في بيت ابن البيطار «في صِغره» نجِد هذا البيطري الطيب أحمد المَالِقِي؛ هو بالمناسبة طبيب حاذق ومربٍ فاضل، تجده دائما حريصًا على تعليم وتربية ابنه.
نعم، حديثنا اليوم عن العالم الشهير ضياء الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد المَالِقِي؛ صاحب لقب ابن البيطار (Ibn al-Baytar).
نشأة ابن البيطار
وُلِد في مالقة، بالأندلس عام ٥٩٣ للهجرة.
نشأ ابن البيطار في بيت علمٍ وطِب، واطَّلع على كل ما طالع ما تُرجِم من كتب اليونانيين وعلوم الأوائل من غير العرب؛ وقد ساعده على ذلك معرفته بعدد من اللغات، كالفارسية واليونانية؛ حيثُ درس كتب الطبيب اليوناني ديسقوريدس وجالينوس وأبقراط والإدريسي وابن سينا وأبي العباس النباتي.. وغيرهم.
أهم إنجازات ابن البيطار
قدَّم البيطار للبشرية إنجازات مهمة قُدَّمَت كأبحاث في الأعشاب والصيدلة؛ ومن أبرز هذه الإنجازات:
- وضع أساسيات الأسلوب العلمي المتبع لأجراء التجارب المختلفة.
- تقديم وصف يشمل خصائص عدة مواد يصل عددها إلى ألف عنصر، منها نباتات ومعادن وحيوانات.
- وضع توقيتًا للأدوية وتوضيح ماهيَّة الأدوية التي يجب تناولها خلال الليل، والأدوية التي يجب تناولها خلال النهار.
- شرح طريقة صنع الزيوت الأساسية باستخدام طريقة التقطير، وخاصة ماء البرتقال وماء الورد؛ ووصف استخداماتها وأهميتها في صناعة الأدوية والعطور.
- وضح أهمية استخدام بعض النباتات لعلاج الأمراض المختلفة.
- وضع دراسة في كتاب يُعد موسوعة طبية كبيرة، إذ تضم هذه الدراسة ١,٤٠٠ مادة مختلفة، معظمها تعتبر مواد نباتية طبية وخضروات، ومنها ٣٠٠ نبات جديد لم يكن معروفا من قبل.
تقلَّد وكتب وقال..
جاب عالِمنا الفيافي والقفار؛ وتنقل بين ثلاث قارات، دارِسًا وملاحظًا وباحثا في مختلف أنواع النباتات واستخداماتها الدوائية الطبية.
وفي مصر؛ عيَّنه السلطان الأيوبي رئيسا على العشَّابين.
وقد كتب ابن البيطار كتابه «الجامع في الأدوية المفردة باللغة العربية» ثم تُرجِم إلى اللغة التركية والألبانية والإغريقية والفرنسية.
ومن كتبه المشهورة أيضًا، كتابه المغني في الأدوية المفردة وهو مؤلف من عشرين فصلا.
وكذلك العديد من الكتب.
ومن أقوال ابن البيطار الشهيرة: إن أعمال القدماء غير كافية وغامضة من أجل تقديمها للطلاب؛ لذلك، يجب أن تصحح وتكمل حتى يستفيدوا منها أكثر ما يمكن.
إليك هنا أيضًا نبذة مختصرة عن خالد بن يزيد بن معاوية.
وفاته
نهاية رحلة عالمنا الصيدلاني المسلم، كما روي أنه كان يقوم بأبحاث وتجارب على نباتات وتسرب إليه السُّم أثناء اختباره نبتة حاول صنع دواء منها.
وتوفي «رحمه الله» عام ٦٤٦ للهجرة.