضل وانهُ الأشهر وانه الأحق بالزعامة في اللعبة، MR Million محترف لعبة بوبجي وغيره يسلكون نفس النهج دوماً، وهو مباريات يلعبونها ويتم تسجيلها، مع بعض المونتاج، وانتظر أربحك.
البياتي، أبو خليل، وغيرهم
هناك المزيد من “اليوتيوبرز” العرب احترفوا لعبة ببجي، واستخدموا احترافهم في جني المال عن طريق نشر الفيديوهات على الإنترنت، بل وأغراض تجارية وإعلانية أُخرى. لم يقتصر الأمر على مليون روسيس و ابن سوريا فقط، وانما هناك البياتي، أبو خليل، بيكاتشو وغيرهم. لعلّهم أقل صيتاً لكنهم لهم وضعهم أيضاً بين من حظوا بملايين المتابعون والمشاهدات، ومن ثَم الأرباح.
وجهة نظر المُتابعون لهم في لعبة ببجي
لا يُعلق كثيرون على الشخصيات نفسها، وإنما التعليق على شخصية الاعب داخل اللعبة، ويدور الخلاف والآراء حول نزاهة اللاعب أو استخدامه لطرق غش في تحديد أماكن اللاعبين، والتصويب التلقائي وغيرها. لدرجة ان هناك من يقوم بعمل فيديوهات خصيصاً لكشف خدعة من لاعب ما، أو يُسلّ الضوء على بعض النقاط في مباراته ليُثبت استخدامه للخدع أو براءته منها “هؤلاء أيضاً لهم مُتابعون كُثر”.
منظور خارجي
انظر يا صديقي كيف فكّر هؤلاء الأشخاص خارج الصندوق، واستخدموا الإنترنت وعالم الألعاب بشكل ربحي، مثل أي عمل آخر له راتبه، وأرباحه، وخطة نشره وإشهاره بخطوات ثابتة. لعلّك أدركت الآن أن الامر لم يكن بالنسبة للجميع أنها مجرد لعبة، لا، انها للبعض مشاريع ربحية وعمل دؤوب..
هل تُفكر الآن في الاجتهاد مِثلهم؟، أود أن أوضح لك أن الأمر لا ينحصر في هذه اللعبة فحسب، وانما هناك الكثير من الوجهات يُمكنك ان تبدأ مثلهم، ولو حتى كانت مهاراتك في الحياة هي أنك تلعب لعبة بشكل جيد.
هل من المُمكن أن تستمر لعبة PUBG في شهرتها ويستمر المتابعون لهؤلاء اليوتيوبرز واللاعبون؟، أم أن الأمر عبارة عن مرحلة وقتية وتنتهي، ويُحاول هؤلاء جذب جمهور آخر بلعبة أُخرى، أو يُحاولون حتى تقديم نفس محتواهم من اللعبة دورياً بشكل مُستمر ليُبقوا اللعبة محط أنظار، وتُصبح سلعتهم رائجة دوماً؟، هذا ما ستكشفه لنا الأيام.