يسعى الكثير مِنَّا إلى تعلم اللغات الأجنبية، حيثُ أنَّ تعلم لغة جديدة تُساعد على تعزيز ثقافتنا وتوسيع قدراتتنا الفكرية والإبداعية، فاللغة هي وسيلة للحوار والإطلاع على ثقافات العالم الآخر، فضلاً عن أهميتها في تبادل الصناعات والخبرات بين البلاد.
فقد أشارت العديد من الدراسات إلى فوائد وأهمية تعلم لغة جديدة، فقد أضحَى ذلك أمراً بالغ الأهمية للشعوب، ومن الخطأ إعتقاد أنه من المستحيل تعلم لغة جديدة في سن معينة، ولكن يُمكن لأي شخص تعلم لغة جديدة في أي وقت من العمر، مع الإجتهاد، فكثيراً من الناس لديهم استعداد أكبر لذلك.
أهمية تعلم لغة جديدة للفرد والمجتمع
تحسين اللغة الأم
فتعلمنا للغة جديدة يُساعدنا على تقوية جذور وأساسيات لغتنا الأم، لأننا نشأنا نتحدث هذه اللغة، كما أن تعلم لغة جديدة يُساعد في تحسين مهارات القواعد والقراءة، ومهارات التحدث باللغة الأولى الأساسية.
تجعل الإنسان أكثر فضولية
بمعنى أنه دائماً ما يُريد معرفة كل معلومة تقف أمامه، كما أنه دائماً ما يُحب العلم والإستطلاع، واستكشاف ما حوله.
تعليم لغة جديدة يُعزز التركيز
ففي دراسة نُشرت على الإنترنت في مجلة Brain and Language، تمت ملاحظة الأفراد الذين يتحدثون أكثر من لغة واحدة من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي أثناء أداء مهام فهم الكلمات.
وقد أظهرت النتائج أن الأفراد متعددي اللغات كانوا أفضل في تصفية الكلمات من الأفراد الناطقين بلغة واحدة، وهذه القدرة على ضبط الكلمات تفيد في زيادة التركيز على المهمة المطلوبة.
تحسين مهارات الرياضيات
تلعب اللغة الجديدة دوراً هاماً في الرياضيات، وتُساعد في حفظ المُعادلات المعقدة، ففي دراسة نُشرت في مجلة تعلم اللغة بجامعة ميتشيغان (Armstrong and Rogers 1997)، سجل الطلاب الذين درسوا فصلًا دراسيًا واحدًا فقط من لغة أجنبية لمدة 90 دقيقة فقط في الأسبوع درجات أعلى بشكل ملحوظ في الرياضيات وفنون اللغة.
القدرة على القيام بمهام متعددة وتعلم أي شيء بشكل أسرع
يُساعد تعلم لغة جديدة في تحسين الذاكرة، مما يؤدي بدوره إلى إستيعاب المزيد من المعلومات، والإحتفاظ بها لمدة طويلة.
يُساهم تعلم لغة جديدة في تكوين صداقات وعلاقات اجتماعية مع الآخرين
حيث لا يقتصر تعلم اللغة على التواصل بلغة أجنبية فحسب، بل يتعلق بتجربة ثقافة جديدة، ويرجع سبب ذلك إلى ما يلي:
- السبب الأول هو أن مقابلة أشخاص أجانب جزء لا يتجزأ من جوهر تعلم اللغة، فمن أجل ممارسة لغتك الجديدة، ستحتاج إلى العمل مع مدرس يتحدث اللغة الأم، أو تبادل المحادثات، أو حضور اجتماعات اللغة.
- كما أن الخبرة المكتسبة من التحدث مع شركاء تعلم اللغة الجديدة هي في الأساس نفس تجربة مقابلة أي شخص.
- ويمكن تنمية مهارات الانفتاح والتواصل الاجتماعي ونقلها بشكل مباشر إلى مجالات أخرى من حياتك.
- والأهم من ذلك، أن تعلم لغة جديدة يساعدك على اتخاذ موقف الأشخاص المختلفين عنك ورؤية العالم من منظور مختلف تمامًا.
وكما نعلم أن غالبية الخلافات بين الناس تأتي من عدم فهم الطرف الآخر، ومن هنا تُساهم اللغة الجديدة في معرفة شخصية الطرف الآخر.
البعد عن التطرف والتشدد
لأن تعلم لغة جديدة يجعل الشخص أكثر مرونة في التعامل مع الآخرين، بالإضافة إلى تقبل وجهات النظر المختلفة.
الفوائد النفسية لتعلم لغة جديدة
رفع معدل الذكاء
فقد أكدّ العديد من العلماء أن الأشخاص الذين يتقنون أكثر من لغة، يتمتعون بقدرات ذكائية وعقلية أكثر من غيرهم بكثير، وذلك لأن أدمغتهم تُبى دائماً في حالة نشاط وتحليل.
الوقاية من مرض ألزهايمر
فتُساعد اللغة الثانية في الوقاية من أمراض الدماغ الشائعة، ومنها مرض ألزهايمر أو الخرف، الذي يُعتبر من أخطر أمراض العصر، وذلك لأن حفظ الإنسان اللغات العديدة يُساهم في الحفاظ على خلايا المخ بشكل دائم، ويحميها من الإصابة بالضعف والتراجع.
وقد أجرت الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب دراسات تُظهر أن التحدث بأكثر من لغة يزيد من كمية المسارات العصبية في الدماغ، مما يسمح بمعالجة المعلومات من خلال مجموعة متنوعة من القنوات العصبية.
تزيد من ثقة الإنسان بنفسه
يتمتع الإنسان الذي يُتقن العديد من اللغات بثقة كبيرة بنفسه، ويعود هذا إلى شعوره بالإفتخار الدائم، الذي ينعكس على كل الأشخاص المُحيطين به، والذين ينظرون إليه بإعجاب كبير.
القدرة على التفكير المنطقي
يتميز الشخص الذي يُتقن العديد من اللغات بإنفتاحه الكبير على العديد من الثقافات المختلفة، وهذا ما يمنحه قدرة كبيرة على التفكير المنطقي، وحل مختلف المشاكل العالقة، وذلك لأنه يحرص على رؤية الأمور بحجمها بعيداً عن كل المؤثرات الخارجية.
تحقيق الرضا عن الذات
وهو أمراً في غاية الأهمية، حيث أن الإنسان الذي يتعلم العديد من اللغات، يشعر بالرضا عن نفسه وذاته، وبقدرته العالية على تخطي الصعاب للوصول إلى ما يتمناه.
الأهمية الإجتماعية لتعلم لغة جديدة
التواصل مع العالم الخارجي بطلاقة
إن تعلم الإنسان للغة جديدة، يمنحه قدرة عالية على التواصل البناء مع العالم الخارجي، والشعوب البعيدة عن مجتمعه بطلاقة كبيرة، والقدرة كذلك على بناء صداقات مع أشخاص يختلفون عنه في كل شيء، ليطلع أكثر على عاداتهم وتقاليدهم.
الراحة خلال السفر
يستطيع الإنسان الذي يُتقن التحدث بعدة لغات عالمية، أن يُسافر إلى أي مكان في العالم بسهولة ويُسر، ودون أن يتعرض لأي مشكلة متعلقة بسوء الفهم وعدم القدرة على التواصل مع الأشخاص المتواجدين في هذا المكان، وهذا ما يجعله يستمتع برحلاته بشكل أكبر.
الحصول على فرص عمل جيدة
عادة ما يرغب المدراء بتعيين أشخاص يمتلكون القدرة على التكلم بعدة لغات أكثر من غيرهم، لهذا فإن إتقان الإنسان للغات عديدة، سيفتح له المجال الكبير للحصول على وظيفة الأحلام التي يتمناها، وفي أي مكان في العالم.
إقامة علاقات إجتماعية مثمرة
إن تعلم لغة جديدة يُساعد الإنسان على تقوية علاقاته وروابطه الإجتماعية، ليس فقط في المجتمع الذي يعيش فيه، وإنما في مختلف المجتمعات العالمية، وأغلب هذه العلاقات تكون مُثمرة وبناءة له ولغيره.