سنتعرف سوياً في هذا الدرس على إعراب التوكيد المعنوي، وكيفية الإعراب الصحيح لكل ألفاظ التوكيد المعنوي، ونتعرف على شروطه بالأمثلة الداعمة والشيقة، ومن هذه الأمثلة ما يلي:
- رأيت مُحمداً نفسه.
- رأيته عينه هُناك.
- كان يلبس ملابسه المُعتادة ذاتها.
- قابلتهم جميعهم.
- يجب أن نجتمع بهم عامتهم ونراهم.
ألفاظ التوكيد المعنوي
هل تعلم أن الأمثلة السابقة بها الكثير من المؤكدات المعنوية. فهل رأيتم ألفاظ التوكيد المعنوي في هذه الأمثلة؟ هل تذكرونها؟
- نفس.
- عين.
- ذات.
- كل.
- جميع.
- عامة.
- كِلا.
- كِلتا.
هل تذكرون شروط هذه الألفاظ لتُعرب توكيداً؟ سنذكركم بهذه الشروط:
- أولا يجب أن يتصل بها ضمير يعود على المؤكد.
- ثانياً عند حذفها من الجملة لا يتأثر المعنى.
- ثالثا يجب أن تأتي بعد المؤكد، والمؤكد هو الاسم الذي نُريد تأكيده.
فإذا اجتمعت الشروط الثلاثة فيها فهي حتماً توكيدٌ معنوي.
هنا أيضًا شرح درس: التفريق بين الإضافة والنعت في شرح سهل مُبسَّط.. بالأمثلة
إعراب التوكيد المعنوي
رأيت محمدًا نفسه ← مُحمد هُنا هو الاسم المؤكد، ويُعرب حسب موقعه في الجملة، وهو هُنا مفعول به منصوب، أما التوكيد بعده (نفسه) تُعرب توكيد معنوي منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مُضاف، والهاء المُتصلة به عائدة على المؤكد محمد، وتُعرب دائماً ضميراً متصلاً مبنياً في محل جر مُضاف إليه، لأن اتصاله بضمير شرط أساسي ليكون توكيداً كما قلنا. هل لاحظتم أن التوكيد يتبع المؤكدُ في حركة الإعراب؟ بالطبع فهو تابع.
أعلم أنهم مسافرون كلهم ← المؤكد هنا كلمة مسافرون وهي خبر أن مرفوع، والتوكيد بعده كُلهم يجب أن يكون مرفوعاً، وكذلك هو متصل بضمير يعود على مسافرون المؤكد.
سلمت على الأخوة أعينهم ← المؤكد هنا الأخوة وهو اسم مجرور، والتوكيد بعده أعينهم يجب أن يكون مجروراً مثله.
إذاً ألفاظ التوكيد (نفس، عين، ذات، كل، جميع، عامة، كلا، كلتا) تُعرب بالحركات كما رأينا ضمةً أو فتحةً أو كسرةً. ويجب أن تتصل بضمير يُعرب مُضافاً إليه.
التوكيد المعنوي كلا وكلتا
تذكرون أن كلا وكلتا تستخدمانِ للمثنى فقط، ولذا تُعرب إعراب المُثنى. أي؛ تُرفع بالألف وتنصب وتُجر بالياء، فعندما يكون المؤكد مرفوعاً تكون مرفوعة بعده بالألف.
سافر الأخوان كلاهما ← الأخوان هُنا هي المؤكد، وهي فاعل مرفوع، وجاءت بعده كلاهما أيضاً مرفوعة بالألف، إذاً تُعرب كلاهما؛ توكيد مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مُثنى، وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل في محل جر مضافٍ إليه و (ما): للتثنية.
وعند النصب تُنصب بالياء مثل:
قابلتُ الأختين كِلتيْهِما ← كلمة الأختين هي المؤكد، وهي مفعول به منصوب. وبالطبع التوكيد بعدها سيكونُ منصوب بالياء، وكذلك في حالة الجر تُجر بالياء. مثل:
سلمتُ على الشابين كِليْهِما.
ولكن انتبهوا جيداً إذا لم تجتمع الشروط الثلاثة التي ذكرناها لكم في لفظ التوكيد المعنوي فإن هذه الألفاظ تُعرب حسب موقعها في الجملة. انظروا هذا المثال:
ظلم محمدٌ نفسَهُ ← تُعرب نفسه مفعول به منصوب، فبالرغم من اتصالها بضمير، إلا أنها لا تُعرب توكيداً معنوياً. ببساطة حاولوا حذفها من الجملة فهل تصح؟ ظلم محمدٌ. فلا نعرف من ظلم، وبالتالي لا يتم المعنى، فهي ليست توكيداً. ولكن إذا قُلنا:
جاء محمدٌ نفسهُ ← إذا حذفنا كلمة نفسه تُصبح الجملة (جاء محمد)، وهي جملة تامة المعنى، إذاً نفسه: هنا توكيد.
جاء جميع الأخوة ← هنا فقدت الكلمة شرط الاتصال بضمير وأضيفت إلى اسم ظاهر، إذاً تُعرب حسب موقعها من الجملة، فتُعرب جميع: فاعل مرفوع.
ولكن كِلا وكِلتا إن لم تكن توكيداً فماذا تُعرب؟
عندما تُضاف كِلا وكِلتا إلى اسم ظاهر فإنها تُعرب حسب موقعها من الجملة، وما بعدهما يكونُ مضافاً إليه، وتُعرب بحركات مقدرةٍ على الألف، مثل: سافر كلا الأخوين ← لا يوجد في هذا المثال ضمير متصل بكلا، إذاً نعربها حسب موقعها من الجملة وهي هُنا تُعرب فاعل. إذا كلا: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المُقدرة على الألف للتعذر، والأخوين: مُضاف إليه مجرور.
وهذا كُل شيء عن إعراب التوكيد المعنوي. ونرجو أن تكونوا قد استفدتم بكل ما جاء في هذا الدرس النحوي، وتابعونا كي تتعرفوا على المزيد من دروس النحو الأخرى.
معنا أيضًا هاهُنا: فعل الأمر وحالات بنائه.. مع الأمثلة التوضيحية