مقدمة: يبدأ إكتئاب ما بعد الولادة عادة في اليوم الثالث من بعد الولادة، ويمكن أن يستمر إلى ثلاثة أشهر، وقد يصل في حالات متقدمة إلى العام. يتميز بهبوط الحالة المزاجية واللامبالاة، كما أن الأم الجديدة قد تشعر بالحزن والإنزعاج واليأس والبكاء بكثرة، وحتى عدم المقدرة على البكاء.
تعريف إكتئاب ما بعد الولادة علمياً
تعرف “د. مريم العوضي” إستشارية في الطب النفسي، إكتئاب ما بعد الولادة هو نوع من أنواع الإكتئاب، له خاصية وهي دور كبير في تغيير الهرمونات التي تحدث بعد الولادة، وإنخفاض الهرمونات، التي تحدث عقب الولادة. يختلف عن الإكتئاب العادي حيث يكون له أعراض محددة تصيب الأم بعد الولادة تؤثر على علاقاتها بالطفل خاصة في الفترة الأولى وهي من اليوم الأول حتى الـ ٦ أشهر الأولى. يلعب التاريخ المرضي أو التريخ النفسي للأم نفسها دوراً هاماً في حدوث إكتئاب ما بعد الولادة.
هل هناك فرق بين كآبة ما بعد الولادة و إكتئاب ما بعد الولادة (ما الفرق بين المصطلحين) ؟
تشرح “د. العوضي” الفرق بين كآبة ما بعد الولادة وإكتئاب ما بعد الولادة كبير جداً. فكآبة ما بعد الولادة تعتبر حالة غير مرضية، حالة مؤقتة، تظل حوالي ١٠ أيام أو إسبوعين، وتمر بدون أي علاج، وترتبط بتغيير الوضع للأم. نجد ٦٠ إلى ٨٠٪ من الأمهات يعانون من كآبة ما بعد الولادة. لا تحتاج إلى أي تدخل طبي. أما الإكتئاب هو حالة مرضية تعرض لها الأمهات ما بين نسبة ١٢ إلى ١٦٪ كدراسات عالمية، وأيضاً كحالة، وخطورة، تأثيرها أقوى من كآبة ما بعد الولادة. إذا ما تم تدخل طبي أو علاج، تطول الحالة وتستمر لمدة ٦ أشهر أو سنة.
هل هناك تأثير مباشر لإكتئاب ما بعد الولادة على حليب الأم، وهل ينتقل إلى الطفل ويؤثر عليه ؟
تقول “د. العوضي” في لقائها بقناة العربية، هناك هرمونات تفرز مع الضغط النفسي، تفرز بنسبة عالية عندما يمر الشخص بفترة إكتئاب، فيمكن خرج نسبة من إكتئاب الأم في حليب الطفل أثناء الرضاعة. الأمهات الذين يعانون من الإكتئاب تقل رغبتهم في الرضاعة، وتفرز هذه الهرمونات أكثر في الحليب، فيعاني الطفل من زيادة التوتر، تقلبات في النوم، تقلبات في الرضاعة.
أي الحالات تستدعي الذهاب إلى الطبيب ؟
وتابعت “د. العوضي” التوعية هي رقم واحد، فمن الصعب أن ترى المريضة الموضوع بشكل واضح، وهنا يدخل دور الأهل، دور الزوج، دور كل من يوجد حولها، فهم قادرون على تمييز حالة الأم والأعراض التي تمر بها الغير طبيعية، التي أثرت على علاقاتها بالطفل، إنتاجاتها في الحياة، أثرت على شخصيتها بشكل عام، فهنا يجب التوعية، والإنتباه بوجود حالة مرضية. فلابد من الدعم الأسري والنفسي للمريضة في تلقي العلاج بشكل سليم والوقت الصحيح أيضاً. تأخير العلاج يؤثر حتى في إستجاباتها للعلاج.
ما هي العلاجات المثلى في هذه الحالة، وهل ينصح بإبتعاد الأم عن طفلها في ساعات محددة من اليوم ؟
تنصح “د. العوضي” بعدم فصل الأم عن الطفل إلا في حالة الشك في الخطورة على حياة الطفل أو حياة الأم، لأن هناك حالات نادرة من الإكتئاب الشديد، تصل إلى الأفكار الإنتحارية، أو تؤذي الأم طفلها. في هذه الحالة نضطر إلى فصل الأم عن الطفل، حتى نتأكد من سلامة الإثنين معاً. بشكل عام يكون العلاج الأم والطفل مع بعضهما، عدم فصلهما لأن ذلك مؤثراً جداً في العلاج.
الأم التي تعاني من إكتئاب قبل الحمل أو أثناء الحمل تزيد فرصتها في الإصابة بإكتئاب ما بعد الولادة، فلابد من متابعهتا في فترة الحمل.