من المعروف أن مدارس البنات تلزم الطالبات بالتقيد بالزي الرسمي دون إضافات تجميلية، كذلك عدم لبس الإكسسوارات وعدم إحضار الأجهزة الإلكترونية، وقائمة من الممنوعات الأخرى، ومن تخالف ذلك من الفتيات ستضطر لكتابة تعهد وخصم من درجات السلوك، فضلا عن التوبيخ واستدعاء ولية الأمر. وعندما نجد أن نسبة المخالفات في إحدى المدارس قليلة، قد نعجب بإدارتها وبتطبيقها الصارم للنظام..
لكن الواقع أن ما شاهدناه في بيتنا الثاني من انتظام كان مجرد غطاء تمويهي يصرفنا عن الفوضى الحاصلة داخليا، فعندما تسأل طالبة في المرحلة الثانوية عن مادة الرياضيات عليك أن تتوقع أن تكون إجابتها كالتالي (أستاذتنا لم تحضر منذ أسبوعين ونحن ننتظر أستاذة بديلة)، وبدورها الأستاذة الجديدة عندما تحضر فستكون مخلصة بما فيه الكفاية لتشرح أربعة دروس في حصة واحدة والحجة (أنتن متأخرات منهجيا).
ستتساءل فعلا أين النظام عندما ترى تدافع الطالبات عند نافذة المقصف لتحصل كل منهن على وجبتها، والوجبة بحد ذاتها مخالفة للنظام؟! الزحام ليس فقط على المقصف، فهناك زحمة أيضا على جهازي البروجكتر والسبورة التفاعلية المحجوزين دائما من قبل المعلمات، أما الإذاعة الصباحية فهي الأكثر إزعاجا لأنها تتطلب وقوفا طويلا لسماع كلام روتيني يعاد في اليوم التالي.
وعندما نركز على موضوع النظام بشمولية نلاحظ أن الطالبة مظلومة، فهي ملزمة بقوانين المدرسة وعليها أيضا أن تستسلم وتصمت أمام الأخطاء الواقعة بحقها من عدم وجود معلمات للمواد وعدم توفر أدوات للشرح، وساحات غير مهيأة للأنشطة المدرسية، وطعام غير صحي.
عندما تعطى الطالبة كامل حقوقها الدراسية ثم تخالف الأنظمة فللإدارة كل الحق بعقابها، لكن الطالبة التي تعاني الأمرّين بسبب فوضى مدرستها وهضم حقوقها، عليها توجيه ورقة مخالفة لإدارة المدرسة والعدل واجب!
بقلم: بشاير آل زايد