تقول صاحبة الاستشارة: أنا امرأة متزوجة منذ ستة أشهر وغير حامل، ألاحظ أحيانًا خروج إفرازات بعد الجماع، وكذلك إفرازات مختلفة رقيقة وسميكة في باقي الأوقات لا تظهر في أيام الدورة الشهرية، وبدون أي استثارة جنسية أو نفسية، هذه الإفرازات لا تسبب أية آلام. فهل هذه أمور طبيعية؟
الإجـابة
تقول د. جيهان الغزالي -أخصائية النساء والتوليد-: الأخت العزيزة.. أولاً: أدعو الله لك أن يكون زواجًا مباركًا إن شاء الله، وأن يثمر عمّا تريدين أنت وزوجك من أطفال صالحين ومعافين إن شاء الله.
بالنسبة لموضوع الإفرازات فهناك الكثير من السيدات يجدن حيرة شديدة في التفريق بين الإفرازات الطبيعية والإفرازات المرضية، فبالنسبة للإفرازات الطبيعية فتنقسم إلى قسمين على حسب ملمسها وسمكها، وهي أولاً: إفرازات تنتج بسبب تأثير الهرمون الأنثوي هرمون (الإستروجين)، وهو الهرمون المسؤول عن النصف الأول من الدورة أي الـ 14 إلى الـ 16 يومًا الأولى من كل شهر (في حالة الدورة المنتظمة التي تكون من 28 – 30 يومًا)، وتتميز هذه الإفرازات عن غيرها أنها تكون إفرازات كثيرة نوعًا ما، وتكون شفافة لا لون لها، ويكون ملمسها مطاطيًّا بدرجة كبيرة، أي عند فرد كمية صغيرة من الإفرازات بين الأصابع تنفرد إلى أكثر من 8 سم، وخصوصًا قبل فترة التبييض مباشرة، وعلى العكس تمامًا تكون الإفرازات الناتجة عن النصف الثاني من الدورة بسبب تأثير هرمون (البروجيستيرون)، وهو الهرمون الناتج عن التبييض.. تكون هذه الإفرازات قليلة الكمية، قاتمة اللون، سميكة، ولا تنفرد بسهولة إلا حوالي 1 – 2 سم، ثم ترجع سريعًا إلى وضعها الأول.
هذان النوعان من الإفرازات تكون معدومة الرائحة ولا يصاحبها حكة. أما الإفرازات المرضية فتكون ذات لون ورائحة أحيانًا، ومصاحبة لبعض الأعراض التي تختلف باختلاف المرض المسبب لها، وإليك بعض الأمثلة التي تساعدك على فهم هذه الإفرازات:
- أولاً: فطر (الكانديدا) يسبب إفرازات بيضاء متجمدة مثل الروب، وغالبًا ما تكون مصاحبة بحكة شديدة وحرقان في البول.
- ثانيًا: الكلاميديا (وهي ليست بفيروس ولا بكتيريا، ولكنها ما بين الإثنين)، وتسبب إفرازات شبه صديدية.
- ثالثًا: الترايكوموناس (وهي عبارة عن طفيليات) تسبب إفرازات صفراء وأحيانًا خضراء كثيرة نوعًا ما، مصاحبة بعض الوقت مع حكة وحرقان في البول.
- رابعًا: الجاردينيلا (وهي نوع من أنواع البكتيريا)، وهي الأكثر انتشارًا هذه الأيام، وتسبب إفرازات رصاصية اللون، وتسبب حرقان في المهبل خصوصًا بعد العلاقة الزوجية.
ومن المعروف أن معظم هذه البكتيريا والفطريات تعيش في الجهاز التناسلي عند المرأة، وكذلك الرجل، ولكن بصورة غير ضارة، وأحيانًا تتحول إلى صورة ضارة، وتنتقل عن طريق العلاقة الزوجية من المرأة إلى الرجل، والعكس؛ لذلك عند هذه الأمراض يجب أن يعالج الطبيب الطرفين معًا، فلا يستعجب الرجل إذا أعطاه الطبيب علاجًا مشارك بينه وبين زوجته؛ لأن هذا هو العلاج المثالي حتى لو كان الرجل لا يشكو من شيء.
وفي النهاية، بالنسبة لك يا أخت ليلى، فأنا لا أرى أي مشكلة مرضية لديك، وأظنك الآن تستطيعين التفرقة بين الإفرازات المختلفة.
وهذه استشارات أُخرى قد ترغبين في الاطلاع عليها: