خلقنا متفاوتون في الرزق والإمكانيات والقدرات، ولكنا خلقنا متساوون في شيء واحد، رأس مالنا الحقيقي في هذه الحياة وهو الوقت فرزق الله كل منا ٢٤ ساعة في اليوم، يغتنمها منا من يغتنمها ويضيعها من يضيعها، فاختلافنا في استثمار الوقت وإدارته واغتنام ساعاته ودقائقه هو ما يميز شخصاً عن آخر، وما يرقى بإنسان دون آخر، وما يبلغ البعض أمنياته وأحلامه دون البعض الآخر.
لأجل ذلك وأكثر وإدراكاً منا لأهمية الوقت في حياتنا فإننا سوف نخصص هذا المقال للحديث عن كيفية إدارة الوقت وأهمية ذلك للنجاح في الحياة العملية والعلمية أيضاً، فتابعونا.
أهمية إدارة الوقت وفوائدها
إن الوقت هو أغلى ما يملكه الإنسان فالوقت هو وحدات عمره وحياته وكلما مضى الوقت يمضي معه العمر، لذا فقد علمنا النبي “صلى الله عليه وسلم” أن ابن آدم أيام فإن مضى بومه مضى بعضه، كما يعلمنا أن الوقت من أهم وأول ما يسأل عنه الإنسان بين يدي ربه فيقول “عليه الصلاة والسلام”: لا تزول قدم عبد حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وشبابه فيما أبلاه وماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه.
لأجل ذلك فإن الإنسان الفطن الحكيم الذكي هو من يجيد التخطيط لوقته وإدارته بما يحقق له أهدافه ويعينه على تحقيق النجاح والإنجازات، فإن أهمية إدارة الوقت تكمن في النقاط التالية:
- إدارة الوقت توفر للإنسان الكثير من الوقت المهدر.
- تمكن الإنسان من تحقيق أكبر عدد ممكن من المهام والإنجازات على مدار اليوم والليلة.
- تشعر الإنسان بالرضا عن نفسه وبالإنجاز.
- الإدارة الناجحة للوقت تحقق للشخص التوازن وتساعده على إشباع حاجاته للترفيه.
كيفية إدارة الوقت وقواعدها الناجحة
إدارة الوقت تختلف من شخص لآخر بحسب المهام والمسؤوليات المطالب بها، ووفقاً لطبيعة عمله وظروف حياته، غير أن القاسم المشترك في الإدارة أنها تعني التخطيط لاستثمار الوقت وتقليل الوقت المهدر الذي يضيع هباءً في التنقل من مهمة لأخرى أو من عمل لآخر، وعدم ترك الوقت يمضي بعشوائية أو ارتجال الأعمال.
ولعل من أهم قواعد الإدارة الناجحة للوقت ما يلي:
- مراعاة التخطيط المسبق وجدولة الوقت لليوم أو الأسبوع أو الشهر من قبل ذلك بفترة كافية.
- ترتيب الأعمال بحيث يراعى تقديم الأولويات والمهام الكبرى التي تستغرق وقت أطول.
- مراعاة أوقات الراحة والترفيه ضمن التخطيط لقضاء الوقت وذلك لضمان تحقيق التوازن النفسي والقدرة على مواصلة العمل والإنجازات.
- تجنب تأجيل الأعمال أو تأخيرها عن الوقت المخصص لها بقدر الإمكان، حتى لا يعاني الشخص حدوث الفوضى وارتباك النظام.
- مراعاة المرونة في وضع الخطط اللازمة للوقت بحيث تكون فيها مساحة للظروف الطارئة والمهام المفاجئة دون أن تحدث خللاً كبيراً في بقية البرنامج.
- قدم الأعمال التي تتطلب مجهوداً ذهنياً عن الأعمال التي تتطلب مجهوداً عضلياً وبدنياً، حيث يصعب القيام بالأعمال الذهنية بعد ممارسة الأعمال البدنية المرهقة.
نصائح تساعد على استغلال الوقت
تذكر أن الساعة التي تمضي لن تعود إلى يوم القيامة.
- تذكر قسوة الشعور بالندم التي تعقب إهدار الوقت وتضييعه، ولذة الشعور بالإنجاز والسعادة التي تعقب تحقيق الأهداف واستثمار الوقت.
- تذكر أن كل شيء يمكن تعويضه إلا الوقت.
- تذكر أن الناجحون والأثرياء والعظماء هم أناس استطاعوا أن يديروا أوقاتهم بذكاء فاغتنموا ما فيها من الكنوز.
وفي الختام، فإن هذه كانت محاولة للتعرف على كيفية إدارة الوقت واستثماره بحيث نحسن تحقيق أقصى استفادة ممكنة منه، والله الموفق والمستعان.