أثبتت دراسات جديدة أن هناك بعض الأدوية يُستخدم للسيطرة على نسبة السكر في الدم لدى المصابين بداء السكري قد يساعد على منع أو إبطاء أمراض الكلى التي تؤدي إلى وفاة الملايين حول العالم وقد توصل الباحثون إلى أن من تناولوا هذا الدواء كانوا أقل عُرضة بنسبة 30% للإصابة بالفشل الكلوي أو الوفاة بالأمراض المرتبطة بالكلى والقلب.
كيف يساعد دواء السكري في علاج أمراض الكلى
قال “د. محمود زرعي” رئيس قسم الغدد الصماء والسكري في مؤسسة حمد الطبية. يجدر الإشارة في البداية إلى مرض السكري وهو ذلك المرض الذي ينشأ نتيجة ارتفاع نسبة السكر في الدم وذلك بسبب نقص جزئي أو كلي في هرمون الأنسولين الذي تفرزه خلايا بيتا في غدة البنكرياس الموجودة في أعلى جيوف البطن.
هناك نوعين من السكري وهما السكر من النوع الأول الذي يشكل حوالي 5% من مرض السكري ويوجد به نقص كلي في هرمون الأنسولين ويُعالج بشكل كلي عن طريق الأنسولين.
أما عن النوع الثاني للسكر فهو السكر من النوع الثاني وينتج نتيجة نقص جزئي أو نسبي في هرمون الأنسولين وهذا النوع يشكل حوالي 95% من مرض السكري كما أن هناك عدة عوامل تؤدي إلى هذا المرض منها نقص هرمون الأنسولين من خلايا البنكرياس وزيادة إفراز الكبد من الأنسولين وعدم استجابة خلايا الجسم للأنسولين بشكل جيد بالإضافة إلى نقص هرمونات تُفرز من الأمعاء وكذلك زيادة امتصاص السكر من الكلى.
وتابع الدكتور “محمد زرعي” هذه الدراسة الجديدة كانت على مجموعة من الأدوية التي تساعد على تقليل امتصاص السكر من الكلى ومن ثم طرحه في البول، ومن خلال هذه الدراسة تم إثبات أنه يمكن الوقاية من أمراض الكلى لدى المصابين بالسكر من النوع الثاني بنسبة حوالي 30% وكانت هذه الدراسة لمجموعة معينة من المصابين بالسكري من النوع الثاني ولديهم تأثير على الكلى نتيجة مرض السكر، لذلك فإن هذه الدراسة ساعدت الطبيب على اختيار العلاج المناسب للكُلى حسب درجة إصابته بالكلى لأن مرض السكري غير متشابهين في درجة الإصابة ببعض الأمراض الأخرى مثل القلب أو غيرها من الأمراض ولكننا الآن في حاجة لدراسات أخرى لزيادة نسبة العلاج بهذه الأدوية من 30 إلى 50 أو 60% أو منع هذه المضاعفات كلية.
هل أدوية خفض السكري يمكنها إرهاق الكلى؟
هناك عدة مجموعات لأدوية السكري كل منها يعالج جزء من الخلل في الجسم من الكلى والبنكرياس والكبد واستجابة الأنسجة ويكون الهدف الرئيسي لها هو السيطرة على السكري لكننا بحاجة إلى دراسات فعالة لمعرفة ما إذا كان لهذه الأدوية آثار جانبية على القلب مثلاً بجانب وجود مجموعة من الأدوية الخاصة بمرض السكري التي لها فائدة على الكلى حيث يمكنها إبطاء الفشل الكلوي بنسبة 30%.
وتابع الدكتور “محمود زرعي” يمكننا القول أن الأشخاص الذين لا يعانون من مرض السكري هم بالأصل لا يعانون من امتصاص السكر من الكلى وهذه الأدوية تُعطى فقط لمرضى السكري لتقليل عملية امتصاص السكر من الكلى وطرحه في البول وبالتالي التحكم في مستوى السكر في الدم ولا يوجد دراسة تفيد حتى الآن بجدوى هذه الأدوية لمن لا يعانون من مرض السكري.
كيف يمكن لأدوية السكر الحد من غسيل الكلى؟
على حسب حالة مريض الكلى يمكننا القول أن أدوية السكري يمكنها المساعدة في التقليل من فرصة التعرض للغسيل الكُلوي حيث أن 25 أو 30% من مرضى السكري خاصة النوع الثاني يمكنهم الإصابة بأمراض الكلى نتيجة إصابتهم بمرض السكري نتيجة الإصابة بأمراض السكري وفي حالة استمرار الحال فإنه من الممكن أن يصل هؤاء المرضى للغسيل الكلوي التام وزراعة الكلى، لذلك فإن هناك بعض الأدوية التي تساعد في الحد من تعرض الكلى لأية مضاعفات نتيجة مرض السكري.
إلى جانب ذلك، يجدر الإشارة إلى أن مرضى السكري ليسوا متجانسين بالضرورة حيث يمكن لمريض ما أن يكون مصاب بالعين وآخر مصاب في القلب وهكذا.
معايير قبول نتائج أية دراسات طبية جديدة
كما سبق الذكر فإننا في هذه الآونة لدينا دراسات طبية كثيرة في كافة المجالات ولكننا نتطلع في أي دراسة جديدة إلى الهدف الأساسي منها بجانب النظر إلى العينة أو الأشخاص الذين تتم عليهم الدراسة وكيفية توزيع هؤلاء المرضى وما إذا كان هناك مقارنة دواء بأدوية أخرى والنظر كذلك إلى هدف الدراسة في النهاية وهل بلغت هذه الدراسة الدلالة الإحصائية منها أم لا بجانب النظر إلى إمكانية إعادة هذه الدراسة في أماكن أو معاهد أخرى بنفس النتائج أم لا.