تعد الإكزيما من أكثر الأمراض الجلدية شيوعاً بين الأطفال وتعود الاصابة به لعدة أسباب منها الوراثية، وتظهر بقع الأكزيما بداية حول الفم والذقن والخدين، وفي مرحلة لاحقة تبدأ الأكزيما بالظهور في مناطق احتكاك الملابس بالجسم.
وفي هذا المقال سنتعرف على أنواع الإكزيما التي تُصيب الأطفال، وأهم أسبابها، ونصائح للأمهات لوقاية أطفالهم منها.
أنواع الإكزيما عند الأطفال
يقول “د. باسل خالد نصر الله” استشاري أمراض الأطفال والحساسية: الإكزيما من أكثر الأمراض المنتشرة حالياً في المنطقة العربية والعالم كله، وخاصة بين الأطفال، وهي مرض جلدي مزمن يؤدي إلى جفاف الجلد وتهيجة، ويصاحبه حكة وإحمرار وإلتهابات جلدية، قد تؤدي إلى التهابات بكتيرية أو فيروسية مزمنة في منطقة الجلد.
كما تؤدي الإكزيما أيضاً إلى مضاعفات عدة ودخول الطفل في حالة حكة دائمة وعدم القدرة على النوم، وفقدانه للشهية، وتصبح حياته صعبة ولا يستطيع الاستمتاع بحياته الطفولية، بسبب هذا المرض المزمن.
وتُعد الإكزيما من الأمراض الغير مُعدية، ولكنه مرض يلعب فيه العامل الوراثي دوراً هاماً في حدوثه، والكثير من الأسباب البيئية.
وهناك أنواع مختلفة من الإكزيما ومنها إكزيما الأطفال حديثي الولادة، وهي أشهر أنواع الإكزيما، وتنتشر عادة في منطقة الوجه وفروة الرأس، ثم تنتشر في الأطفال الأكبر سناً في منطقة الرقبة، وعند الأيدي والرسغين وخلف الركبة ومناطق الإبطين.
وتعتمد الإكزيما عند الأطفال على عمر الطفل والعامل الوراثي، ومن هنا فطريقة التعامل معها مُختلف.
وللإكزيما أنواع كثيرة، منها الأكثر شيوعاً وهو ما يختفي عادة على عمر ٤ إلى ٦ سنوات، أي في مرحلة قبل دخول الطفل إلى المدرسة، ولكن هناك أنواع إكزيما مزمنة، تبقى مع الطفل حتى البلوغ، ومنها أنواع أخرى لا تختفي وتظل مع الطفل حتى الكبر.
وإذا تُركت الإكزيما دون علاج تزيد من إلتهابات الجلد المزمنة، ويُصبح من الصعب التخلص منها، لذلك يجب بدايتة تشخيص الإكزيما تشخيصاً سليماً، وإعطاء العلاجات المناسبة، والبحث عن المهيّجات والمسببات لهذه الإكزيما، فمعرفة سبب حدوثها يساعد على التخلص منها، وتختلف من طفل لآخر.
أسباب الإكزيما عند الأطفال
من أهم أسباب ومُهيجات الإكزيما عند الأطفال ما يلي:
- العامل الوراثي: حيث نجد معظم الأطفال الذين يعانون من الإكزيما، أن أحد أفراد العائلة يعاني من الحساسية الغذائية المفرطة، أو الربو أو الأرجية الأنفية، لأن الإكزيما جزء من هذه الحساسية، فالجين أو العامل الوراثي هو عامل أساسي.
- بعض الأطعمة والمشروبات: من الأسباب الهامة التي تُهيج الإكزيما، والتي يغفل عنها كثيراً من الأهل، ففي بعض الأطفال خاصة الأقل من سنة لديهم حساسية من بعض أنواع الأطعمة، التي تشتهر بتهييج الإكزيما مثل:
- الحليب البقري.
- المكسرات.
- الأسماك.
- القمح.
لذلك يجب على الأهل عمل الفحوصات اللازمة للطفل لمعرفة الأطعمة المحسسة التي تسبب تهيج الإكزيما، كما أن الطفل مع وضع الكريمات والعلاجات اللازمة لا يتعافى في ظل تناول هذه الأطعمة المهيجة للإكزيما.
- الكريمات والصابون المُعطر.
- الملابس غير القطنية.
- الجو الشديد البرودة أو الشديد الحرارة.
نصائح للأم التي يُعاني طفلها من الإكزيما
في السابق كان الأطباء لا ينصحون الأمهات بتحميم الطفل يومياً، ولكن اليوم يجب تحميم الطفل يومياً، ويجب إعطاء الطفل الكريمات المرطبة بعد الاستحمام مباشرة بكميات وافرة، من ٣ إلى ٤ مرات يومياً.
وتكون هذه الكريمات طبية، ويجب الإبتعاد عن الخلطات الشعبية الغير معروفة المصدر، فقد تتسبب هذه الخلطات في تهيج الإكزيما وحدوث مضاعفات كثيرة للطفل.
كما يجب الإبتعاد عن الصابون والشامبوهات المعطرة التجارية، واللجوء إلى الشامبوهات والصابونات الطبية الخالية من المواد الكيماوية المهيجة للإكزيما.
إضافة إلى الإبتعاد عن الروائح والبرفانات التي يعطرون بها أطفالهم، وإرتداء الملابس القطنية، والإبتعاد عن الملابس الصوفية، والتي تحتوي على مواد كيماوية مهيجة للإكزيما.
ويًفضل تحميم الطفل بالمياه الفاترة، إذا كانت الإكزيما متهيجة وشديدة، لأن الماء الساخن يُزعج الطفل، ولكن الماء الساخن والبارد ليس له دور كبير في تهيج الإكزيما.
ولفصل الصيف دوراً كبيراً في تهيج الإكزيما، حيث تُعد الشمس والتعرق من أهم الأسباب التي تُهيج الإكزيما، وتجعل من الصعب السيطرة عليها، لذلك ينصح الأمهات بالإبتعاد عن أي ملابس تحتوي على مواد كيماوية أو ملابس صوفية.
كما يجب وضع الطفل في جو وبيئة معتدلة، ليست رطبة جداً ولا حارة جداً، لأن لعب الطفل في الشمس الحامية من أهم أسباب تهيج الإكزيما ويصعُب السيطرة عليها.