باستهلال الحديث عن أهمية نهر النيل العريق، فنهر النيل يلعب دورًا مهمًا في حياة ومجتمع جمهورية مصر العربية، كما أنه كان له دورا عظيما على مر العصور؛ فمنذ آلاف السنين لطالما زود النيل المصريين بالماء العذب كمصدر للري لتحويل المنطقة الجافة حوله إلى أرض زراعية خصبة وبالطعام، كما لعب نهر النيل دورا حاسما وفعالا لتنمية مصر القديمة فقد استخدمه المصريين القدماء في النقل وغير ذلك من الأمور التي كانت تعتمد بشكل رئيسي على نهر النيل ومياهه العذبة.
ما هي أهمية نهر النيل
يعد نهر النيل هو أطول نهر في العالم حيث طوله أكثر من 4100 ميل حتى يصب مياهه في البحر الأبيض المتوسط، يقع نهر النيل في شمال شرق إفريقيا ويتدفق عبر العديد من البلدان الإفريقية المختلفة بما في ذلك مصر والسودان وإثيوبيا وأوغندا وبوروندي، كما أن هناك نوعان من الروافد الرئيسية التي تغذي نهر النيل، هما النيل الأبيض والنيل الأزرق.
نهر النيل وخصوبة التربة
تتميز تربة دلتا نهر النيل وهي المنطقة الواقعة بين القاهرة والبحر الأبيض المتوسط؛ بأنها تربة غنية بالعناصر الغذائية، وذلك بسبب رواسب الطمي الكثيرة التي يتركها النيل أثناء فيضانه وتدفقه إلى البحر، وعلى طول ضفاف نهر النيل؛ نجد أن هذه المنطقة تتميز بارتفاع خصوبتها وغناها بنسب عالية من العناصر الغذائية أيضا، وذلك بفضل الفيضانات السنوية التي ترسب الطمي.
نهر النيل قديماً
منذ آلاف السنين، تمت زراعة الكثير من الأغذية المصرية في منطقة دلتا النيل، وطور المصريون القدماء أساليب ري مختلفة لزيادة مساحة الأرض التي يمكنهم استخدامها في زراعة المحاصيل اللازمة لسكان المدن، كانت الحبوب والقطن والقمح والكتان أبرز المحاصيل ولها أهمية وفيرة حيث يمكن تخزينها وتداولها بسهولة.
دلتا نهر النيل
كانت دلتا نهر النيل أيضًا موقعًا مثاليًا لزراعة نبات البردي حيث استخدم المصريون القدماء نبات البردي بعدة طرق، مثل استخدامه في صناعة القماش والصناديق والحبال، ولكن استخدامه الأكثر أهمية كان في صناعة الورق.
إلى جانب استخدام الموارد الطبيعية لنهر النيل للمصريين أنفسهم وتداولها مع الآخرين؛ استخدم المصريون الأوائل النهر للاستحمام والشرب والترفيه والنقل.
نهر النيل اليوم
نجد اليوم أن 95٪ من المصريين يعيشون على بعد بضعة كيلومترات من النيل، تجلب لهم القنوات المياه من نهر النيل لري المزارع وضمان غذاء لسكان القرى والمدن، يدعم النيل الزراعة وصيد الأسماك، وكما أن نهر النيل كان أيضًا بمثابة طريقة نقل مهمة لآلاف السنين، نجد اليوم أن بعض سكان القاهرة بدأوا في استخدام القوارب السريعة الخاصة أو سيارات الأجرة المائية أو العبارات لتجنب الشوارع المزدحمة، تم بناء السدود؛ مثل السد العالي في مصر، للمساعدة في الاستفادة من النهر وتوفير مصدر للطاقة الكهرومائية، ولا يزال نهر النيل يمثل أيضًا طريقًا تجاريًا مهمًا يربط إفريقيا بالأسواق في أوروبا وخارجها.
وعلى الرغم من الأهمية والفوائد الكبيرة للسد العالي؛ فإن الطمي والرواسب التي كانت تتدفق شمالًا وتعطي التربة خصوبتها، نجدها الآن تتراكم خلف السد، وبدلاً من زيادة المنطقة الزراعية لوجود التربة الخصبة هذه؛ تقلصت الدلتا الآن بسبب التآكل على طول البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى ذلك؛ لم تعد الفيضانات السنوية الروتينية تحدث على طول أجزاء من النيل حيث كانت هذه الفيضانات ضرورية لتنظيف مياه من المخلفات البشرية والزراعية، و نتيجة لذلك أصبحت المياه أكثر تلوثًا.
تكمن أيضاً أهمية نهر النيل بالنسبة للمصريين تحديداً، كونه المورد الرئيسي للمياه في مصر، حيث يمثل أكثر من 95٪ من إجمالي موارد المياه في مصر وهو شريان الحياة بالنسبة لمصر ومصدرا هاما وأساسيا يقوم عليه الكثير من الصناعات ويستخدم في كثير من مجالات الحياة.
تحتاج لمصادر؟: Nationalgeographic – Ukessays – Ducksters