مؤتمرات القمة العربية اجتماعات سياسية على مستوى ملوك ورؤساء الدول العربية، وتعقد لمعالجة مسائل ذات أهمية وطبيعة مشتركة في إطار جامعة الدول العربية وتحت إشرافها التنظيمي… وسنتعرض هنا لبداية المؤتمرات وحتى نهاية عصر الرئيس السادات.
وكان أول مؤتمر قد عقد في بيروت في 12 نوفمبر عام 1956 لبحث آثار العدوان الثلاثي على مصر… ولكنه لم يؤرخ لسبب أو لآخر على مستوى المؤتمرات كأولها… أما ما يذكره المؤرخون كأول مؤتمر قمة عربي شامل فكان هو الذي دعا إلى عقده الرئيس جمال عبد الناصر في القاهرة في يناير 1964 وشاركت فيه 13 دولة عربية، وكان على خلفية رغبة إسرائيل بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية في استغلال مياه نهر الأردن وروافده.
وتنفيذا لقرارات قمة القاهرة الأولي عقد ممثلو الشعب الفلسطيني أول مؤتمر لهم في مدينة القدس في مايو 1964 وأعلنت قمة القاهرة قيام منظمة التحرير الفلسطينية.
وبعد ذلك بثمانية أشهر فقط وفي سبتمبر 1964 عقد ثاني مؤتمر قمة عربي في مدينة الإسكندرية نتيجة إصرار إسرائيل على تحويل مجرى نهر الأردن.
وكان المؤتمر الثالث في الدار البيضاء بالمغرب، يليه المؤتمر الرابع وهو مؤتمر الخرطوم الذي اشتهر باسم مؤتمر اللاءات الثلاثة (وهي لا صلح، لا تفاوض، لا اعتراف بإسرائيل) وقد عقد بعد شهرين من هزيمة الخامس من يونيو عام 1967، وقد وقف فيه الملك فيصل ملك السعودية موقفا مشرفا لدعم الحق العربي ومد يد العون لدول المواجهة مع إسرائيل.
وجاء المؤتمر الخامس في الرباط في ديسمبر عام 1969، يليه مؤتمر القاهرة في سبتمبر 1970 على خلفية أحداث أيلول الأسود (وهي المذابح التي جرت للفلسطينيين في الأردن)، وذلك حقنا للدماء العربية، وفي اليوم التالي لصدور البيان الختامي للقمة انتقل الرئيس عبد الناصر إلى جوار ربه في 28 سبتمبر 1970.
وبعد انقطاع دام ثلاث سنوات، دعا الرئيسان أنور السادات وحافظ الأسد إثر حرب أكتوبر 1973 إلى عقد مؤتمر قمة لاتخاذ قرار موحد بخصوص الحرب استضافته الجزائر العاصمة. وقد استقبل هذا المؤتمر عضوا جديدا على الجامعة العربية هو موريتانيا.
جاءت القمة التالية في أكتوبر 1974 لتشهد انضمام الصومال أيضا كعضو جديد، وكانت من أكثر المؤتمرات أهمية إذ جاء عقدها في فترة حرجة تمثلت في بدء خروج القضية الفلسطينية إلى العالم، خاصة بعد موافقة الأمم المتحدة على منح فلسطين صفة مندوب مراقب في الجمعية العامة.
ثم جاء مؤتمر القاهرة في أكتوبر 1976 بهدف وضع حد نهائي للحرب الأهلية في لبنان، والتي كانت قد بدأت في العام السابق. أما المؤتمر الذي كان له أثر مدمر فقد عقد في بغداد في نوفمبر 1978 لبحث آثار اتفاقية كامب ديفيد على الأمة العربية، وهي الاتفاقية التي أبرمها الرئيس السادات مع إسرائيل برعاية الولايات المتحدة… فقد اتخذ المؤتمر قرارا تاريخيا بإخراج مصر من ساحة المواجهة وتعليق عضويتها بالجامعة العربية التي تقرر نقل مقرها الدائم من القاهرة إلى تونس.
ومن هنا جاء عقد القمتين التاليتين في تونس في نوفمبر 1979 وعمان في نوفمبر 1980 ولم تشارك فيهما مصر.
وبعد تولي الرئيس مبارك الحكم سعي إلى إعادة العلاقات العربية المصرية إلى طبيعتها الأولي ورأب الصدع، وعادت الجامعة العربية إلى أحضان مصر واستؤنفت مؤتمرات القمة على فترات غير منتظمة، حتى اتخذ العرب مؤخرا قرارا يقضي بعقدها سنويا بصفة دورية.