سيدة؛ تسأل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أود طرح استفساري لحضرة الطبيب المختص، فأنا سيدة متزوجة من 3 سنوات وقد حملت في أول الزواج مباشرة، ولكن أجهضت في الأشهر الأولى، وبعدها عانيت من تأخر في الإنجاب لمدة سنتين، حتى حملت مرة أخرى في فبراير، ولكن توفي الجنين في الشهر الخامس وحدث ذلك في شهر يوليو، وللآن لم أحمل مرة أخرى.
عملت تحليلا للبرولاكتين وكانت نسبته ng/ml 26 فأعطتني الدكتورة البارلوديل بمعدل نصف حبة لمدة شهرين وتناولت الكلوميد ولم يحدث حمل ثم قمت بإجراء تحاليل في اليوم الثاني من دورة ديسمبر وكانت نتيجة البرولاكتين هي 18ng/ml وعملت تحليلاً في اليوم 22 من الدورة للبروجسترون وكانت النتيجة ng/ml 17… فوصفت لي الطبيبة البارلوديل بمعدل حبة في اليوم.
- سؤالي هو: كيف تقدر حضرتك نتيجة تحاليلي، هل هي جيدة أم سيئة؟ وهل يستدعي وضعي تناول البارلوديل والكلوميد؟.
- وسؤالي الثاني هو: هل يتوجب علي أن أبدأ بتناول أسبرين الأطفال من الآن حتى قبل بداية الحمل؟ حيث سمعت الكثير من آراء الأطباء الذين ينصحون بتناول أسبرين الأطفال حتى يساعد على الحمل لمن يعاني من الإجهاض المتكرر؟.
أرجو أن أجد لدى حضرتكم الجواب الشافي.. وجزاكم الله خيرًا.
الإجـابة
يقول د. عيسى الخثيمي —استشاري أمراض النساء والتوليد—: الأخت الكريمة، أدعو الله ﷻ لك ولكل من فقدت جنينًا لها أن يأجرها الله خيرًا على صبرها ويعوضها خيرًا منه.. إنه ولي ذلك والقادر عليه.
عند استعراضي لمشكلتك سيدتي وجدت أنك تعانين من مشكلتين الأولى هي تأخر الحمل، والأخرى هي الإجهاضات المتتالية، ولم تذكري في حملك الثاني هل تناولت أية أدوية لتنشيط المبايض أم لا؟ أم أن الحمل حدث بصورة طبيعية؟.
إن حدث الحمل بشكل طبيعي فهذا شيء جيد يجعل الأمل في الإنجاب بعد مشيئة الله ﷻ عاليًا في المرة القادمة، أما لو تم أخذ أدوية لتنشيط المبايض في الحمل الثاني فإننا قد نضطر إلى استعمالها هذه المرة أيضًا لكي يتم الحمل بإذن الله ﷻ.
وبالنسبة لتحاليلك فقد كانت النتيجة الأولى لهرمون البرولاكتين —المدر للحليب— عالية نسبيا وبعد تناول دواء البارلوديل انخفض إلى المعدل الطبيعي ولكي نتابع مستوى هذا الهرمون فلا بد من إجراء تحليل له أثناء فترة العلاج لنعرف هل سنستمر على أخذ دواء البارلوديل أم لا، فإن عاد مستوى هرمون الحليب إلى المستوى الطبيعي فإنه بالإمكان إما التوقف عن العلاج أو التقليل من الجرعة ومواصلة متابعة مستوى الهرمون بالدم من وقت إلى آخر.
بالنسبة لمستوى هرمون البروجسترون الذي تم إجراؤه في اليوم 22 من نزول الدورة فهو يبين عدم وجود تبويض في تلك الدورة الشهرية مما يدل على احتياجك لتنشيط المبايض باستخدام دواء الكلوميد، وقد نلجأ إلى رفع الجرعة حتى نصل إلى استجابة ثم نعيد تحليل هذا الهرمون مرة أخرى في الدورات المقبلة لمتابعة حدوث التبييض.
هذا عزيزتي بالنسبة لرأيي في نتائج التحاليل المرفقة في رسالتك، وما أنصح به في حالتك هذه هو محاولة البحث عن أسباب الإجهاض المتكرر و تأخر الحمل ويتم هذا بعمل الآتي:
- أولاً: أقترح عليك عمل أشعة بالصبغة الملونة للتأكد من:
-
- حالة الأنابيب (قناتي فالوب) وسلامتهما من الانسداد فإذا كانت الأنابيب مقفلة فإن الحمل يصبح غير ممكن بالطرق العادية.
- التأكد من (حالة تجويف الرحم) وخلو الرحم نفسه من أي تشوهات به أو وجود أورام ليفية تؤثر على تجويف الرحم، فهذا بدوره قد يسبب إجهاضات متكررة.
- ثانيًا: أنصح بالإضافة إلى أشعة الصبغة الملونة بعمل تحليل للأجسام المضادة بالدم والتي تسمى antiphospholipid antibodies.
- ثالثًا: عمل تحليل “التخثر بالدم” لكي نستبعد الأسباب الأخرى للإجهاض المتكرر.
- رابعًا: بالنسبة للأسبرين فأنصح به حين يتم الحمل للمرة القادمة بإذن الله ﷻ، بالإضافة إلى تناول حمض الفوليك من أول الحمل، ويتم التوقف عن الأسبرين عند وصولك إلى منتصف الشهر الثامن أي الأسبوع الرابع والثلاثين من الحمل.
أرجو منك عمل هذه الفحوصات وعرضها على طبيبك أو موافاتنا بنتائجها وليس بيدك أكثر من الدعاء والتضرع إلى الله ﷻ واستدرار الرزق بالاستغفار، التزامًا بكلام رسول الله ﷺ: “من لزم الاستغفار جعل الله له من كل همٍّ فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب”.
أسأل الله العلي القدير أن يوفقك لما فيه الخير والصلاح، وأن يمتعك بالصحة والعافية، ويرزقك من البنين والبنات ما تقر به عينك وينشرح له صدرك.