هناك الكثير من الأسئلة التي تخص اللغة العربية في أذهاننا. ما رأيكم أن نختار درس إعراب ركني الإضافة ونتحدث عنه باستفاضة.
فعندما نقرأ القصص قبل النوم مثلاً نُلاحظ أن هناك أسماء مشهورة غير مسبوقة بحرف. فما سبب جر هذه الكلمات؟ وما الفائدة التي نحصل عليها من إضافتها؟
يا له من سؤال جميل؛ هل تعرف ما هو الموضوع الذي يدور حوله السؤال؟
التركيب الإضافي
الموضوع الذي يدور حوله السؤال هو التركيب الإضافي: ويتكون من اسمين يُسمى الأول المضاف، ويكون اسماً نكرةً دائماً. ويُسمى الثاني المضاف إليه، ويمكن أن يكون اسم نكرة أو اسمًا معرفة، فمثلاً نقول: ركب الطفل سيارة الإسعافِ ← السيارة تكون هي المضاف، والإسعافِ المضاف إليه.
النكرة والمعرفة
يُقْسمُ الاسم إلى نكرة ومعرفة. الاسم النكرة هو اسم يدل على شيء غير مُعين يأتي في الفردِ منوناً كـ (مُعلمٌ). ومنتهياً بنون عند الجمع والتثنية مثل: (معلمون، مُعلمان).
أما الاسم المعرفة فهو يدل على شيء معين. مثل:
- الاسم المعرف بال: المعلم.
- أو أسماء العلم مثل: زايد، دبي.
- أيضاً يعرف الاسم عند اتصال ضمير به مثل: (كتابي، كتابه).
الأسماء المعرفة تختلف عن النكرة لأنها لا تنتهي بتنوين وإنما بفتح أو ضمٍ أو كسرٍ عند الفرد والنون في المثنى والجمع.
كيف نُميز المضاف إليه؟
يكون قبله اسم نكرة غير منون، ويأتي ليوضّح هذا الاسم بدليل أنه لن يُفهم هذا الاسم بدون ذكره، وهو دائماً اسم مجرور.
مثلا في الجملة التالية: زرتُ متحفًا ← فلا نعرف أي متحف زرت.
أما إذا قُلنا: زرت متحف اللوفر ← نعلم الآن أي متحف هذا الذي نتحدثُ عنه.
إعراب التركيب الإضافي
يُعرب المُضاف بحسب موقعه، فقد يكونُ مرفوعاً أو منصوباً أو مجروراً، ويُذكرُ في آخر الإعراب، وهو مُضاف.
المضاف في المثال السابق هو (متحف)، ونقول في إعرابه: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره وهو مضاف.
أما المُضاف إليه يكون دائماً مجروراً بعلامة جر مناسبة حسب نوعه؛ مفرد أو مثنى أو جمع.
والمضاف إليه في المثال السابق هو (اللوفر)، ونقول في إعرابه: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
مثال يكون فيه المضاف إليه نكرة
في هذه الحالة يمكن استخدام المثال التالي: ركب المُصاب سيارة إسعافٍ.
- سيارة: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره وهو مضاف.
- إسعافٍ: مُضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
ماذا يحدث لنون المُثنى وجمع المذكر السالم عند الإضافة؟
يأتي الاسم إما منوناً في حالة المفرد أو جمع التكسير أو جمع المؤنث السالم، وإما منتهياً بنون حالات المثنى وجمع المذكر السالم.
وعند الإضافة يُحذف التنوين من المفرد أو جمع التكسير أو جمع المؤنث السالم، وتحذف النون من المثنى وجمع المذكر السالم، فمثلاً نقول:
هؤلاء معلمو المدرسة ← معلمو: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم وهو مُضاف.
المدرسة: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة.
وقد يأتي المُضاف إليه أحياناً على شكل ضمير جر متصل (ناء المتكلمين، هاء الغائب، ياء المتكلم، كاف الخطاب)، فعندما نقول: التقيت بصديق ← نتساءل من هو؟ لكن عندما نقول: التقيت بصديقي ← نكون قد وضحنا ذلك بإضافة الضمير الياء.
وعند إعراب هذه الجملة تكون:
- بصديقي: الباء حرف جر.
- صديق: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره وهو مضاف.
- الياء: ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه.
إذا كانت الجملة تحتوي على ظرف
يجب التنويه أيضاً أن هُنالك بعض الكلمات التي دوماً ما يليها مضاف إليه، فمثلاً:
كُل اسم يأتي بعد ظرف من ظروف الزمان أو المكان يعرب مضاف إليه. مثل:
- فوق الشجرة.
- قبل العصر.
هُنالك أيضاً بعض الكلمات الأخرى التي يتبعها مضاف إليه. مثل:
- كل.
- بعض.
- جميع.
- معظم.
- غير.
- سوى.
- ذو.
- كلا.
- كِلتا.
- لدى.
- لدُن.
مثل:
- بعض الطلاب.
- سوى العاملين.
- ذو خلق.
وفي النهاية يجب التأكيد على أنه لا يأتي المضاف إليه بعد:
فعل أو حرف أو إن وأخواتها أو كان وأخواتها أو اسم معرف بأل أو اسم منون.
تلخيص الدرس
الاسم النكرة: هو اسم يدل على شيء غير معين.
الاسم المعرفة: هو ما دل على شيء معين. مثل:
- الاسم المُعرب بأل.
- أسماء العلم.
- اتصال ضمير.
الإضافة
هي علاقة أي: نسبة بين اسمين؛ الاسم الأول: المضاف، ويكون اسم نكرة، والثاني: المضاف إليه: ويكون اسم نكرة أو معرفة.
عند الإضافة: يوضح الثاني معنى الأول إن أتى معرفة، أو يخصصه إن أتى نكرة.
يحذف التنوين من المضاف: المفرد، جمع التكسير، جمع المؤنث السالم، وتحذف النون من المثنى وجمع المذكر السالم عند إضافة اسم إليه.
- يُعرب المضاف حسب موقعه من الجملة.
- المضاف إليه يأتي دائماً مجروراً.
- كل ضمير اتصل باسم ظاهر هو مُضاف إليه.
- كل اسم بعد الظروف هو مضاف إليه.
لا يأتي المضاف إليه بعد: فعل أو حرف أو إن وأخواتها أو كان وأخواتها أو اسم معرف بأل أو اسم منون.
وفي نهاية الدرس نتمنى أن نكون قد استوفينا الشرح بشكلٍ جيد، وأن التركيب الإضافي قد أصبح واضحاً للجميع. وإلى لقاءٍ آخر في درس جديد من دروس النحو العربي.
هنا أيضًا: الممنوع من الصرف «الصفة ومنتهى الجموع»