حديثي اليوم سيكون عن حماية كبار السن من الإيذاء، وقبل أن أبدأ، أود الإشارة إلى الإحصائيات العالمية؛ حيث أوضحت منظمة الصحة العالمية أن واحد من كل ستة من كبار السن يتعرض لشكل من أشكال الإيذاء؛ -ولله الحمد- محليا نسبة ومعدل تعرض كبار السن للإساءة أقل بكثير.
فنحن نشأنا وتربينا على قيم إسلامية واجتماعية سامية، تحث على تقدير واحترام الكبير.
فقال عليه الصلاة والسلام “ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا“.
فحَثّ الإسلام على رعاية وحماية كبار السن عمومًا. وخَصّ الوالدين بعناية أكبر، فالإساءة لهم تدخل في باب العقوق المحرم؛ إلا أننا لا ننكر وجود ووقوع بعض التجاوزات والإساءات لكبار السن.
وهنا دور الأنظمة والوعي المجتمعي لضمان تطبيق الحماية، حيث صدر نظام الحماية من الإيذاء ولائِحته التنفيذية لحماية أفراد المجتمع، خصوصًا الأكثر عرضة من الأطفال والنساء وكِبار السن.
عرَّف النظام الإيذاء ووضح صوره وأشكاله، ووضح الجهة المختصة وطرق التبليغ، وكذلك الإجراءات المتبعة في حال وقوع الإساءة؛ من تقديم الدعم النفسي والاجتماعي والإصلاح؛ وقد يصل الموضوع إلى تدخل الشرطة، في حال الإيذاء الشديد؛ وكذلك وضّح العقوبات الممكن توقيعها على المُعتَدي.
البعض يعتقد أن المقصود بالإيذاء هو الاعتداء الجسدي وإلحاق ضرر بجيد كبير السن فقط. ولكن صور الإيذاء متعددة؛ فبجانب الإيذاء الجسدي يوجد الإيذاء النفسي وهو الأكثر شيوعًا.
الإيذاء النفسي مثل الإساءة اللفظية، والإهانة، والصراخ في وجه كبير السن أو التهديد بعدم الرعاية.
فلنراعي نفسية كبير السن ولنتلطف معه بالحديث.
ومن صور الإيذاء كذلك، الاستغلال؛ وهو استخدام أموال وممتلكات كبير السن بطريقة غير قانونية أو بغير إذنه، مثل استغلال عدم معرفتهم بالتعامل مع أجهزة الصرَّاف الآلي أو استخدام تطبيقات الكترونية لسحب أمولهم بغير علمهم.
كذلك من صور الإيذاء المحرم شرعًا والمُجرَّم نظامًا، الإهمال، وهو عدم أداء الواجبات المستحقة لكبير السن ورعايته في حالة عدم قدرته على رعاية نفسه، مثل التقصير في تغذية كبير السن والاهتمام بنظافته وإعطاءه أدويته في أوقاتها واصطحابه إلى مواعيد المستشفى، أو عدم زيارته وتعريضه للعزلة الاجتماعيَّة.
كل هذه من صور الإهمال المحرمة والممنوعة.
لذلك، فلنحرص على رعاية كبارنا بأنفسنا وعدم الاتكال المساعدين المنزليين.
وكذلك، من الأمور الواجب التنبه لها؛ لوحِظ ارتفاع في معدل الإساءة لكبار السن في ظل جائحة كورونا.
لذلك؛ علينا مراعاة نفسية كبار السن أثناء هذه الجائِحة وطمأنتهم وعدم إخافتهم، والاهتمام برفع مناعتهم الصحية.
وأخيرًا؛ الجميع مسؤول من أفراد أسرة كبير السن، وكذلك من مقدمي الرعاية؛ سواء في المراكز الصحية أو الاجتماعية.
فقد رعونا صغارًا ووجب علينا رعايتهم وحمايتهم كِبارًا.