أهمية ترسيخ اللغة الأم عند الأطفال
تقول “ألين أبو كرم” اختصاصية في علاج النطق: أن لتعليم وترسيخ اللغة الأم عند الأطفال دور مهم جداً، فالأم تتكلم مع طفلها بلغتها الأم منذ أن كان جنين، فلابد أن تكون لغة الأم الأصلية هي لغة التواصل مع طفلها.
العمر الأمثل لتعليم الطفل لغة أخرى إلى جانب لغته الأم
ليس هناك قاعدة تتحكم في هذا الموضوع؛ فهناك فروق فردية كبيرة بين الأطفال، لذا فيجب أن يقيم الأهل قدرة الطفل ودرجة استيعابه؛ فإذا كان الطفل لديه قدرة استيعاب سريعة، وقدرة عالية على التعبير خاصة إذا كان بعمر السنتين، وليس لديه أي تأخر في النطق مثلاً، فهنا يمكن أن يعمله الأهل من لغتين إلى ثلاث لغات على الأكثر؛ حتى يكون لديه مخزون لغوي جيد بكل اللغات التي يتعلمها، فالفكرة هنا بالكيف أكثر من الكم.
أما إذا لاحظ الأهل أي مشاكل في النطق والتعبير عند الطفل خاصة عند عمر السنتين، فلا ينصح أبداً بتعليم الطفل عدة لغات؛ حيث الأهم هنا أن يركز الطفل على لغتين أساسيتين حتى يتم تعليمه بشكل صحيح، ويمكن أن يتم تعليم الطفل لغة واحدة إذا كان الطفل ضعيف المستوى.
وسائل يمكن استخدامها لإدخال لغة جديدة للطفل
هناك عدة طرق لتعليم الطفل لغات جديدة إلى جانب لغته الأم، كقراءة قصص بلغات مختلفة، واللعب كذلك قد يستخدم في تعليم لغة جديدة؛ فيمكن تحديد يوم لكل لغة فمثلاً من الممكن أن تتفق الأم مع طفلها على استخدام لغة واحدة طوال اليوم حيث أن للأطفال قدرة هائلة على التأقلم، وإذا خالف الطفل بدون قصد استخدام اللغة المحددة، فهنا يجب أن تتكلم الأم بنفس اللغة التي تم الاتفاق عليها حتى يتم تعليم اللغة بشكل سليم.
ذلك بالإضافة إلى استخدام التليفزيون ولكن بفترة زمنية محددة لا تتعدى نصف الساعة يومياً حتى نتجنب الأثار الجانبية له.
وتؤكد “ألين” أن من أهم المشاكل التي تواجه الأطفال هي استخدام الأهل لعدة كلمات من لغات مختلفة في نفس الجملة حيث انتشر هذا الموضوع مؤخراً في لبنان، فمثلاً إذا كانت الأم تتحدث مع طفلها باللغة العربية فلابد أن تتم جملتها بنفس اللغة، حتى يتم إرباك الطفل ويتم يتقن اللغة بشكل صحيح.