من الذي يحدد طبيعة التعامل مع أمراض المخ والأعصاب؟
قال الدكتور “محمد لطفي” أستاذ جراحة المخ والأعصاب بالقصر العيني: الأمراض العصبية بطبيعتها تنقسم إلى ثلاثة مباحث هي الأمراض النفسية والأمراض العصبية وجراحة المخ والأعصاب، فعلى سبيل المثال كل ما يخص أورام ونزيف وخُراجات وحوادث المخ فعلاجه عند جراح المخ والأعصاب، أما الأمراض المخية الخاصة بالسلوكيات والصحة النفسية مثل الزهايمر والخرف…. إلخ فعلاجها عند طبيب الأمراض النفسية لأن مثل هذه الأمراض ما هي إلا تغيرات داخلية وظيفية في خلايا المخ لا تظهر في صور ورسومات الفحص (وهذا لا يمنع أن بعض هذه الأمراض تكون ناتجة عن ورم ما في الفص الأمامي للمخ ولكن ظهرت أعراضه الأولية في صورة خلل نفسي وسلوكي ثم يظهر بالفحص وجود هذا الورم ومن ثَم يقوم الطبيب النفسي بتحويل المريض إلى جراح متمرس للمخ والأعصاب)، أما الأمراض المنوط علاجها عند طبيب الأعصاب فهي تلك التي تتسبب في أعراض مثل التنميل والخدر والتي تكون ناتجة عن خلل ما في أعصاب الجسم الموصلة بين الأعضاء والمخ والمسئولة عن إرسال وإستقبال الإشارات العصبية لتنفيذ الأوامر والقيام بالوظائف.
وتابع “د. محمد”: وتجدر الإشارة هنا إلى أنه قديمًا كان لبعض الأمراض النفسية جراحات خاصة إلا أنه مُنع بتاتًا اللجوء إليها حاليًا لأنها تؤثر في شخصية المريض وفكره وأصبح جُل الطرق العلاجية للأمراض النفسية تعتمد على العلاج الدوائي فقط، ولم يعد مسموح سوى بجراحات التنبيه فقط حيث يدخل الطبيب إلى جزء معين في المخ بإبرة طويلة لتنشيطها وتنبيهها وفقط.
ما هو الإنزلاق الغضروفي للقدم؟
الإنزلاق الغضروفي بالقدم ما هو إلا رد فعل للخلل الوضعي للفقرات القطنية بالعمود الفقري، حيث يخرج السائل الهلامي من الديسك فيضغط على جذر العصب النازل إلى القدمين وهنا تظهر آثار الإنزلاق في فقرات العمود الفقري – وبخاصة القطنية – بشدة على القدمين وقد تصل الآثار المرضية حتى أصابع القدمين، وهذه الحالة المشهورة بين الناس باسم “عرق النسا” حيث أنه العصب الداخلي للقدمين الباديء من فقرات الظهر وحتى أطراف أصابع القدمين، وما إن يحدث ضغط على طرفه العلوي الملامس للعمود الفقري بفعل إنزلاق الفقرات القطنية تبدأ أعراضه في الظهور على الساقين وهي إنعكاس للمرض الأصلي ألا وهو الإنزلاق الغضروفي.
لماذا زادت معدلات الإصابة بالإنزلاق الغضروفي في المجتمع المصري؟
أشار “د. محمد” إلى أن الحاصل الآن هو زيادة في معدلات تدخين السجائر والشيشة بشكل رهيب بين أفراد المجتمع، وعليه عند تغذية الغضاريف على الدم يدخلها فعليًا دم محتوي على نسب مرتفعة من ثاني أكسيد الكربون ومنخفضة في الأكسجين، الأمر الذي يؤدي حتمًا لموت وتحلل الغضروف ولو بعد حين ومن ثَم حدوث الإنزلاق.
أضِف إلى التدخين كعامل أساسي في الإصابة عامل آخر تفشى في المجتمع المصري ألا وهو الإصابة المنتشرة بالسمنة بفعل العادات الغذائية الخاطئة وتناول كميات كبيرة من الوجبات السريعة الغنية بالدهون المشبعة، هذه السمنة أدت إلى زيادة الضغط على الغضاريف.
علاوةً على ما سبق تعتبر أي سموم في الجسم سببًا مباشرًا في الإصابة بالإنزلاق الغضروفي حتى وإن كان إلتهاب اللوزتين أو إلتهاب في الجيوب الأنفية، فالغضاريف بطبيعتها تتسم بالقوة والمرونة الأمر الذي يتطلب تحللها مبدئيًا بمرض ما أو ميكروب ما وبالتالي خروج محتواها من السائل الهلامي بسهولة.
كل ما سبق من عوامل وغيرها الكثير مدعاة رئيسية لأخذ الحيطة والحذر من العادات الصحية الغير سليمة وتجنبها تمامًا.