ما أكثر المواد خطرًا على جسم الطفل عند إبتلاع الأجسام الحادة ؟
قال “د. بدر سليم” رئيس شعبة أمراض الجهاز الهضمي. يعتبر إبتلاع الأجسام الحادة والمواد الحارقة أخطر أنواع المواد وأكثرها ضررًا على صحة الطفل إذا ما قام ببلعها، وتزداد درجة الخطورة كلما انخفض عمر الطفل، فالمضاعفات الصحية لهذه المواد أشد على الأطفال من عمر عام إلى ثلاث أعوام، خصوصًا أن الأطفال في هذا العمر دائمًا ما يتميزون بحب الإستطلاع والإستكشاف، وكذلك فرط الحركة وزيادتها مما يُصعب مراقبتهم طوال الوقت.
ما أبرز الأمثلة على الأجسام الحادة الوارد إبتلاعها؟
أوضح “د. سليم” أبرز الأجسام الحادة التي يبتلعها الأطفال على حين غفلة من ذويهم المسامير، والدباببيس الصغيرة، ومشابك الأوراق، والعملات المعدنية ذات الفئات الأقل لأنها صغيرة الحجم، والقطع البلاستيكية المكونة لألعاب الأطفال – وهذه الأخيرة تُشكل خطورة أكبر لعدم ظهورها في صور الأشعة.
وأخطر المواد الصلبة على صحة الطفل حال إبتلاعها هي البطاريات الصغيرة المُستخدمة في الساعات ولعب الأطفال أحيانًا، وذلك لإحتوائها على مادة حارقة وسامة تُسبب حرق في المريء وإحداث ثقب به. ومثل هذه الحالة المرضية يتم معها رفع درجة الطواريء، وتتجهز للتدخل الجراحي فور وصولها إلى المستشفى.
ما هي الأعراض الصحية الدالة على إبتلاع الطفل لجسم غريب؟
للأسف دائمًا ما يقوم الأطفال بإبتلاع الأجسام الحادة في غفلة وبعيدًا عن الوالدين، ولشعور الطفل بالخوف أو عدم قدرته على التعبير لا يخبر والديه بما حدث، بل والأدهى من ذلك قد تظهر أعراض صحية على الطفل فينصب تفكير الوالدين على الأمراض العادية للأطفال، ويبدأون بالتوجه إلى طبيب الأطفال، ولا يضعون في مخيلتهم أي احتمال ولو قليل أن طفلهم بلع جسمًا غريبًا، نظرًا لتشابه أعراض إبتلاع الأجسام الحادة مع أعراض كثير من الأمراض العادية التي يصاب بها الأطفال، مما يؤدي إلى التأخر في التشخيص وإجراء الأشعات.
لذلك وجب على الوالدين وضع كل الإحتمالات في بالهم، ولا يستثنون بلع الطفل لجسم ما، وسؤال الطفل بطريقة لطيفة دون تخويف لمعرفة ما إذا بلع شيئًا أم لا.
ومن الأعراض التي قد تنتج بسبب إبتلاع الأجسام الحادة عند الأطفال:
• صعوبة عملية البلع عند الطفل.
• عدم رغبته في الأكل.
• تغير لون وجهه، وإحمرار العينين.
• صعوبة القدرة على التنفس أحيانًا.
• محاولته المستمرة للترجيع وإفراغ معدته دون جدوى.
ماذا عن إبتلاع المواد الحارقة؟
المواد الحارقة أشد خطورة نسبيًا من المواد الصلبة، كما أنها سريعة الأثر على الجهاز الهضمي للطفل، فهي – غالبًا – مواد سائلة تؤدي إلى حروق داخلية في مكونات الجهاز الهضمي، في نفس توقيت مرورها وتلامسها له.
ويُصنف ضمن المواد الحارقة كل مساحيق ومطهرات غسيل الملابس والأرضيات، ومواد التبييض المحتوية على الكلور، ومستحضرات التجميل النسائية ومواد معالجة الشعر، والمبيدات الحشرية، وزيوت الدهانات، وغيرها من المواد التي تحتوي على مُركبات كيميائية، فضلًا عن المواد التي لها إشتراطات صحية عند إستخدامها مثل لبس كمامات أو قفازات..إلخ.
بعض مواد التطهير تحتوي على مادة الصوديوم هيدوكسيد، وهي المادة التي إن وُجدت في سائل بتركيز 10% فقط، تكون كافية لاختراق المريء إذا لامسته لمدة دقيقتين إلى ثلاث دقائق، أما إذا وُجدت بتركيز 30% فتكفي ثانية واحدة لإختراق جدار المريء. وتجدر الإشارة إلى أن إصابة المريء بالثقب أو الخرق أو الحرق يحتاج إلى فترات زمنية طويلة للعلاج، ومتابعة دورية مع الأطباء قد تستمر إلى أكثر من ثلاث سنوات.
فلا يستقيم الإستهتار بمثل هذه المواد أبدًا، خصوصًا في المنازل التي بها أطفال، لذا يجب تخزينها في أماكن مغلقة بعيدة عن متناول الأطفال، وعند إستخدامها يجب إتباع الإشتراطات الصحية، والتخلص من بقاياها بالطريقة الصحيحة سريعًا. لأن الأطفال لم يصلوا إلى مرحلة الإدراك الكامل، وينظرون لمثل هذه المواد – والسائلة منها خاصةً – على أنها من أنواع العصائر أو الحليب.
هل خطورة إبتلاع الأجسام الحادة والمواد الغريبة تختلف من حيث الشدة؟
بكل تأكيد، حيث أن شدة الخطر تنقسم إلى خطورة بسيطة، ومتوسطة، وخطيرة.
لكن بالنسبة للحروق الناتجة عن إبتلاع مواد حارقة بكمية كبيرة مع تأخر عمليات الإسعاف الأولية، تُقاس الشدة بدرجة الحرق وطوله، فزيادة طول الحرق تؤدي إلى تلف العضو المحروق بالكُلية، وقد لا ينفع معه عمليات التوسيع، ويكون العلاج الطبي الوحيد هو زراعة عضو بديل، وعمليات الزراعة تلك – سواء للمريء أو الأمعاء – بالغة الصعوبة والتكلفة المادية أيضًا.
ما هي أهم النصائح عند إبتلاع الطفل مادة حارقة؟
إذا ابتلع الطفل مادة حارقة دائمًا ما نشدد على عدم شرب الطفل للماء أو الحليب أو أي سوائل أخرى، حيث أن شرب أي سوائل عقب تناول المادة الحارقة يضاعف خطورتها، وخاصة الماء، حيث أن هذه المواد تتفاعل مع الماء وتنتج حرارة أعلى وبالتالي زيادة درجة حرق المريء وطوله. وإذا كانت المادة الحارقة على شكل حبوب، نحاول إخراج هذه الحبوب من الفم والبلعوم قدر الإستطاعة وقبل وصولها إلى المريء أو المعدة.