«احمد» يسأل: الإخوة الأعزاء، أعلم أن هناك مشكلة كبيرة فيما يخص تأخر الزواج عند الشباب والشابات، وطبعًا الأسباب معروفة ومتنوعة، بالطبع قد تختلف هذه الأسباب في حدتها من قطر إلى آخر، لكنها تظل أسباب معروفة.
لقد قرأت أنكم تستعدون لعمل باب مخصص لهذا الموضوع، ولا أعلم كيف ستكون طبيعة هذا الباب، ولكني أقترح الآتي : في بعض البلدان العربية هناك ما يُسمّى (بالخاطبة) والواقع أنها كانت تؤدي خدمات عظيمة، وقد اندثرت هذه المهنة إلى حد كبير حتى أحياها بعض العائلات الشابة الصالحة، وهي تؤدي هذه المهمة طلبًا للأجر.
والواقع أنه إحساس جميل جدا أن تكون سببا في بناء بيت مسلم، وقد مررت أنا وزوجتي بهذه التجربة الجميلة، ولا تتخيلوا سعادتنا عند إتمام زواج من كنا نسعى بينهم، لكن بعد تجربة أعتقد أن هذا الموضوع يحتاج إلى بعض الموهبة الربانية ولا يستطيع أن يقوم به أي شخص حتى ولو كان من الصالحين وحتى وإن أراد هو ذلك.
إذن الحل في رأيي أن نوجد مثل هذه العائلات في كل بلد، وليعلم كل من يريد أن يقدم على ذلك أنه موضوع يحتاج إلى تقوى، وصبر، وبعض الذكاء الاجتماعي، ورغبة صادقة، ثم قبل ذلك وبعده توفيق الله.
أما فيما يخص مشروعكم القادم أقترح خلق شبكة من المتطوعين والمندوبين لكم في كل الدول العربية، وذلك بناء على توصية من مندوبيكم في الدول العربية حتى نضمن إلى حد ما صلاح المندوبين.. سيكون عمل هؤلاء المندوبين هو جمع المعلومات عن الشاب أو الشابة في المنطقة التي يعيش بها وإرسالها إلى موقعكم في حالة ما إذا أردتم معلومات عن هذا الشخص أو ذاك في هذه المنطقة، هذه الشبكة تكونوا أنتم بمثابة السيرفر لها.
إنه مشروع كبير، ومهم جدا، وأعتقد أن الله سيوفقكم فيه، وعلنا نطور هذا المشروع وذلك لتيسير الزواج أيضا؛ فكم من حالة رأيتها وعلمت صلاح الخطيبين، تقف بضعة آلاف من الجنيهات أمام مشروعهما، وكم من شخص قابلت يتمنى أن يساعد مثل هؤلاء الشباب المكافح، ولعل هؤلاء الشباب يكونون دعما لمن بعدهم وهكذا.
وأنا أترك لكم بريدي الإلكتروني لعلي أستطع أن أكون ممن يسخره الله لبناء الأسر المسلمة، وعلى رأي المثل المصري الجميل: “يا بخت من وفق رأسين في الحلال”.
الإجابـة
هذه الرسالة تعد نموذجًا رائعًا لتقديم الحلول العلمية للمشاكل؛ حيث يتدرج الحل فيها من اقتراح بسيط بإحياء دور (الخاطبة)، ثم الحث والتشجيع على تقديم خدمة الزواج عبر الموقع، وانتهاءً بالدعوة لمشروع ضخم وهو إنشاء شبكة عالمية عملاقة تعكف على تيسير الزواج، ليس فقط من ناحية المساعدة في الاختيار والترشيح، ولكن أيضًا من ناحية المساعدة المادية.
هكذا تكون الحلول، وهكذا تكون الأحلام الجديرة بالاحترام والتقدير، ولكن لكي تتحول الحلول والأحلام إلى حقيقة، فإن هناك شرطًا جوهريًا لا بد من توافره وهو: وجود أصحاب رسالة وأولي عزم يحملون همَّ الأمة في قلوبهم، ويتقنون لغة العمل كما يتقنون لغة الكلام، يتبنون الحلم حتى يتحول إلى واقع.
وتعال نتصفح اقتراحاتك نحن – فريق الحلول – مع أحبائنا زوار الصفحة لنوزع الأدوار معًا:
أولاً: من سيستجيب للاقتراح الأول ويقوم بدور (الخاطبة) ويتقرب إلى الله تعالى بهذا العمل الصالح على مستوى الدائرة المحيطة به؟ وذلك مع مراعاة أن تتوافر فيه الشروط التي ذكرها الأخ الكريم، نتوقع – بإذن الله – أن يلقى هذا الاقتراح تجاوبًا طيبًا، وليعمل كل في محيطه والله تعالى هو الموفق.
أنا شخصيًا أول من سيستجيب لندائك!! رغم الانشغال وضيق الوقت سأحاول على مستوى المعارف والأصدقاء.
ثانيًا: بالنسبة لخدمة الزواج في الموقع، فإننا نناشد إدارة الموقع – رغم ما نعلمه عن مدى اتساع مسئولياتها وأعبائها – أن تعجل بإخراج هذه الخدمة للنور.
ثالثًا: المشروع الضخم الذي تحلم به ربما لا يكون موقعنا هو الجهة المناسبة القادرة على القيام به؛ لأنه مشروع شديد التخصص، ويحتاج إلى جهد مساو للجهد المبذول في موقعنا وأكثر، ويحتاج إلى دعم مادي وبشري مستقل.
ولكن يا أخي العزيز، أحب أن أذكر أن هذا الموقع نشأ نتيجة اقتراح قدمته سيدة مسلمة فاضلة، وهذا الاقتراح تبناه رجال صالحون؛ لذلك لا أستبعد أن يقوم أمثال هؤلاء بتبني اقتراحك إذا حاولت البحث عنهم والاتصال بهم.
رابعًا: اسمح لي باقتراح أخير أضيفه لكلامك، وهو صورة أخرى لمشروعك الضخم، ولكن على المستوى المحلي الضيق، وهو إنشاء جمعيات ومكاتب الزواج، وهذه المؤسسات تقوم أيضًا بتيسير الزواج للشباب، سواء من ناحية الاختيار أو من الناحية المادية، ويا حبذا إذا قامت أيضًا.
⇐ كما يمكننا أن نقرأ هنا أيضًا:
- ↵ زواج تقليدي: هل يكفي لقاء واحد لاختيار شريكة الحياة؟
- ↵ ما رأيكم بالزواج من فتاة تكبرني بالسن؟ مع العلم بأني أحبها وتحبني
- ↵ سأتقدم لخطبة فتاة: هل مواصفاتي كافية لقبول والدها؟
⇐ أجابتها: فيروز عمر