إتيكيت المحادثة والحوار مع الآخرين
تقول الخبيرة في الاتيكيت، والبروتوكول الدولي الأستاذة “بلسم خليل”: أنه يعتبر الإتيكيت جزء لا يتجزأ من التعاملات اليومية التي نمر بها، وبالنسبة للإتيكيت في التعامل مع الأشخاص فهو مهم جداً، حتى نخلق انطباعاً جيداً عنا لدى الآخرين، خاصةً إذا كانت المقابلة الاولى، فتكون حاجتنا لخلق انطباع جيد أكثر.
كما أن الإتيكيت الذي يتبعه الشخص أثناء الحوار يوضح الحالة الاجتماعية التي ينتمي إليها الشخص، وكذلك يوضح مستوى التربية، وكذلك طبيعة البيئة المحيطة بالشخص، وما إلى ذلك، ويمكن تلخيص اتيكيت التعامل مع الآخرين في مجموعة من النقاط، ألا وهي:
- التحية: فلا يجوز أبداً أن نبدأ الحديث مع الآخرين دون إلقاء التحية، وأن نُعرف نفسنا إن أمكن، وتختلف طريقة التحية بكل تأكيد تبعاً للمناسبة التي تجمع الأشخاص معاً في مكان واحد؛ فإذا كان مكان العمل فلابد من السلام وإعطاء الشخص الآخر بطاقة تعريفية عن طبيعة عملنا “Business card”.
- الابتسامة: فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن نقابل الآخرين دون أن نبتسم، فالابتسامة هي عدوى جميلة محببة للنفس بشكل كبير جداً.
- طبيعة الحوار: حيث أنه من المهم أن نتجنب الحديث عن المواضيع التي تسبب حدوث خلافات بين الأشخاص، خاصةً إذا كان المكان الذي يجمعهم هو مائدة الطعام على سبيل المثال، فيُفضل الابتعاد عن الحديث في الموضوعات السياسية، أو الدينية، والحساسة، فبدلاً من ذلك يُفضل التحدث عن العموميات مثل حالة الطقس، أو التحدث عن الأمور المحببة للجميع، والملائمة للوضع بشكل عام.
- عدم مقاطعة الآخرين: ويعتبر من أهم أصول الإتيكيت عدم مقاطعة حديث الآخرين، حيث أن الشخص الذي يقاطع الآخرين بشكل متكرر فهو حتماً ولابد يعاني من علة نفسية ما، فيريد أن يُظهر نفسه، ويثبت للآخرين أنه قادر على التحدث، والجدال، والفهم أكثر من الشخص الذي يُناقشه، وتؤكد الأستاذة “بلسم” على أن الحل الأمثل مع هؤلاء الأشخاص لا يكون أبداً بأن نبادله المقاطعة فذلك يزيد من حجم المشكلة لا يحلها، لكن بأن نجعله يسمعنا بشتى الطرق، وبأن نتركه يتحدث لينهي كلامه نهائي، ومن ثم نتكلم نحن.
- استخدام لغة الجسد المناسبة: فيجب أن نذكر أن لغة الجسد المهمة جداً في تعاملاتنا اليومية، فهي تعتبر علم بحد ذاته، حيث يُظهر جسدنا للآخرين ما لا نقوله بشكل مباشر، فيظهر الخوف، القلق، التوتر، الثقة بالنفس؛ لذلك فحتى التركيز على لغة جسدنا أثناء لقاء الآخرين مهم جداً، خاصةً إذا كان للمرة الأولى، فلابد وأن يكون الظهر منتصب، والرأس مرفوع، حيث أن طأطأة الرأس قد تشير إلى أن هذا الشخص غير مهتم بالشخص الآخر، أو قد تشير إلى الانطوائية، وعدم الثقة بالنفس، والعكس صحيح تماماً؛ فعند مقابلة الأشخاص بطريقة شديدة نوعاً ما، قد يوحي ذلك بالسيطرة، والتكبر؛ لذلك فالاعتدال مهم جداً بلا أدنى شك، ذلك بالإضافة إلى أهمية مراعاة العمر، المركز، الحالة الصحية للشخص الآخر أثناء الحوار .. إلخ.
اتيكيت التواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي
من المهم أن ندرك أن كوننا متابعين، أو أصدقاء لشخص ما على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصةً المشاهير، لا يعني أبداً أن نتواصل معهم وكأننا أصدقاء في الواقع، ولا يعطينا هذا الحق أبداً في أن نقول ما يؤذي الشخص الآخر، كما أنه في وقتنا الحالي أصبح هنالك إمكانية واضحة للوصول لأي شخص على مواقع التواصل الاجتماعي؛ لذلك فلابد وأن نتصرف بشكل لائق، وطريقة مهذبة، وبأن نتجنب قدر الإمكان التواصل مع أشخاص غير معروفين.
كما ويجب أن تكون تعليقاتنا على الصفحات خاصةً العامة منها بطريقة لائقة، وبأن نُحسن التصرف على أي حال، حتى لا نُعرض أنفسنا للحذر “Block”، أو الإبلاغ “Report”.
ومن الجدير بالذكر أن المواقع الخاصة بالتواصل مع الآخرين في المقام الأول مثل واتس آب، يجب أن يكون هناك بعض الإتيكيت أيضاً في استخدام مثل تلك المواقع، فعلى سبيل المثال لابد من اختيار الوقت المناسب للتواصل سواء لإرسال رسالة، أو للاتصال خاصةً إذا لم يكن ذلك لأمر طارئ، حيث يجب ألا يكون ذلك في الصباح الباكر، أو في الساعات الأخيرة من الليل، أو تلك التي تُسبق النوم.
واقرأ هنا أيضًا كيف تعلّم طفلك التعاطف مع الآخرين في سن مبكر