ما الفئة الأكثر عُرضة للإصابة بأورام القولون؟
أجاب الدكتور “فراس زريقات” استشاري الجهاز الهضمي والكبد قائلًا: سرطان القولون من أنواع السرطانات الشائعة في العالم كله وفي الأردن على وجه التحديد، حيث يُصنف كثاني أكثر السرطانات شيوعًا بين الأردنيات، كما أنه يحتل المرتبة الأولى أو الثانية على الأكثر في أنواع السرطانات التي تُصيب الرجال الأردنيين. وبشكل عام يُصاب شخص من كل عشرين شخص بأحد أنواع أورام القولون بعد عمر الخمسين، وهذا لا ينفي إمكانية الإصابة بها في مراحل عمرية أصغر من ذلك.
وأكثر ما يميز أورام القولون هو إمكانية إكتشافها قبل أن تتحول إلى أورام خبيثة، وهذه واحدة من الميزات التي ترفع نسب الشفاء من أورام القولون إلى أكثر من 90% بشرط كشفها مبكرًا.
وأشار “د. فراس” إلى أنه لتحقيق شرط الكشف المبكر ينبغي على كل الأصحاء إتمام فحوصات القولون بعد عمر الخمسين، ولمن لديهم تاريخ عائلي مع أورام القولون عليهم إجراء الفحوصات في أعمار أقل.
ونوه “د. فراس زريقات” إلى أن جميع طرق فحص القولون يسيرة وغير معقدة، وأنها لا تخرج عن واحدة من الآتي:
• تصوير القولون من الداخل بالمنظار وهو أهم وأدق طرق الفحص.
• التحاليل المخبرية التقليدية للبراز.
• التحاليل المخبرية المناعية للبراز.
• التصوير الطبقي الملون للقولون.
ما هي مبادرة (أطبائك يا أردن)؟ وما أهم أنشطتها؟
أوضحت الدكتورة “رزان غريب” أحد أطباء مبادرة (أطبائك يا أردن) أن المبادرة هي إحدى مبادرات فريق متطوعي الأردن المسجلين باسم مؤسسة تكافل للأعمال الخيرية، وتهدف المبادرة إلى نشر التوعية الصحية بين كل فئات المجتمع الأردني بواسطة تفعيل حملات التوعية بأمراض معينة مثل سرطان القولون وغيره. وأهم أنشطتها – بجانب التوعية والتثقيف – توفير الفحوصات المخبرية والأشعة وكذلك توفير المستلزمات العلاجية لكل شرائح المجتمع مجانًا وبدون أي مقابل مادي.
وأكدت “د. رزان” على أنه رغم إتساع القاعدة المجتمعية التي تستهدفها المبادرة إلا أنها تُركز في الأساس على ساكني المناطق النائية التي يصعب الوصول إليهم. واستطاعت المبادرة في عام واحد تنفيذ 24 نشاط طبي والكشف على 11 ألف مريض وتوفير الأدوية لهم، وبالنسبة للمرضى المحتاجين للعلاج بالعمليات الجراحية تم تحويلهم إلى المستشفيات التي تتوافر فيها الإمكانيات الجراحية المطلوبة.
ما هي نتائج الحملة الخاصة بسرطان القولون؟
قال الدكتور “عمر برجوس” أحد أطباء مبادرة (أطبائك يا أردن): انطلقت حملة التعريف بسرطان القولون في أكثر من مدينة وقرية أردنية بالتتابع، وتم خلالها فحص أعداد غفيرة من سكان هذه المدن والقرى. والفحص المُنفذ في الحملة لا يُثبت الإصابة بسرطان القولون تحديدًا ولكنه مؤشر مبدئي لضرورة إجراء الفحوصات الأكثر تخصصية ودقة مثل فحوص القولون بالمنظار. وبالفعل اكتُشف خلال الحملة عدد 11 حالة مرضية تستلزم الفحص المنظاري المتخصص في القولون للإشتباه في إصابتها بأحد أمراض القولون العضوية مثل الناصور أو بالباثور أو الزائدة اللحمية داخل القولون.
وأشار “د. عمر” إلى أن الحملة التعريفية بسرطان القولون كشفت قلة الوعي الصحي بأمراض القولون وطرق فحصها عند ما يقرب من 90% من المتعاملين مع الحملة، وهو مؤشر جد خطير لأن الجهل الطبي بأمراض القولون ومنها السرطان أحد عوامل إنتشارها وتفاقمها. وعملت الحملة على رفع درجة الوعي الصحي من خلال إلقاء المحاضرات البسيطة وتوزيع المنشورات الميسرة.