يُعد معالجة التهاب الجروح هو أمر هام حيث أن العمليات الجراحية التي تعتمد على الجروح قد تتعرض إلى الالتهاب ومن ثم يمكن ذلك أن يؤذي حالة المريض الصحية.
هناك طرق عديدة للتقليل من التهاب الجروح أهمها هو تنظيف الجرح وتعقيمه عند الإصابة به على الفور، ثم يستوجب علينا كذلك عدم الإفراط في استعمال المضادات الحيوية لأنها قد تكون سبباً في تقليل مناعة الجسم وزيادة حدة التهاب الجرح.
ما هي أهمية علاج التهاب الجروح أو التقليل منه؟
ذكرت الدكتورة نغم القرة غولي ” أخصائية الجراحة العامة والثدي والمنظار ” أن الجروح تنقسم إلى قسمين أساسيين هما:
- الجروح بعد إجراء العمليات الجراحية.
- الجروح الناتجة عن سقوط أو ضربات أو غير ذلك.
الجدير بالذكر أن علاج الجروح بدأ على عدة مراحل وهي:
- منذ عصر الفراعنة أو المصريين القدامى عن طريق ورق البردي ووقتها كانت تلك الأوراق تعطينا النتائج المرجوة.
- بعد ذلك أتى أبو قراط الذي اكتشف أن وضع الخل بالجرح يمكن أن يقتل المسبب لهذا الجرح.
- في الحرب العالمية الأولى، قام أنطوان براج الجراح الشهير باكتشاف أن الجرح المتسخ أو الميت لابد من قص هذه الأنسجة المتسخة أو الميتة به حتى يظل الجرح نظيفاً ومن ثم تكبر خلايا الجرح بشكل طبيعي.
- بعد ذلك أتى هالستيد من جامعة جون هوبكنز، وهو كبير الجراحين الذي أحب ممرضة وكان يحزن عليها نتيجة لأنه تتمزع يدها نتيجة مواد التعقيم التي تمسكها بها مما قد يتسبب لها وللمريض ببعض التهابات الجروح، وكان ذلك سبباً في اختراع كفوف اللاتيكس.
- وأخيراً، تم اكتشاف المضادات الحيوية التي تساعد على التئام الجرح، كما كان هناك اعتقاد خاطئ بأن القيح أو الاتساخات التي تخرج من الجرح قد تساعد في التئام الجروح، وظل هذا المعتقد سائد في العصور المظلمة والوسطى في أوروبا حتى تم اكتشاف أن هذا القيح لابد لنا من تنظيفه حتى يتم التئام الجرح بطريقة صحيحة.
ما هي مراحل التئام الجروح؟
عند معرفتنا لمراحل التئام الجرح فإننا حتماً نعرف جيداً متى يمكننا إيقاف دورة حدوث الالتهاب.
هناك عدة مراحل من التهاب الجروح منها:
- يبدأ التهاب الجرح في المرحلة الأولى وهي مرحلة إيقاف النزيف أو تهدئة الجرح إن صح التعبير من خلال الصفائح الدموية بشكل أساسي والتي تقوم بإفراز بعض المواد التي تجذب مثيلتها من الخلايا الدموية الأخرى لكي تأتي وتدافع عن حدوث التهاب متزايد في الجرح، وفي هذه المرحلة تأتي الخلايا من طرف الجرح إلى وسط الجرح، لذلك يمكننا الاستحمام بعد ٢٤ إلى ٤٨ ساعة من التعرض للجرح، وهذه هي الفترة التي يتم فيها التئام الجروح بشكل كامل، وذلك لا ينطبق على نوعية جروح العين وغيرها من الأماكن الحساسة في الجسم وإنما نعني بها الجروح العادية كجروح البطن واليد والرجلين.
- المرحلة الثانية، وهي المرحلة التي يقوم فيها الكولاجين بإعطاء قوة للجرح، ودائماً ما نذكر أنه من ٧٠ إلى ٨٠٪ من قوة الجرح تعود طبيعية بعد ٣ أشهر من التعرض للجرح.
مضيفةً: إذا كان التهاب الجرح بسيط نوعاً ما فمن الممكن أن يتم علاجه بسهولة عن طريق غيارات بسيطة، لكن إذا كان الجرح متفاقم فمن الممكن أن نضطر لإدخال المريض أكثر من مرة إلى غرفة العمليات لعلاج التهاب الجرح.
ما هي العوامل التي تزيد من فرص التعرض لالتهاب الجروح؟
يمكن تقسيم العوامل التي تزيد من فرص التهابات الجروح إلى عدة أقسام:
- المريض.
- الطاقم الطبي المعالج.
- أجواء أو بيئة العملية.
- السمنة الزائدة.
مضيفةً: إذا كان المريض كبير في العمر حيث قلة المناعة فإن التئام الجروح لدى هذا المريض لا يتم بالشكل المطلوب خاصةً إذا كان هذا المريض يستعمل أدوية الأسترويد التي تعمل على تقليل المناعة، أو عند تناول المريض لبعض الأدوية الأخرى التي تخفض المناعة مثل الأدوية الكيماوية أو بعض الأمراض كمرض السرطان.
- الجدير بالذكر أن جلد الإنسان في الحالة الطبيعية موجود به البكتيريا بشكل طبيعي، وهذه البكتيريا تزيد من شدة التهاب الجرح فور التعرض له، حيث أن المريض حين يجري عملية جراحية ما فإن فسيولوجية جسمه تتغير بشكل كامل.
- هناك بعض العميات التي نضطر فيها لوضع drain في البطن بغرض تفريغ السوائل الموجودة فيها، ولكن في حالة طول مدة وضع هذا drain أو عند عدم وجود جدوى من وضعه داخل بطن المريض فإنه قد يكون مصدر للعدوى أو لالتهاب الجرح.
- فيما يخص الطاقم الطبي يمكننا القول بأن زيادة احتمالية الإصابة بالعدوى من الجرح تزداد مع طول مدة العملية الجراحية عن ساعتين، أو عندما يكون المريض ليس لطيفاً بالعملية التي يقوم بها، مما قد يتسبب في وجود عدوى بكتيرية تؤدي إلى ظهور التهاب على الجرح.
ما هي أنواع التهابات الجروح؟
يمكننا تقسيم التهابات الجروح إلى التهابات سطحية كالموجودة في الجلد والأعضاء الداخلية، كما أن ٥٠٪ من التهابات الجروح تكون ضمن هذه الفئة السطحية، لذلك من السهل تشخيص هذا الالتهاب من خلال ملاحظة:
- انتفاخ، احمرار أو سخونة في منطقة الجرح.
- ظهور التعب والإرهاق على المريض بشكل عام.
- ألم زائد في الجرح عن الحد الطبيعي، ومن ثم لابد لنا من الذهاب للطبيب المعالج.
أما عن التشخيص، فدائماً ما يكون عن طريقة أخذ السيرة المرضية أو التاريخ المرضي من المريض ونقوم بسؤاله عن الإفرازات التي تخرج من الجرح، فضلاً عن طريقة الفحص السريري أو وجود ألم أو انتفاخ في الجرح كما سبق الذكر.
تحدث التهابات الجروح خلال ٣٠ يوم من بعد العملية الجراحية أو خلال سنة من العملية إذا كنا قد وضعنا في الجسم foreign body كشبكة في الفتق، أو وضع حشوة تجميلية في الثدي، أو جهاز للقلب إلخ إلخ.
كيف يؤثر عدم الاهتمام بتنظيف الجرح فور الإصابة به على تفاقمه؟
من الطبيعي أن يلتهب الجرح عند عدم الاهتمام به أو تنظيفه وتركه عُرضة للماء والهواء والمؤثرات الخارجية الأخرى على الرغم من أن هناك بعض الأشخاص لذين قد لا يتأثرون بذلك.
إلى جانب ذلك، هناك بعض الفئات الخاصة التي تتأثر بالجروح البسيطة منها مرضى السكري بشكل خاص حيث أن الجرح البسيط في القدم يمكن أن يزيد من درجة هذا الجرح ليتفاقم الأمر بعد ذلك ويتحول الجرح إلى قرحة ثم إلى التهاب كبير قد يؤدي إلى البتر في نهاية المطاف.
أما عن علاج الجرح فعادةً ما يكون عن طريق الغيارات ومن الممكن أن يضطر الجراح أن يفتح الجرح مرة أخرى حتى يمكنه إخراج القيح والاتساخات الموجودة بها وتنظيفه وتعقيمه بشكل أفضل حيث قد يضطر المريض للتغيير على الجرح مرتين في اليوم الواحد.
تابعت ” غولي “: لا يُعد المضاد الحيوي علاجاً لكل حالات التهاب الجروح، لذلك فإننا نعاني من البكتيريا الأقوى من المضاد الحيوي الموجود في السوق، ومن ثم فإننا نرى العديد من الأشخاص الذين يموتون نتيجة عدم وجود مضادات حيوية يستجيب جسمهم عليها، وهذا بسبب كثرة استعمال أو أخذ المضادات الحيوية في السابق مما أدى إلى أن البكتيريا الموجودة على الجرح تصبح أكثر قوة ويصعب علاجها من قبل المضاد الحيوي لأنها تقاوم المضاد الحيوي بشكل قوي، لذلك لا تعتبر المضادات الحيوية علاجاً فعالاً لكل حالات الجروح.
وختاماً، هناك بعض الاحتياطات التي يجب على المريض أخذها قبل الدخول للعمليات الجراحية أهمها:
- لابد للمريض أن يتحمم ليلة العملية في anti-septic.
- لابد من أن تكون درجة حرارة المريض داخل غرفة العمليات بين درجة ودرجة ونصف.
- لابد من التوقف عن التدخين قبل إجراء العملية الجراية بفترة كافية لأن ذلك قد يؤثر على التهاب الرئة.
- يجب أن يُعطى المريض المضاد الحيوي قبل ساعة أو ساعتين بحد أقصى قبل الدخول لغرفة العمليات.
- لا يجب علينا الحلاقة بالشفرات قبل العملية بوقت طويل وإنما لابد من الحلاقة قبل العملية مباشرةً.
- لابد للجراح من غسل يديه أو تحت أظافره بشكل خاص قبل إجراء العملية، كما يستوجب عليه لبس اللاتيكس في يديه، كما يجب أن تكون الجوانيات المستعملة في يده مانعة للسوائل والدم.