هناك إعلانات تجارية لا تراعي الذوق العام وبعضها يتجاوز حقوق الإنسان والحيوان معا، ولا تجد من يعترض عليها لأنها مادة مدفوعة الثمن، لذا فهي لا تعامل معاملة المواد الإعلامية في صلاحيتها حتى لو شطحت كثيرا، ومن ذلك إعلان احتوى على فتاة تتراقص وتتمايل حتى ترتمي بكل عنفوانها على السرير على طريقة أفلام الحب والهيام، وفي نهاية المشهد نكتشف أن الإعلان ليس للقميص الأحمر الذي تلبسه أو للمرتبة الوثيرة التي ترتمي عليها إنما لجهاز لا يمت لكل ما شوهد بصلة! حيث تمادى الإعلان في إثارة الغرائز، وبصفتي مشاهدا أعلن اعتراضي وامتعاضي من هذا المشهد الذي يتكرر حتى سئمنا القناة التي تعرضه، وأعتقد أن كثيرا من المشاهدين مثلي ولو أستطيع أن أطالب بوقف العرض الهزيل لفعلت.
إعلان تجاري آخر يتجاوز أيضا على المرأة، وبالمناسبة المرأة التي ندعي أننا أكثر المجتمعات الإنسانية محافظة على كرامتها نحن أكثر من يستغلها ونحولها إلى سلعة رخيصة في إعلاناتنا التجارية، وانظروا إلى ذلك الإعلان المرئي عن الدجاج الذي يستعرض فيه الدجاج ويشبههن بالفتيات المعروضات للخطبة والخطابة تتخير بينهن، وهو ما لا يتوافق مع الواقع الإنساني للخطوبة في مجتمعنا، ويصل التمادي بتشبيه الدجاج بالبنات أن يطلق أسماء صريحة فهذه الدجاجة اسمها نورة وهي طالبة جامعية، والأخرى سارة، والثالثة مها، ثم يختم المشهد الذي يعدد مواصفات الدجاج البنات المؤدبات المتربيات بمقولة: ونعم التربية.
لا أدري إن كان الاستنكار يجدي أو أننا نطالب وزارة الثقافة والإعلام بالتدخل في رفع مستوى الإعلانات التجارية الهابطة مثلما تتدخل بمراقبة المواد الإعلامية الأخرى أو أننا ندعو كل من ابتذل استخدام اسمها برفع قضية على المعلن الذي لم يراع مشاعر الفتيات اللاتي وزع أسماءهن على دجاجاته.
بقلم: هزاع بن نقاء
هنا أيضًا نقرأ: صورة المرأة السعودية