تعتبر الاحتفالات والمناسبات فرحة كبيرة ولكن أيضاً لتكتمل هذه الفرحة لابد من وجود بعض القواعد والأساسيات التي يجب أن تُراعى من قِبل صاحب الدعوة والمدعو على حد سواء.
أما عن أولى هذه القواعد والذوقيات وأهمها على الإطلاق هو ضرورة وجود دعوة شخصية من الأساس ثم وجوب وجود قواعد مكتوبة في هذه الدعوة تخص اللباس المعين أو أي قواعد وذوقيات أخرى يراها صاحبها مناسبة للحفل الذي يقوم عليه أو ينظمه.
ما هو الاتيكيت الذي يمكن أن نراعيه في الاحتفالات العامة؟
يرى الدكتور سعيد الطنيجي ” مستشار أسري ومدرب تنمية بشرية ” أن الاتيكيت هو ذوق في كيفية التعامل مع الطرف الآخر، وعندما نتحدث عن الطرف الآخر فإننا نعني كل شيء يقابلنا في هذه الحياة وليس شرطاً أن يكون هذا الشيء إنسان وإنما يمكن أن يكون حيوان أو جماد كالصخرة والشجرة أو أي شيء آخر.
هناك ما يُسمى بالإتيكيت العام الذي يشمل المناسبات العامة والاحتفالات التي تعتبر مناسبة جميلة ورائعة بالنسبة لنا للتواصل والتعرف على الغير خاصةً وأن بعض الناس قد يكونوا قاطعين لأرحامهم ومن ثم يستغلون هذه المناسبات والاحتفالات الجميلة لترسيخ معنى صلة الرحم ولكن ما ينغص نجاح هذه المناسبات والاحتفالات هو:
- عدم معرفة بعض الناس ببعض الذوقيات التي تُراعى في هذه الاحتفالات وهو ما يجعل في هذه المناسبات الجميلة وجود شيء من عدم الراحة النفسية وعدم الارتياح، لذلك وجب على كل شخص قبل أن يحضر أي مناسبة أن يعرف قواعد هذه المناسبة وما هي سياستها، وما هو المسموح فيها وما هو الممنوع قبل أن يذهب لحضور تلك المناسبة.
إلى جانب ذلك، ليس عيباً على الإنسان أن يسأل عما لا يعرفه لأن الله عز وجل ذاته لا يستحي من السؤال حيث وضع هذه القاعدة في الدين الإسلامي حين قال ” فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون “، وهذا يستوجب منا ضرورة سؤال صاحب المناسب أو منظميها والقائمين عليها عما هو مسموح وممنوع في هذه المناسبة بحيث يتقدم الشخص في المسموح ويتأخر عن فعل الممنوع في هذه الاحتفالات أو المناسبات التي تضم العديد من الناس.
- يجب أن لا يزج الإنسان بنفسه في المناسبات أو الاحتفالات العامة بدون دعوة من صاحب الحفل أو المناسبة، لذلك في حالة عدم وجود دعوة من القائمين على الاحتفال أو المناسبة يُفضل عدم الذهاب إليها من الأساس لأننا لن نتحصل على الأشخاص الذين يقومون باستقبالنا كما أننا لن نعرف ما هو مسموح وممنوع في تلك المناسبات بجانب أن الشخص الغير مدعوا للحفل لن يجد لنفسه مكاناً بين المدعوين ليصبح وحيداً في الحفل.
- في حالة وجود دعوة لحضور مناسبة أو احتفال دون أن نتمكن من الذهاب لهذا الحفل لظرف ما يُفضل الاعتذار عن عدم الحضور لأن الداعي قد يكون قد رتَّب لوجودك في هذا الحفل وحجز لك مكاناً فيه كما أنه قد يكون قد جهَّز لك طعامك المفضل إلخ إلخ.
ما هي أصول التهنئة في المناسبات الرسمية؟
نبارك لدولتنا دولة الإمارات بمناسبة العيد الوطني الثامن والأربعين ونسأل الله عز وجل أن يعيده علينا وعلى دولتنا بالأمن والأمان ولكن يبقى شيء أهم من هذا الاحتفال والفرح وهو حُب هذا الوطن المستمر لأن حب الوطن والولاء له يعتبر هو الشيء الداعم لنا، لذلك فإن في هذه المناسبات والاحتفالات الرائعة في الدولة نتقدم فيها بالشكر والتقدير لدولتنا لأنها وضعت قوانين خاصة بالاحتفالات منظمة لها بين الناس.
تابع ” الطنيجي “: لقد رأيت في هذه الاحتفالات وجود بعض الأعلام تحت المسرح وهناك أناس فوق المسرح يرقصون ويدوسون بأقدامهم عن طريق الخطأ على هذه الأعلام الإماراتية الصغيرة وهو من ضمن الأشياء المهمة التي يجب التنويه إليها في الاحتفالات العامة على وجه الخصوص لأن العَلم لا يوضع في الأسفل أو تحت خشبة المسرح وإنما له مكانة عالية يرفرف فيها عالياً.
أما فيما يخص أصول التهنئة في المناسبات الرسمية فيمكننا القول أن مثل هذه الأمور تُقرِّب بين الناس بعضهم البعض حيث رأينا في احتفال العيد الوطني في دولة الإمارات وجود لُحمة كبيرة بين كافة أطياف المجتمع والجنسيات التي قدمت التهاني الحارة للدولة في هذه اليوم وكان الأوبريت الذي أعدته وزارة التربية والتعليم من خلال 400 فرد من جنسيات مختلفة له صدى كبير ورائع ووقع وقعاً جميلاً على قلوبنا.
على الرغم من ذلك، لقد رأينا بعض الأمور السلبية في هذا اليوم والتي تخص طرق التهنئة وهي تنم عن عدم معرفة الشخص بكيفية التهنئة من ضمنها:
- كتابة عبارات التهنئة على عَلَم الدولة حيث لا يجوز لأي شخص أن يكتب تلك العبارات على أعلام الدولة لأن هناك قانون يمنع هذا الشيء.
- استعمال المأكولات عن طريق أعلام الدولة وذلك يُعد مرفوضاً في الاحتفالات الوطنية والعامة لأن هناك قانون كذلك يمنع هذا الأمر.
- وضع عَلَم الدولة على اللباس الداخلي للشخص وهو ما يمنعه القانون حتى وإن كانت تلك الحالة التي تنتاب الأشخاص الذين يقومون بهذه الأفعال هي حالة الفرح والاحتفال لأنه لا يستوجب علينا بأي حال من الأحوال تعريض لأنفسنا للمسائلة القانونية.
كيف يمكننا التعامل مع الاحتفالات الخاصة والشخصية؟
إن الاحتفالات الشخصية هي دعوة في نهاية الأمر ولهذه الدعوة شروط معينة يجب أن نعرفها حتى أننا نلاحظ في بعض الأحيان ارتداء البعض للباس معين خاطئ في مناسبة ما كما أنه يُعد خطئاً كبيراً اصطحاب الأطفال معنا في بعض المناسبات، لذلك يجب أن تكون دعوة المناسبة الشخصية مكتوبة تنص على طريقة اللبس مثلاً حتى لا نخالف صاحب الدعوة في شيء ما عند حضور المناسبة أو الاحتفال بلبس معين.
في حالة دعوتنا لمناسبة خاصة أو شخصية في منزل ما أو ما شابه فيُفضل أخذ هدية لصاحب الدعوة ونقول في هذه النقطة بشكل صريح أن قيمة الهدية ليست في كبرها وحجمها وإنما الهدية بمعناها، لذلك فمن الاتيكيت أن تحمل معك هدية ورد في مثل هذه المناسبات الشخصية لأن الورد يعتبر هدية جميلة ورائعة وغير مكلفة وهي تصل إلى قلوب الجميع سواء كان العالي أو الداني من الناس، كما يمكننا حمل طبق من الحلويات المغلفة بطريقة جيدة وطيبة دون أن تكون مكلفة على صاحبها حتى لا تتسبب في إحراج من يقوم بردها في مناسبة أخرى تليها.