تتعدد الأنظمة وتختلف من بلد إلى آخر، وأكثر من هم في حاجة إلى التعرف على الأنظمة والقوانين المختلفة، المبتعثون والمسافرون، فما لا يعد جناية أو جريمة في المملكة قد يعد حدثا خطيرا في بلد آخر.
السفارة السعودية والملحقية الثقافية في أمريكا حذرتا المبتعثين من ترك أبنائهم وحدهم في السيارات، هذا الفعل في أمريكا يعد جرما يستوجب العقوبة، لكنه في المملكة ليس كذلك، على الرغم من الخطورة غير المدركة لمثل هذه الأفعال، فكثير من الحوادث التي وقعت كان سببها ترك أطفال وحدهم في السيارة.
احتكاك السعوديين بالقوانين في البلدان المختلفة بحكم التوسع في الابتعاث أو السفر، من المفترض ألا يقف عند الإعجاب ببعض القوانين والتشريعات والحياة المدنية المتطورة، بل يجب أن يتعدى إلى المطالبة بأن تطبق وأن يعمل بها لدينا، فالتشريعات الجيدة في قوانين بعض البلدان جاءت نتيجة تجربة وتراكم خبرات؛ ما كشف حجم الفائدة من تبنيه.
الاستفادة من خبرات الدول الأخرى خاصة في التفصيلات التي لا توجد حولها نصوص قانونية في أنظمتنا أمر مفيد، فلو حوسب كل مقصر في حق الأطفال ستقل الأخطار التي يتعرضون لها بسبب الإهمال أو تحميلهم فوق طاقتهم، كما أنه ستوجد ثقافة لدى المجتمع أن هناك محاسبة وعقوبة لأصغر التفاصيل، وأن هذه الثقافة إذا ما شاعت بين الأفراد ستتحول إلى فعل يمارس فيه الجميع الرقابة الذاتية على نفسه وعلى من حوله.
الدعوة إلى تبني مثل هذه القوانين يجب ألا يقابل بالمعاداة من قبل المجتمع، لأن الفائدة في النهاية عائدة عليه، ولا يتم التعامل مع كل ما من شأنه ضبط الأوضاع على أنه تدخل في الشأن الخاص، ويجب على الدولة أن تعمل على وضع مزيد من الإجراءات التي تضمن الانضباط في موضع التنفيذ.
بقلم: منيف الصفوقي
في المقترحات أيضًا:
- تجد: قضايا «حالمة» جدا
- كذلك: القوانين.. للرجال فقط
- ثم: بطل في الفشل
- وأخيرًا: المثقف وجعجعة الاختصاص