ما نسبة حدوث التشوهات في أجنة الحقن المجهري؟
يتخوف الكثيرون من حدوث التشوهات في أجنة الحقن المجهري وهو خوف غير مبرر حيث تتقارب إلى حد التطابق نسب الإصابة بالتشوهات بين أجنة الحمل الطبيعي وأجنة الحقن المجهري.
ومن الممكن أن يُبرر الخوف بعض الشيء من منطلق التقنيات القديمة التي استُخدمت في الحقن المجهري.
ففي الماضي تميز الحقن المجهري بإرتفاع نسبة التوأم لزراعة أكثر من جنين متكون في مختبر الأجنة في رحم الأم، التصرف الذي كان يؤدي بالضرورة إلى العديد من المشكلات للأم خلال فترة الحمل مثل إرتفاع ضغط الدم أو إختلال مستويات السكر في الدم أو كان يؤدي إلى الولادة المبكرة وكلها من المشكلات التي تزيد من إمكانية تشوة الجنين، ومع ذلك لا تُعزى تشوهات أجنة الحقن المجهري إلى
الحقن المجهري نفسه ولكن ترجع إلى وجود المشكلات المذكورة خلال فترة الحمل.
وبعد تطور التقنيات الطبية في منظومة الحقن المجهري بشكل عام بدءًا من الفحوصات وحتى تفاصيل العمل في معمل الأجنة وحضانات الأجنة المستخدمة فيه اتجه الأطباء إلى زراعة جنين واحد فقط أو اثنين على الأكثر في رحم الأم وبعد تكونه في المعمل بخمسة أيام وليس يومين كما السابق ومن ثَم تفادي أيًا من المشكلات التي قد تتسبب في تشوه الجنين وأهمها الولادة المبكرة، فمن المعروف أن الولادة المبكرة – سواء مع الحمل الطبيعي أو الحقن المجهري – قد تؤدي إلى مجموعة من التشوهات مثل إرتفاع الخصية عن مكانها الطبيعي إذا كان المولود ذكرًا.
والخلاصة أن نسب وأسباب تشوه الأجنة متطابقة إلى حد كبير بين الحمل الطبيعي وبين الحقن المجهري، ولا يمكن أبدًا من الناحية العلمية القول بأن الحقن المجهري بذاته كإجراء طبي هو المتسبب في التشوهات لأنه مجرد وسيلة، أما المشكلات الصحية أثناء الحمل هي السبب المباشر في تشوة الجنين، وهي مشكلات مشتركة بين كل أنواع الحمل سواء الحمل الطبيعي أو الحمل بالحقن المجهري.
هل يصح القول السائد بأن 80% من أطفال الأنابيب إناث؟
نبه د/ عماد إلى أن هذه من المعلومات المغلوطة عن أطفال الأنابيب، فعلميًا تتساوى في الحمل الطبيعي معدلات ولادة الإناث مع معدلات ولادة الذكور أي 50% لكل منهما، أما في الحقن المجهري فكانت نسبة الذكور 51% ونسبة الإناث 49% وقت أن كانت تُزرع الأجنة في رحم الأم في اليوم الثاني من تكونها في المعمل، وبعد التطور التكنولوجي في معامل الأجنة والإتجاه إلى زرع الأجنة في الأرحام في اليوم الخامس لتكونها ارتفعت نسبة الذكور إلى 57% وانخفضت نسبة الإناث إلى 43%. وبهذه النسب المُثبتة بحثيًا يتضح لنا خطأ المفهوم الشائع بين الناس بأن الحقن المجهري غالبًا ما تكون أجنته من الإناث.
هل تتشابه بروتوكولات العلاج بالحقن المجهري مع كل السيدات؟
قال “د. عماد الدين خليفة” أستاذ أمراض النساء والتوليد بجامعة الإسكندرية. يتوقف تحديد البروتوكول العلاجي بالحقن المجهري على ثلاثة عناصر هي:
• الفئة العمرية للأم.
• وزن الجسم.
• نتائج فحوصات المبيض من حيث عمره ونشاطه ومخزونه من البويضات.
وطبقًا لما سبق من عناصر يتم تقسيم الحالات إلى ثلاثة مجموعات هي:
• السيدات ذات الإستجابة الضعيفة.
• السيدات ذات الإستجابة الطبيعية.
• السيدات ذات الإستجابة الزائدة أو المُفرِطَة.
وكل مجموعة من هذه المجموعات الثلاثة لها بروتوكول علاجي خاص، فمجموعة السيدات ذات الإستجابة الضعيفة تُعالج بمجموعة خاصة جدًا من الأدوية وبجرعات محددة ولفترات زمنية معروفة. أما ذوات الإستجابة الطبيعية وهن يمثلن 40% من الحالات تقريبًا لهن بروتوكول خاص يتشابه في بعض أدويته مع المجموعة الأولى.
أما أخطر هذه المجموعات هي السيدات ذات الإستجابة المفرطة أي أن نشاط البويضات عندهن يفوق النشاط الطبيعي لذا يوضع لهن بروتوكول علاجي حَذِر جدًا تجنبًا للإصابة بأية مضاعفات صحية.
متى يتم اللجوء إلى أطفال الأنابيب كعلاج لتأخر الحمل؟
أشار د/ عماد الدين إلى إصابة بعض المتزوجين بالهلع – الغير ضروري – إذا ما تأخر الحمل لمدة ستة أشهر وينحصر تفكيرهم في علاج هذا التأخر بأطفال الأنابيب والحقن المجهري والتلقيح الصناعي، لكن من الناحية الطبية تُقسم المتزوجات إلى مجموعتين هما:
المتزوجات في العمر الطبيعي لحدوث الحمل أي قبل بلوغ 35 عام.
المتزوجات بعد بلوغ 35 أو 40 عام.
فبالنسبة للمجموعة الأولى يتم التعامل طبيًا معها بشيء من الراحة والهدوء، حيث يلجأ الطبيب إلى إتمام الفحوصات الضرورية من حيث سلامة الرحم من الأورام الليفية وسلامة المبايض من الأكياس والتكيسات، مع تحليل السائل المنوي للزوج، مع تحليل هرمونات الزوجة، فإذا ما أشارت كل هذه الفحوصات إلى الصحة والسلامة يتم متابعة التبويض، وإذا ما أفادت المتابعة بإكتمال عملية التبويض دون خلل تُنحى فكرة العلاج بالحقن المجهري أو التلقيح تمامًا، بل ويُطلب من الزوجين التوقف عن المتابعة الطبية لعدم وجود ضرورة لذلك ولإمكانية حدوث الحمل بشكل طبيعي.
وإذا ما مَر عام كامل بعد هذه الفحوصات والإجراءات ولم يحدث الحمل يتم فحص قناة فلوب بأشعة الصبغة للتأكد من سلامتها، وإذا ما أُثبت سلامة القنوات يتجه الطبيب إلى وصف بعض الأدوية المنشطة للمبايض بجرعات محددة لفترة زمنية محددة أيضًا.
وإذا لم تُحرز كل هذه الإجراءات العلاجية رغم تكرارها النتائج المطلوبة فمن الممكن تغيير الخطة العلاجية لبرامج أخرى كالحقن المجهري.
أما بالنسبة للمجموعة الثانية من المتزوجات وهن الأكبر سنًا فلا وجود لتجربة العلاج التقليدي لفترات زمنية طويلة، حيث تُجرى الفحوصات الضرورية وتُنفذ الخطة العلاجية العادية لمدة ستة أشهر فقط، وإذا ما فشل العلاج التقليدي في حدوث الحمل خلال هذه الفترة يتم اللجوء فورًا للعلاج بالحقن المجهري.
ما هي أبرز النصائح الطبية للراغبات في الإنجاب؟
اختتم د/ عماد حديثه قائلًا: الحمل والإنجاب يلزمه الإهتمام الشديد بالنمط الحياتي والغذائي للأنثى مع الإهتمام بتجنب كل العادات الغير صحية، فكثير من المتابِعات لعيادات النساء والولادة تسبب النمط الغذائي الخاص بهن من حيث السمنة والزيادة الرهيبة في الوزن في توقف عملية التبويض تمامًا، وحدوث الحمل هنا يلزمه تغيير النظام الغذائي وخسارة الوزن، وبدون ذلك لن تنفعها أية علاجات دوائية خاصة بالحمل والإنجاب.
ومن ناحية أخرى يعتبر التدخين للجنسين من أهم معوقات الإنجاب، فهو يصيب الذكور بتشوهات في الحيوانات المنوية ويؤثر على عددها وحركتها، ومع النساء يقلل كثيرًا من معدلات الخصوبة لديهن ويؤثر مباشرةً على كفاءة المبايض.
وما قيل في التدخين يُقال مثله في شرب القهوة حيث أن التوصيات الطبية للعديد من الدراسات والأبحاث العالمية حددت تناول القهوة بكوبين فقط في اليوم، وأكثر من ذلك يؤثر في القدرة على الإنجاب كالتدخين تمامًا.