اعتاد بعضنا سماع دوي أجهزة إنذار الحريق فيكتفي بسد أذنيه والمكوث في أداء مهمته دون أن يأبه هو ومن حوله بالخطر الذي يهدد المكان أو القيام ببعض احتياطات السلامة والإنقاذ، فهو على الأرجح إنذار كاذب كعادة أجهزة الحريق في المباني والأماكن المغلقة المحلية.. فنحن لا نسمع جرس الحريق وقت الخطر أبدا ولا نسمعه أثناء تدخين البعض! وبرهانك الوحيد على حدوث حريق حقيقي غالبا ما يظهر متأخرا بسماع أصوات الأشخاص المتدافعين هروبا أو اختناقا!
ولكن بعد كارثة «براعم الوطن» قامت معظم المدارس والمؤسسات بالالتفات لهذه الاحتياطات التي غالبا ما كان موضوع إهمالها مجرد تظاهر بالإيمان بقضاء الله وقدره.. فقامت معظم الإدارات باختبار رنين جرس الإنذار لضمان ما إن كان لا يزال يعمل أم لا.. والتأكد من أن مخارج الطوارئ يمكن استخدامها وقت الضرورة.. وإزالة الغبار عن طفايات الحريق المتهالكة.. كل هذه الإجراءات تتخذ على الرغم من أن لا أحد يعرف طريق مخرج الطوارئ أو رقم الدفاع المدني أو طريقة استخدام طفاية الحريق أو حتى إن كان هناك حريق في المكان من أصل!
وبعد قراءة ما تتناقله الوسائل الإخبارية عن انتقاد مالكة المدرسة لاتهامها بانعدام إجراءات السلامة وحول تجاوز إدارة المدرسة للطاقة الاستيعابية للمبنى، لم يتبادر لذهني سوى صورة المشرفات التربويات والشهيرات بجولاتهن الاستكشافية وهجماتهن المباغتة للمدارس في بعض الأحيان! وكثيرا ما تشكو المعلمات والطالبات من أولئك الموجهات اللاتي يكمن دورهن الحقيقي في تهيئة بيئة تعليمية أفضل، لانشغالهن بتوبيخ المعلمات وتفتيش الطالبات وانتقاد الجوانب السطحية بالمدرسة كممارسة الرياضة وحشمة الزي المدرسي غير آبهات بما هو أهم من ذلك وهو سلامة الأرواح!
كل تهمة توجه إلى الطالبات وإلى مالكي المدرسة اليوم يجب أن يشار بها أولا للمشرفة التربوية التي كان براعم الوطن بين أيديها، والتي أدى تخاذلها عن أداء مسؤوليتها لوقوع ضحايا جراء حريق أصاب مبنى من ثلاثة طوابق فقط! أجارنا الله وإياكم شر الغرق والحريق.. ورحم معلمات حتمت عليهن رسالتهن تحمل أخطاء وإهمال آخرين.
بقلم: دينا الصاعدي
واقرأ هنا: قصة لن أنشرها