ما الفرق بين الإصابة بالبرد والإنفلونزا والجيوب الانفية؟
يصعب على كثير من المرضى التفريق بين الإصابة بالإنفلونزا وبين الإصابة بإلتهاب الجيوب الانفية الحاد.
وأهم الفروق بين الثلاث أمراض الفيروس أو البكتيريا المُسبب للمرض. فنزلات البرد – وتُسمى الرشح – يُسببها الفيروس الأنفي.
بينما الإنفلونزا نتيجة لفيروس الإنفلونزا.
بينما إلتهاب الجيوب الانفية فهي تُصيب الأنسجة المُخاطية للجيوب الأنفية، وقد تكون بفعل الفيروس أو بفعل البكتيريا أو بفعل الفطريات.
كذلك فإن الفرق الجوهري بين نزلات البرد والإنفلونزا، أن نزلات البرد عادةً ما تكون خفيفة، ولا تحتاج وقت طويل للتعافي منها.
أما الإنفلونزا فلها تأثير قوي في الإصابة بالإلتهابات الرئوية الحادة، وقد تسبب الوفاة – لا قدر الله -.
ما أبرز أسباب الإصابة بأحد الأمراض الثلاثة؟
قال “د. يزيد الغنيم” استشاري جراحة الأنف والجيوب الانفية بالمنظار. يزيد على أنه كما سبق وأن أشرنا أن العدوى الفيروسية قد تكون سببًا في الإصابة بأحد الأمراض الثلاثة. لكن تُضاف العدوى البكتيرية والفطرية كسبب مباشر في إلتهاب الجيوب الانفية، ويوجد عوامل أخرى تساعد في الإصابة بإلتهاب الجيوب الانفية وهي:
أي إنسداد في الأنف، وقد يحدث الإنسداد كنتيجة لتضخم اللحميات أو الأجسام الغريبة أو إنحراف الحاجز الأنفي أو الأكياس الهوائية.
وجود ضعف أو خلل في نقل الإفرازات من داخل الجيوب الانفية كنتيجة لضعف الهُليبات في الغشاء المُخاطي.
كيف تُشخص الإصابة بالجيوب الانفية؟
في البداية يجب التعرف على ماهية الجيوب الانفية، فالجيوب الانفية هي جزء طبيعي موجود في جسم الإنسان، وهي عبارة عن تجويفات هوائية ذات أهمية شديدة، ومن أهميتها:
• تعمل على إمتصاص صدمات الرأس والوجه.
• تعمل على تخفيف حجم الرأس.
• ترطيب وتدفئة وتنقية الهواء الداخل إلى الرئة.
• منع دخول الأجسام الغريبة إلى الرئة.
ولهذا تعتبر الجيوب الانفية صمام الأمان للرئة. وعادةً ما يشكو مرضى الجيوب الانفية من ثِقل الرأس والصداع المستمر. وكما تظهر في صور الأشعة فهي تجويفات هوائية سوداء فارغة، وعند إلتهابها تتحول إلى اللون الأبيض وتمتليء بالسائل.
ومن الخطأ اعتبار أي احتقان للأنف إصابة بالجيوب الانفية، وما يميز الإصابة بإلتهاب الجيوب الانفية عن غيرها من الأمراض التي تتشابه معها في الأعراض هو حدة وشدة المرض، إلى جانب طول الفترة الزمنية في الإصابة به، إلى جانب طبيعة ولون الإفرازات التي تخرج من الأنف.
ما أضرار كثرة تناول المضادات الحيوية على مناعة الجسم.
شدد د. يزيد على أنه لابد من التأكيد أولًا على أن نزلات البرد والرشح والإنفلونزا من الأمراض التي لا تحتاج إلى مضادات حيوية. بينما تحتاج إلتهابات الجيوب الانفية إلى العلاج بالمضادات الحيوية.
والحاصل في السنوات الأخيرة أن الإستخدام الكثيف للمضادات الحيوية في العلاج أدى إلى تحول البكتيريا الموجودة في جسم الإنسان إلى مُقاوم شرس للمواد الفاعلة الموجودة في المضاد الحيوي، للحد الذي أصبحت فيه المادة الفعالة غير قادرة على التأثير في البكتيريا، الأمر الذي وضع الكثير من الأطباء في مأزق، لأن المضاد الحيوي الطبيعي لعلاج مرض ما أصبح لا يؤثر في البكتيريا المُسببة للمرض، وبالتالي عدم
شفاء المريض أو حتى مجرد تحسن حالته الصحية.
وهذا مدعاه لتقنين إستخدام المضادات الحيوية في العلاج.
على الجانب الآخر يسبب الإستخدام الكثيف للمضادات الحيوية ركود وضعف مناعة جسم الإنسان الطبيعية، وبالتالي يصبح الجسم غير قادر على محاربة الأمراض العادية. لذا يجب عدم إستخدام المضادات الحيوية إلى عند الضرورة وبإشراف طبي.
لماذا تُعَاوِد اللحمية المُتضخمة في الظهور مرة أخرى بعد إستئصالها؟
أردف د. يزيد قائلًا: مصطلح لحمية هو مصطلح عام، وطبيًا يوجد نوعين من اللحمية. النوع الأول هو الذي يُصاب به الأطفال وعادة ما يتم إستئصالها عند إستئصال اللوزتين، وهذه تتواجد خلف الأنف.
بينما اللحمية التي تسبب إنسداد الجيوب الانفية ومن ثَم إلتهابها، فهي قرنية الأنف (أو اللحميات كما يُسميها بعض الناس)، وهي جزء طبيعي من تكوين الأنف، ويساعد في ترطيب وتدفئة الأنف.
وهذه القرنيات لا تُستئصل من الأساس، بل يتم تصغيرها في حالات معينة كحساسية الأنف المزمنة التي لا تستجيب للأدوية. وحساسية الأنف المزمنة تعمل على تضخيم الأنسجة داخل الأنف ومن بينها القرنيات، مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس والإحتقان المستمر، وتعالج أولًا ببخاخات الكورتيزون، وإذا ما استجابت لهذا الدواء يتم التدخل الجراحي البسيط بتصغير حجم القرنيات، وقد تعود للحجم المتضخم مرة أخرى، لإستمرار عمليات البناء والهدم داخل الجسم.
لماذا يُصاب الكثيرون بالزكام والرشح فور الإستيقاظ من النوم؟
هذه من المشكلات الصحية الشائعة، فكثير من مرضى حساسية الأنف، أو مرضى ضيق التنفس من الأنف كنتيجة لتضخم القرنيات أو إعوجاج الحاجز الأنفي عند إمالة الرأس الحاصلة أثناء ساعات النوم يزيد عندهم بالضرورة تدفق الدم إلى الأنف فيزيد إحتقان الأنف، مع إحتقان وجفاف الحلق نتيجة للتنفس من خلال الفم أثناء ساعات النوم كلها.
وعلاج المشكلة يتوقف على التشخيص الرئيسي لسبب المشكلة، فإن كان من الحساسية فيوصف لها الأدوية العلاجية، وإن كان بسبب تضخم القرنيات أو إعوجاج الحاجز الأنفي فقد يتطلب الأمر التدخل الجراحي البسيط.
ما الفرق بين حساسية الأنف وإلتهاب الجيوب الانفية؟
الفرق كبير بين المرضين. فالحساسية نتاج لإصابة الجسم بالتحسس من بعض العناصر الخارجية مثل الغبار والعطور والبخور والمنظفات…. إلخ، ورغم تشابه أعراضها مع مرض إلتهاب الجيوب الانفية إلا أن علاجهما مختلف تمامًا عن بعضهما البعض.
لماذا لا يستطيع البعض التنفس من فتحتي الأنف، ويتم ذلك من فتحة واحدة فقط؟
تابع د. يزيد أنه من الطبيعي أن ينغلق أحد جانبي الأنف لإتمام عمليات إعادة ترطيبها، مع فتح الجانب الآخر، وهكذا بالتبادل بين جانبي الأنف، حيث تتضخم القرنيات وتكبر لغلق فتحة وترك الأخرى مفتوحة، وهذا من الميكانيكية الطبيعية لعمل الأنف.
لكن من غير الطبيعي أن يشعر بها الإنسان، فإذا ما حصل وتكرر شعوره بها فهو يحتاج للفحص السريري، لأنه قد يكون مُصاب بحساسية الأنف أو إنحراف الحاجز الأنفي لذلك يشعر بها تمامًا.
متى نلجأ للعلاج الجراحي مع إلتهابات الجيوب الانفية الحادة؟
قبل ثلاثين عامًا كان العلاج الجراحي هو الوحيد لعلاج إلتهابات الجيوب الانفية الحادة (والحديث هنا عن الإلتهاب الحاد لا الإلتهابات المزمنة)، لكن بعد إكتشاف الدور القوي للمضادات الحيوية في علاج الإلتهابات انخفضت بشكل كبير نسبة الإعتماد على العمليات الجراحية في العلاج، فأصبح الإحتياج لها نادر جدًا مع الحالات التي لا يستجيب فيها المريض للعلاج بالمضادات الحيوية، أو أن إلتهابات الجيوب الانفية أدت إلى ظهور مضاعفات صحية أكبر مثل خُراج داخل الأنف أو إلتهابات حول العين.
لماذا يسحب بعض الناس جانب الأنف بالإصبع للقدرة على التنفس؟
تحدث هذه الحالة مع نوعين من المصابين:
النوع الأول: المصابون بالضعف في صمامات الأنف الداخلية والخارجية، حيث أنها تُغلق مع كل عملية تنفس، فلا يمر الهواء من خلالها، الأمر الذي يستدعي سحب جانب الأنف بالإصبع للخارج لفتح مجرى الأنف لمرور الهواء من خلاله. وكذلك قد يستخدم هؤلاء الشريط اللاصق الذي يُوضع على الأنف لشدها وهو شريط خاص بذلك ومنتشر بالصيدليات.
النوع الثاني: وهم الغالبية العظمي، وهم الذين أتموا عمليات جراحية تجميلية لتصغير أرنبة الأنف، هذا التصغير أدى إلى ضعف الصمامات وإطباقها على بعضها وبالتالي عدم مرور الهواء من خلالها.
ولعلاج هذه الحالات لابد من التدخل الجراحي، وهو إجراء بسيط وداخلي، ولا يترك أي علامات خارجية على الأنف.
ما هي الأمراض الأنفية التي تستوجب إستخدام المنظار؟
يُستخدم المنظار مع الأمراض الداخلية في الأنف، والتي تحتاج إلى تكبير شديد لصورة الأنف من الداخل للتمكن من إتمام التدخل الجراحي ومنها أمراض إلتهاب الجيوب الانفية. أما الأمراض الخارجية القريبة من حاجزي صمام الأنف فلا تحتاج إلى إستخدام المنظار.
هل تؤثر عمليات التجميل للأنف في كفاءة وظيفة التنفس؟
من الطبيعي أن تؤثر عمليات التجميل في الكفاءة الوظيفية للأنف، لذلك دائمًا ما ننصح المرضى عند الرغبة في تجميل شكل الأنف بالتفكير في أثر عملية التجميل على الوظيفة الأساسية للأنف وهي التنفس.
فأي تعديل في شكل الأنف الخارجي بالتطويل أو التضييق أو التنحيف، سيؤثر بالضرورة على إتساع مجرى التنفس الأنفي وسيؤدي إلى ضيقه وبالتالي تأثر الوظيفة الأنفية ألا وهي التنفس.
ما أعراض الإصابة بالجيوب الانفية؟
أشهر الأعراض الدالة على الإصابة بإلتهاب الجيوب الانفية والتي يؤكدها الفحص السريري أو بالمنظار أو بالأشعة، ما يلي:
• الإحتقان المستمر في الأنف.
• ضغط الوجه المستمر مع الصداع.
• صعوبة التنفس لإنغلاق الأنف.
• إستمرار خروج الإفرازات الصفراء المائلة إلى الإخضرار.
• إستمرار نزول الإفرازات من داخل الأنف إلى الحلق.
• ومع كثير من المرضى فقدان حاسة الشم تمامًا لإنغلاق مركز حاسة الشم في الأنف.
ما أبرز النصائح الطبية لمرضى الجيوب الانفية للتخفيف من حدتها؟
يُنصح المريض الذي شُخصت حالته بالجيوب الانفية فعلًا بالآتي:
• تجنب مُسببات الحساسية كالغبار والبخور والعطور.
• ترطيب الهواء في أماكن الجلوس والمنزل من خلال الأجهزة المنتشرة في الصيدليات، لأنه الجو الجاف – والجو البارد أيضًا- من أعداء مرض إلتهابات الجيوب الانفية.
• الحصول على القدر الكافي من النوم، للمساعدة في زيادة مناعة الجسم.
• شرب كميات كافية من الماء، لأنها تساعد في تخفيف قوام الإفرازات المُخاطية، مما يؤدي إلى سهولة خروجها.
• عدم إهمال إستعمال بخاخات الغسول المحتوية على الماء المُعقم والتي يصفها الطبيب.
ما هي أنواع البخاخات المستخدمة لعلاج أمراض الأنف؟
تتنوع البخاخات المستخدمة لعلاج أمراض الأنف إلى ثلاثة أنواع:
• بخاخات مضادات الإحتقان، وهذه لا يُنصح بكثرة إستعمالها حتى لا تُصبح مثل الإدمان الذي لا يُمكن الإستغناء عنه، فيصل المريض إلى تعويد الأنف عليها، وتعويد النفس على عدم القدرة عن الإستغناء والعيش بدونها.
• بخاخات الماء والملح، وهي ذات كفاءة في مساعدة الأنف وإزالة المُخاط إلى الخارج.
• بخاخات الكورتيزون، وهي بخاخات علاجية، وهي آمنة جدًا لعدم قدرة الجسم على إمتصاص الكورتيزون الداخل إليه عن طريق البخ، وبالتالي لا تسبب الآثار الجانبية المشهورة للكورتيزون.