هناك الكثير من الأشخاص يمتلكون مواهب وقدرة هائلة على التفكير بطريقة إبداعية، ولكن بالتأكيد هذا الإبداع والقدرة على الابتكار يحتاج إلى تدريب وتطوير معظم الوقت للوصول إلى مراحل متقدمة وأفكار أكثر تطورًا، والقدرة على حل المشكلات بطريقة إبداعية جديدة.
القواعد الأساسية للابتكار
يقول الأستاذ “أحمد الأسد” خبير الإبداع والتطوير أن: الابتكار عبارة عن أساليب وخطوات علمية عملية تساعد في زيادة الابتكار.
وبالتأكيد هناك أشخاص موهوبين ولديهم قدرة على التفكير الإبداعي بشكل تلقائي، ولكن طريقة التفكير يمكن تحسينها تدريجيًا بالتدريب.
الأشخاص الأكثر احتياجًا للإبداع والابتكار في الظروف الراهنة
مما لا شك فيه أن كل شخص لديه مشكلة فإنه يحتاج للإبداع والابتكار; وهذا الإبداع هدفه هو الانتقال من مرحلة إلى مرحلة أخرى، وخلال مرحلة الانتقال هذه توجد خطوات معينة للوصول للابتكار والوصول لحل المشكلة.
توجد ثلاثة أساليب أساسية للإبداع وهي:
- أسلوب الحذف.
- أسلوب الإضافة.
- أسلوب العصفورين بحجر.
” الفكرة الأساسية للإبداع في القدرة على إيجاد أفكار جديدة عند وجود مشكلة.”
وتكمن فكرة الحذف في القدرة على حذف بعض الأجزاء التي يمكن الاستغناء عنها وتبديلها بأشياء جديدة أكثر تطورًا وأقل سعرًا في منتجٍ ما، بينما فكرة الإضافة تكون في فحص مكونات المنتج مثلًا، والبحث عن الأجزاء التي يمكن الاستغناء عنها، أو إضافة أجزاء مطلوبة من قِبل المستهلِك ويمكنها أن تساعد الناس، أو يمكن استخدام فكرة الإضافة.
وإضافة خاصية جديدة لنفس المنتج ولكن باستخدام مختلف، بينما يمكن استخدام فكرة العصفورين بحجر، وذلك عن طريق إيجاد استخدام آخر غير الاستخدام الرئيسي للمنتج، وذلك في حالة عدم توفر الإمكانيات اللازمة.
كيف يمكن تربية جيل قادر على الإبداع والتطوير؟
تابع “أحمد”، الطفل يملك القدرة على الإبداع والابتكار واستخدام جميع الأشياء في موضعها الصحيح تلقائيًا وبدون توجيه; فمثلًا قام الأطفال بالتوصل لأفكار جديدة إبداعية وألعاب جديدة خلال فترة الحجر الصحي، ولكن الأهم هو تشجيع الطفل عندما يقوم بابتكار شيء جديد، وإذا قام بتخريب شيء ما تنصحه بإعادة ترتيبه من جديد، وأضاف أن: وضع حدود للطفل يقوم بقتل الإبداع بداخله.
كما يقول “الأسد”، الإبداع يكون لجيل الشباب الجديد، بينما الابتكار يكون للجيل الذي لديه خبرة.
والإبداع هو عبارة عن أفكار إبداعية يقوم الشخص بالتفكير بها بدون حدود ولكن لم يتم تطبيقها، بينما الابتكار هو عملية تحويل الفكرة إلى منتج أو خدمة فعلية مفيدة، ولكن بالطبع ليست جميع الأفكار الإبداعية يمكن تطبيقها على أرض الواقع أو تحويلها لابتكارات، فبعد الانتهاء من الوصول لجميع هذه الأفكار من قِبل الشباب، يأتي دور الخبراء لتحديد إذا كانت هذه الأفكار يمكن تطبيقها بالفعل أم لا.
من الجدير بالذكر أن من طبع البشر هو الارتياح بالاستقرار في المكان الذي يتواجد فيه، ويشعر بالخوف من المخاطرة وعدم القدرة على العيش بعد الانتقال والتغيير.
ولكن هناك نوعان من البشر عند حدوث المشاكل; النوع الأول يقوم بالتغيير بالفعل، والنوع الآخر يُفضل المثابرة على نفس الطريق وبنفس الأسلوب، ولكن هذا النوع يجب عليه تغيير الطريق عند الشعور بصعوبته أو تعثره مع الاحتفاظ بالمثابرة، وأضاف أن: جميع هذه المشكلات تحتاج إلى ترابط وتعاون المجتمع بالكامل من شباب وأصحاب خبرة.
خطوات التدريب على التفكير الإبداعي
أردف “أحمد”، أحد طرق التعلم هي تقليد الآخرين، والتعلم عن طريق مشاهدة الفيديوهات على اليوتيوب، والتركيز ومعرفة عمليات التطوير التي حدثت; فمثلًا فكرة أجهزة التابلت هي فكرة مأخوذة من أجهزة اللابتوب (LapTop) عن طريق حذف لوحة المفاتيح، ووضع فكرة أخرى مكانها تعطي نفس الاستخدام، لذلك أهم فكرة هي المشاهدة والتجريب، كما ينصح بعدم الخوف أبدًا من تجربة الأفكار الجديدة لأنها ربما قد تنجح بالفعل.
الفرق بين النجاح والإبداع
يؤكد “الأسد”، ليس شرطًا أن يكون كل شخص ناجح مبدع; فهناك نجاح يكون في أعمال روتينية سهلة، كما أن هناك بعض الأعمال التي لا تحتاج إلى الإبداع ولكنها تحتاج إلى صبر واستمرارية للوصول للنجاح، ولكن أصبح الآن القدرة على التفكير بطريقة إبداعية قد يزيد احتمالية النجاح بشكل كبير.
ومن الجدير بالذكر أن التلقين لا يقتل الإبداع; حيث أن التلقين يعتبر المرحلة الأولى للتعلم، وهو مهم كذلك لمعرفة خطوات التفكير الإبداعي، ولكن يجب ألا يقتصر التعليم على التلقين فقط أو على التفكير الإبداعي فقط، فيجب أن تكون هناك موازنة بينهما، فالتلقين يساعد على تعلم الأساسيات، وبعدها يصبح هناك مجال للإبداع.
ختامًا، معظم الأشخاص المبدعين في مجالاتهم يتلقون التعليم عن طريق التلقين في البداية، لفهم أساسيات المجال أولًا ثم التوصل لفكرة الابتكار والإبداع.