ذوو الاحتياجات الخاصة – رغم الصعاب التي تواجههم – هم أكثر الناس تفاؤلا بالحياة وهم مبتسمون دوما.. هم الطموحون المبدعون الذين أحترمهم بحق، فهم يستحقون الاحترام لأنهم يكافحون رغم كل شيء..
«هذا ما كتبته في تويتر تعبيرا عن مشاعر بداخلي بعد مشاهدتي لإحدى صفحات الأشخاص المبدعين لذوي الاحتياجات الخاصة في الفيس بوك».
في مرحلة الثانوية العامة قرأت كتاب «عظماء ومشاهير معاقون غيروا مجرى التاريخ» لأحمد الشنواني.. أثر في جدا هذا الكتاب، خصوصا عندما عرفت بعض الشخصيات ممن لديهم إعاقة وتركوا بصمة في التاريخ كله لسنوات وليس فقط في وسط مجتمع معين.
استمر تأثير هذا الكتاب لسنوات، والآن مع انتشار المواقع الإلكترونية والإنترنت أتوقف عند صفحة الفيس بوك لشخص من ذوي الاحتياجات الخاصة يمارس كتابة في الفيس بوك كأي شخص طبيعي لكنه يختلف عن الشخص الطبيعي بأنه إنسان مبدع «فقد أحد أعضائه» ويقدم أعمالا وإنجازات في المجتمع أفضل من آخر يتمتع بكامل صحته ولم يقدم شيئا.
استمتعت جدا وأنا أقرأ في صفحات الإنترنت لشخصيات فقدت بصرها وتكتب يومياتها أو تناقش قضية في المجتمع، وحين أكتشف بعد فترة أن من يكتب خلف الشاشة فقد بصره «يزداد انجذابي لصفحته».
ودائما ما أجد أكثر من يكتب في المواقع الاجتماعية هم من الذكور، وبالحقيقة لم أجد فتاة حتى الآن من ذوي الهمم تركت بصمتها على الإنترنت، عذرا على هذا الكلام الذي لا يعمم على الجميع، فلعلي لم أصل إلى صفحاتهن حتى الآن لكني أتمنى أن أجد صفحة للإناث تترك بصمتها للحياة، لأن مجرد كتابتهم البسيطة تترك في داخلي الكثير من السعادة فأنظر إلى الحياة من الجانب المشرق من جديد.
ولا يمكنني أن أنسى صفحة المدون «سلطان يستطيع أن يتغلب على السرطان» التي يعدها شخص يبث الأمل من خلال كتابته البسيطة بين المستشفى والعمل والحياة اليومية.
بصماتهم في الحياة وإن كانت بسيطة مثل ابتسامتهم تبعث لنا الكثير من الأمل في داخلنا وقد تكون سببا في تغيرنا بالكامل، وعندما نتغير فإننا بالتأكيد نغير ما حولنا.
من الأخبار الجميلة التي لا يمكنني نسيانها، تلك التي نشرتها الجرائد عن زواج سالم من سارة، وهما زوجان على كرسي كهربائي متحرك، وسالم نشاهده دائما في المجمعات التجارية بالمنطقة الشرقية، ولم أشاهده مرة بحياتي يمشي بمفرده.. فهو دائما محاط بأصدقائه أو أقاربه، وهذا دليل محبة الناس له..
كما لا أنسى حلقة تحفيظ القرآن الكريم التى التحقت بها منذ فترة، وكان فيها عدد هائل من الفتيات اللاتي يتحدثن بلغة الإشارة ويحفظن كتاب الله في الغرفة المجاورة لغرفتنا، وكانت الابتسامة مرسومة على وجوههن جميعا وهن يعبرن بين الممرات.
وفي إحدى الصحف الإلكترونية، لفت نظري مقال بعنوان «ذوو الاحتياجات الخاصة.. الملف المنسي»، كان مقالا رائعا ولفتة جميلة. في الحقيقة هم ليسوا منسيين قط! توقفت في نهاية المقال مع ما قاله [خالد الهاجري] وهو ناشط اجتماعي متخصص بالأشخاص ذوي الإعاقة: «أعتقد أن أبرز وأهم مطلب لذوي الإعاقة جميعا باختلاف إعاقاتهم هو تفعيل المجلس الأعلى لشؤون المعوقين الذي مر على صدوره عشر سنوات دون تفعيل رغم أنه أمر ملكي وصدر من أعلى جهة في المملكة، وبرئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، حفظه الله، فهذا المجلس سيخفف الكثير من معاناة المعوقين لأنه سيشكل مرجعية تكفل لهم تنفيذ التشريعات الخاصة بهم، والمطالبة بتنفيذها، بدلا من هذا الضياع وغياب التنسيق بين الجهات المعنية بذوي الإعاقة».
من أبسط حقوقهم في المجتمع أن تلبى طلباتهم لأننا نفخر بوجودهم بيننا، وإن كان بإمكاننا الكتابة من أجلهم والسعي لتحقيق متطلباتهم، فنحن نسعد بخدمتهم بلا شك.. تذكروا دائما أن الحياة لا تتوقف أبدا مهما واجهتنا الظروف، ولنكن جميعا سببا في تغيير هذا العالم.
بقلم: اللتان