في عصر التقدم التكنولوجي تقابلنا مصطلحات وتطورات شتى، وأبرز ما يتم مناقشته اليوم هي تقنية الجيل الخامس في الأجهزة الخلوية واللاسلكية.
يعتبر العلماء هذه التقنية بمثابة الركيزة الأساسية لقيام المدن المستقبلية الحديثة بشكل عام والذكية بشكل خاص لأن هذه التقنية ستكون مرتبطة بكل شيء موجود في هذه المدينة كالسيارات والمباني والأجهزة الاليكترونية والتربة الزراعية إلخ إلخ….، وهو ما يستدعي منا ضرورة العمل على تطوير وامتلاك هذه التقنية بشكل سريع.
فيم تختلف تقنية الجيل الخامس عن الجيل الرابع وكيف تؤثر على مستقبلنا؟
يرى المهندس أيمن قدروة ” خبير تكنولوجيا المعلومات ” أن كلمة الجيل تعني المصطلح الذي يشير إلى تطور شبكة الاتصالات في العالم، كما أنه كل 10 سنوات تقريباً هناك جيل جديد يظهر على ساحة الاتصالات.
بالنسبة لتقنية 4G فهي التقنية التي نستخدمها حالياً من جميع المستخدمين والتي بدأت في الأساس في عام 2012، ومؤخراً بدأت هذه التقنية أو هذه الشبكة تواجه العديد من التحديات بسبب زيادة عدد الأجهزة المتصلة بهذه الشبكة، وبالتالي ظهرت تقنية 5G أو الجيل الخامس حتى تحل أغلب المشاكل التي تواجهها شبكة الجيل الرابع، بالإضافة إلى أن لهذه الشبكة مزايا أفضل، فضلاً عن أنها متطورة عن 4G بدرجة أكبر.
هل تعبر شبكة الجيل الخامس عن سرعة التحميل والتنزيل في الإنترنت؟
تُعد السرعة هي أكثر ميزة ظاهرة للعيان، لذلك يعتقد الكثير من الأشخاص أن 5G تعني سرعة أكبر، مع مراعاة أن هذه الميزة هي ميزة واحدة من ضمن عدة مزايا لشبكة الجيل الخامس، ومن بين هذه المزايا:
- سرعة الرد: تصل سرعة الرد في شبكة 4G إلى 10 ملي/ ثانية بينما في شبكة الجيل الخامس تصل سرعة الرد إلى 1 ملي/ ثانية فقط.
- الكثافة العالية لهذه الشبكة: ازداد عدد الأجهزة المتصلة بهذه الشبكة إلى 100 ضعف مقارنةً بعدد الأجهزة التي تستطيع الاتصال بشبكة 4G وذلك على مساحة 1 كيلوا متر مربع.
- سرعة التحميل والتنزيل: هناك فرق كبير بين شبكة الجيل الرابع والخامس في سرعة التحميل حيث أن سرعة 4G في أعلى صورها يمكن أن تصل إلى 1 جيجا بيت في الثانية الواحدة بينما شبكة الجيل الخامس يمكن أن تصل إلى 10 أضعاف هذا الرقم وهي سرعة خارقة إن جاز التعبير.
ما هي المزايا الأخرى لشبكة الجيل الخامس؟
تُعد تقنية الجيل الخامس هي الأساس لأي شيء أو أي تحديث تقني يأتي في المستقبل من الذكاء الاصطناعي أو الإنترنت أو حتى المدن الذكية وغيرها.
على سبيل المثال، في حال أردنا تحميل فيلم ما مساحته 20 جيجا عبر تقنية الجيل الرابع فيمكن أن يأخذ ذلك عدة ساعات أو يوم كامل، بينما في تقنية الجيل الخامس سوف يستغرق الأمر مجرد ثانيتين فقط.
إلى جانب ذلك، سيكون لسرعة الرد في تقنية 5G أثر كبير على حياتنا كبشر حيث أنها ستكون البداية لكل شيء يعمل عن بُعد مثل:
- العمليات الجراحية التي ستتم عن بُعد.
- السيارات ذكية القيادة التي سيكون بها خاصية الحديث أو التواصل مع بضعها البعض بطريقة مباشرة بدون مساعدة الإنسان مما سيؤدي إلى تطور القيادة الذكية في المستقبل عبر هذه التقنية.
- المدن الذكية.
- الذكاء الاصطناعي وبعض الأشياء الأخرى التي ستكون جلية بشكل أكبر في حياتنا المستقبلية.
ما هي المساوئ المتوقعة من تقنية الجيل الخامس؟
تنقسم سلبيات تقنية الجيل الخامس إلى قسمين أساسيين وهي ليست بالأمر الهين على البشرية، لذلك هناك العديد من العلماء ممن نادوا بتقنين تقنية 5G بطريقة أو بأخرى أو حل مخاطرها التي تنقسم إلى قسمين:
- مخاطر صحية.
- مخاطر أمنية.
مضيفاً: تكمن المخاطر الصحية لتقنية 5G في الإضرار بصحة الإنسان بطريقة مباشرة مع مراعاة أن التقنيات السابقة كان لها تأثيرها السلبي على صحة الإنسان ولكن بطريقة غير مباشرة وبقدر أقل كثيراً من تقنية 5G.
أما عن المخاطر الأمنية فتكمن في أنه سوف يكون هنالك اختراق للشبكة عبر أي شيء موجود لأن هذه الشبكة أو هذه التقنية ستكون هي الإنترنت الأساسي في الحياة، لذلك فإن خيارات الاختراق ستكون أوسع نوعاً ما مقارنةً بسبل اختراق شبكة الجيل الرابع الآن.
إلى جانب ذلك، إن الطول الموجي لترددات تقنية الجيل الخامس يُعد قصير نوعاً ما، ومن ثم سيصعب على هذه الشبكة اختراق الأشجار والمباني العالية وغيرها، ومن ثم فإن حل هذا الأمر سيتم عن طريق زرع شبكات أخرى عديدة للجيل الخامس التي سيكون الإنسان محاطاً بها بدرجة كبيرة بين أبراج الاتصالات التي تبث ترددات عديدة من الاتصالات وهو ما سيكون له أثر سلبي واضح على صحة الإنسان وستكون مسببة للأمراض بناءً على العديد من الدراسات التي تمت في هذا الشأن.
ما هي البنية التحتية لتقنية 5G وهل تتناسب أجهزتنا الحالية معها؟
من أساسيات البنية التحتية لشبكة الجيل الخامس هي أبراج الاتصالات التي ستكون موجودة بشكل كبير في عالمنا المستقبلي المدعم بهذه التقنية.
فضلاً عن ذلك، ترتبط تقنية 5G بالمدن الذكية المرتبطة هي الأخرى بشكل مباشر بتقنية الجيل الخامس، وذلك لأن المدن الذكية ستكون مرتبطة جميعها بالإنترنت وسيكون كل شيء بها مرسِل أو مستقبِل ل DATA بداية من التربة التي تُزرع فيها النباتات إلى المباني والسيارات إلخ إلخ… ، ومن ثم ستحتاج البنية التحتية لهذه التقنية إلى كل شيء في المدينة حتى يتم إقامتها بطريقة كاملة وهو ما سيتسبب في تغير جذري في البنية التحتية للمدن بشكل عام والمدينة الذكية بشكل خاص، وهو ما سيكلف كثيراً ليتم إنشاؤه بطريقة صحيحة.
وختاماً، لا يمكننا القول بأن الأجهزة التكنولوجية التي بين أيدينا الآن جميعها تدعم تقنية 5G، لذلك هناك العديد من الدول التي أقامت سباقاً فيما بينها على امتلاك تقنية 5G والإعداد الصحيح للبنية التحتية الخاصة بها مثلما رأينا مؤخراً من بعض شركات الصين التي أعلنت أن أجهزتها تدعم تقنية الجيل الخامس، ومن ثم فإن من يمتك هذه التقنية هو من سيكون مسيطر تكنولوجياً على الدول الأخرى، فضلاً على أنه من المتوقع أن يكون هنالك 6G في المستقبل القريب وهي الشبكة التي ستنقلنا من الواقع إلى الخيال العلمي إن صح التعبير.