من الأكثر تأثيرًا على المراهقين من الأبناء الأم أم الأب؟
بداية، يمكننا القول أن كلاهما مؤثر على الأبناء في مرحلة المراهقة، خاصةً مع علمنا بأن بعض الأمور الأنثوية الشخصية الخاصة بالبنت تجعلها أقرب إلى أمها منها للأب حياءً، وكذلك الحال مع الأبناء من الذكور الذين يتقربون بفعل الموضوعات الذكورية التي يحتاجون فيها لاستشارة الأب تحديداً حياءً من الأم.
وبشكل عام يظهر التأثير الأكبر للأب أو للأم تبعاً لطريقة التربية عموماً، وكذلك تبعاً لدرجة انفتاح كلٌ منهما على حدة في أسلوب الحوار مع الأبناء، لذلك لا يعد مستغرباً أن تكون البنت أقرب إلى والدها في مرحلة المراهقة عن أمها، والعكس صحيح، وذلك لتعدد الموضوعات الأسرية والتربوية الأخرى البعيدة عن الموضوعات الشخصية المتعلقة بجنس الأبناء واحتياجاتهم الفسيولوجية.
وقد فسر علم النفس الحديث هذه المعضلة السلوكية وصنفها تحت ما يُعرف بعقدة أوديب وعقدة إلكترا، فعقدة أوديب مفادها أن الابن الذكر يميل إلى الأم بصورة أكبر من الأب، في حين أن عقدة إلكترا أثبتت أن الإناث تميل إلى الأب بصورة أكبر عن الأم، ويدعم هاتين النظريتين المشاهدات الواقعية التي تثبت ذلك التصنيف أو ذلك التقسيم، وإن كان التقارب بين الأبناء وأحد الأبوين يرتبط بشكل أو بآخر بعقلية وطريقة تفكير الأبوين.
والخلاصة أنه من غير الممكن ذكر معدلات معينة أو أرقام تشير إلى مدى تقارب الأبناء – تبعاً لجنسهم – مع الأب أو مع الأم، وكذلك الحال مع معدلات ونسب التأثير والتأثر، فالعلاقات الأسرية يحكمها الكثير والكثير من العادات والتقاليد وطرق التعامل ونهج الحوار من كل الأطراف.
كيف للأم تصحيح العلاقة مع بنتها إن كانت البنت أقرب للأب؟
عادةً ما تميل الإناث إلى التقارب مع الأب خاصةً في مرحلة المراهقة، وخاصةً أيضاً إذا كان من شيَّمه الحنان والتفهم والعطف والمنطقية وانفتاح العقلية والأفكار، وفي مُقابِله أم صارمة حازمة صارخة لا مجالات للنقاش معها، وههنا تُنصح الأم بضرورة التخلي عن النهج السلطوي في التربية، فالأبناء في مرحلة المراهقة وخصوصاً الإناث منهم يلزمهم الكثير من العطف والحنان، كما أن الإناث بالذات في حاجة دائمة للحضن الدافئ والمستمع الجيد لمشكلاتهن المجتمعية والدراسية والنفسية والعاطفية، فإن كان الأب يمتلك كل هذه الخصائص؛ فمن الأجدر أن تمتلكها الأم أيضاً، خاصةً مع وجود موضوعات مشتركة بينهن، وهي تلك المرتبطة بالحاجات الفسيولوجية الأنثوية التي تعتري البنت في هذه المرحلة العمرية.