الغلاف الجوي هو حامي حمى سطح الكرة الأرضية لذا تسعى الكرة الأرضية للاحتفاظ به، ويساعد على ذلك وجود جاذبية عالية على سطح الأرض. والغلاف الجوي عبارة عن مجموعة من الغازات غير المرئية، ويتكون من ست طبقات هي على التوالي من حيث قربها من سطح الأرض: التروبوسفير، الستراتوسفير، الميزوسفير، الثيرموسفير، الأيونوسفير، الإكسوسفير.
ما هي أهم طبقات الغلاف الجوي
وتعد الطبقة السفلى -التروبوسفير- هي الأهم من بين جميع طبقات الغلاف الجوي الأخرى. فالتروبوسفير هي الطبقة الأولى والأدنى من الغلاف الجوي، وتحتوي على نصف الغلاف الجوي للأرض. فهي تحتوي على حوالي ٨٠٪ من إجمالي كتلة الغلاف الجوي. ويتراوح سمكها من ٨ كم عند القطبين إلى ١٦ كم فوق خط الاستواء.
تتكون طبقة التروبوسفير من الغازات الداعمة للحياة، والتي بدونها لا يمكن أن توجد الحياة على سطح كوكب الأرض.
وأهم هذه الغازات النيتروجين وهو يشكل النسبة الأكبر فيها فهو يمثل (٧٨٪) وهو يدخل في تكوين البروتينات والأحماض النووية اللازمة لكل كائن حي، ويليه الأكسجين ويمثل (٢١٪) وهو مهم لعمليات التنفس، ونسبة ضئيلة من ثاني أكسيد الكربون الذي هو ضروري لعمليات التمثيل الضوئي وبناء الأنسجة وغيرها من الغازات الموجودة بنسب قليلة جدًا.
التروبوسفير ودرجة الحرارة
يلعب التروبوسفير دورًا مهمًا في تعديل درجة الحرارة على سطح الأرض مما يجعله صالحًا للسكن والحياة فيه. ودرجة حرارة التروبوسفير هي الأعلى بالقرب من سطح الأرض وتتناقص مع الارتفاع. وفي المتوسط، يكون درجة حرارة التدرج التروبوسفيري ٦.٥ درجة مئوية لكل ١٠٠٠ متر (٣.٦ درجة فهرنهايت لكل ١٠٠٠ قدم) من الارتفاع.
وسطح الأرض هو المصدر الرئيسي للحرارة في التروبوسفير، على الرغم من أن كل هذه الحرارة تقريبًا تأتي من الشمس، حيث تمتص الصخور والتربة والماء الموجود على الأرض ضوء الشمس وتشعها في الجو كحرارة. وتكون درجة الحرارة أعلى أيضًا بالقرب من السطح بسبب زيادة كثافة الغازات. وارتفاع الجاذبية أيضًا يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة.
تأثير طبقة التروبوسفير على المناخ
ومن الجدير بالذكر أن تغير المناخ الذي يؤثر على مناخ المنطقة والعالم بأكمله يرجع إلى طبقة التروبوسفير.
ففي بعض الأحيان يكون هناك انعكاس في درجة الحرارة، حيث ترتفع درجة حرارة الهواء في التروبوسفير نتيجة ارتفاع الهواء لأعلى، ويقترب الهواء الساخن من الهواء البارد وتتكون طبقات من الهواء البارد والساخن. فتحدث الانقلابات والاضطرابات في الغلاف الجوي مثل الأعاصير، والعواصف، والضباب الدخاني الذي يؤثر على الرؤية والملاحة ويعوقها. وتكون الأحوال الجوية غير مستقرة للغاية.
وغالبًا ما تُحبس الملوثات وتنتج ظروفًا جوية غير صحية في المدن، وقد تستمر لعدة أيام أو حتى أسابيع، والسبب في ذلك أنه فوق سطح الأرض ليلًا أو في الشتاء تكون الأرض باردة، ويعمل هذا على تبريد الهواء الموجود فوقها، مما يجعل هذه الطبقة المنخفضة من الهواء أكثر كثافة من الهواء الموجود فوقها، ويحدث ذلك أيضًا بالقرب من الساحل حيث يبرِّد ماء البحر البارد الهواء فوقه وعندما يتحرك هذا الهواء الكثيف إلى الداخل، ينزلق أسفل الهواء الدافئ فوق الأرض.
وتعزو أهمية هذه الطبقة أيضًا إلى وجود جميع السحب في هذه الطبقة القريبة من الأرض؛ حيث يلعب التروبوسفير دورًا مهمًا في دورة المياه. وتبدأ هذه الدورة بتأثير أشعة الشمس المسلَّطة على مياه البحار والمحيطات فتقوم بتسخينها، ويتبخر جزء منها ويتحول إلى بخار ماء. وتتشكل عند ذلك السحب نتيجة تحريك تيارات الهواء المتصاعدة لهذا البخار وسحبه معها إلى الغلاف الجوي فيواجه درجات الحرارة الباردة ويتكثف على شكل سحب. لذا تُعد طبقة التروبوسفير أهم طبقات الغلاف الجوي للأرض ولبقية طبقات الغلاف الجوي.