مع حلول فصل الشتاء فإن هناك العديد من الأمراض الأكثر إزعاجاً للأهل والأطفال بشكل خاص ومن بين هذه الأمراض هي الإنفلونزا التي قد تؤثر على إنتاجية الشخص لعدة أيام لأنها قد تتسبب في آلام العضلات والشعور بالوهن العام بجانب ارتفاع حاد في درجة حرارة الجسم، لذلك من الضروري أخذ مطعوم الإنفلونزا للوقاية بنسبة أكبر من بعض الأعراض الخطيرة التي قد يصاب بها المريض.
ما هو مرض الإنفلونزا وما هو الفرق بينها وبين نزلات الرشح؟
يرى الدكتور محمد الشوابكة ” استشاري أطفال وأمراض معدية في وزارة الصحة ” أن الأنفلونزا كما نعرف جميعاً هي مرض فيروسي يصيب الجهاز التنفسي العلوي وهذا المرض موجود من قديم الزمان، وكلمة إنفلونزا أصلها إيطالي تعني تأثير البرد أو الطقس على الإنسان.
هناك عدة أنواع من الفيروسات هي A-B-C-D وهي أهم الفيروسات التي تسبب المرض للإنسان وخاصة النوع A&B بينما النوع D يسبب بسيط من المرض كما أنه لا يسبب فاشيات للمرض.
أما عن فترة حضانة المرض فهي تعني الفترة من دخول هذا الفيروس للجسم حتى ظهور أعراضه المتمثلة في ارتفاع في درجة حرارة الجسم والشعور بالقشعريرة والصداع وألم في العضلات والصداع بآلام في المفاصل، وما يميز الإنفلونزا عن الزكام أو نزلات البرد الأخرى هي ارتفاع شديد في درجة حرارة الجسم مصحوبة بالوهن العام وسيلان في الأنف وقد تؤدي أحياناً إلى الالتهابات الرئوية ومن ثم يستوجب على المريض الدخول للمستشفى لأخذ علاجات مضادة للفيروسات – بناءً على ما ذكره الاستشاري.
أما عن الزكام فهو أيضاً مرض فيروسي يسببه عدة فيروسات لكن أكثر مسبب له هو الفيروس الأنفي الذي يتسبب في بعض الأعراض البسيطة منها سيلان الأنف والعطاس والشعور ببعض الحرارة البسيطة ولا يؤثر على إنتاجية الشخص ولا يعطله عن العمل مقارنة بالإنفلونزا.
ما هي أهمية مطعوم الإنفلونزا الموسمي؟
يوجد مطعوم الإنفلونزا منذ فترة طويلة وخاصة المطعوم الثلاثي وهناك منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع منظمة الدول التي لديها مركز وطني لكل دولة يتواصل مع منظمة الصحة العالمية للحصول على المطعوم لأن فيروس الإنفلونزا يصيب مليار شخص حول العالم سنوياً منهم من يدخل المستشفى بمقدار من 3 إلى 5 مليون وقد تؤدي إلى وفيات من 250 ألف إلى 500 ألف في السنة الواحدة خلال العام الواحد، ويتوفر هذا المطعوم في جميع دول العالم كما أن بعض الدول كأمريكا وبعض دول أوروبا أدخلته ضمن البرنامج الوطني للمطاعيم.
يتكون المطعوم الثلاثي من 3 أنواع من الفيروسات الأكثر انتشاراً في الموسم نوعين منها من النوع A وهي H3 N2 & H1N1 بجانب النوع B.
تابع ” الشوابكة “: لا يمكننا القول بأن فعالية المطعوم ضد مرض الإنفلونزا هي 100% ولكنه على الجانب الآخر يحمي من بنسبة كبيرة منها لأن هناك أنواع عديدة من الفيروسات يمكن أن يصاب بها المريض ولكن أخذ هذا المطعوم يكوِّن أجسام مضادة يمكن أن تعطي مناعة ضد بعض الفيروسات الأخرى.
ما العمر المناسب لأخذ مطعوم الإنفلونزا الموسمي؟
يُعطى عادةً مطعوم الإنفلونزا من 6 أشهر حتى طوال العمر حيث يبدأ الطفل بأخذ برنامج معين يسير عليه من عمر الستة أشهر ليُعطى جرعتين من 6 أشهر إلى 3 سنوات من العمر بمقدار ربع مل ، ومن 3 سنوات حتى 9 سنوات يمكنه أن يأخذ نصف ملم بواقع جرعتين خاصة إذا لم يكن قد أخذ المطعوم من قبل.
بعد 9 سنوات من العمر لابد للإنسان أن يأخذ مطعوم الإنفلونزا بمقدار جرعة واحدة سنوياً تبدأ في شهر سبتمبر أو أكتوبر حتى نهاية شهر نوفمبر لأنه يأخذ فترة تصل لأسبوعين حتى ينشط في جسم الإنسان.
وأخيراً، يمكن للمريض أن يشعر ببعض الأعراض البسيطة من هذا المطعوم مثل نوع بسيط من الالتهاب الفيروسي في الجسم بجانب بعض آلام العضلات البسيطة في مكان أخذ المطعوم.