تكمن أهمية الحبل السري في أنه يصل الجنين بالأم وهذا الحبل السري تم اكتشاف أنه يوجد به كل خلايا المنشأ الموجودة في المشيمة سواء الأشياء التابعة للدم أو التنفس أو الأكل إلخ إلخ… لذلك فإنه سُمي بهذا الاسم لأنه لا أحد كان يعرف أهميته الكبرى وأنه يحتوي على أشياء مهمة كما أنه أصبح محل اهتمام العديد من الباحثين حول العالم.
ما هي أهمية تجميد الخلايا الجذعية الموجودة في الحبل السري؟
يقول الدكتور شربل خليل “أخصائي في علاج الأورام السرطانية”، في عام 1988 تم إجراء أول عملية زرع في فرنسا من قبل الطبيبة إليان جليكمان كما تم فيها استعمال الخلايا الجذعية من الحبل السري وتم اكتشاف أن هذه الخلايا تحتوي على خلايا الدم التي لديها القدرة على الرجوع وتأسيس نٌقي عظم خالي من الأمراض السرطانية ولوحظ ذلك من خلال طفل صغير يعاني من مرض دم تم تعافيه بعدما تم علاجه بزرع الخلايا الجذعية من الحبل السري دون الحاجة إلى متبرع للدم خاصة وأن نتائج زراعة الخلايا الجذعية واعدة وسريعة، لذلك فإن الأطباء اليوم يلجئون إلى تجميد الخلايا الجذعية في حال كانت هذه العائلة بحاجة إلى علاج مرض من أمراض الدم.
لماذا ليست الخلايا الجذعية في متناول الجميع؟
يعتبر تجميد الخلايا الجذعية مكلف بدرجة كبيرة كما أن التجميد له ظروفه الخاصة وأماكنه الخاصة. أما عن الحبل السري فهو يحتوي على الدم الموجود في المشيمة والذي يعالج 80 مرض من أمراض الدم مثل التلاسيميا واللوكيميا إلخ إلخ..
يمكننا الاستفادة من الخلايا الجذعية المجمدة لمدة تصل إلى 25 سنة وهي مدة بقاء وحفظ الخلايا سليمة في درجة حرارة -196 بسائل النيتروجين في نفس البلد، كما يجدر الإشارة إلى أن عملية تجميد الخلايا الجذعية ليست مكلفة كثيراً حيث تتراوح بين 3000 و4000 دولار على 25 سنة وهنا تعتبر تلك الخلايا مهمة بدرجة مساوية للتأمين الحياة ويمكن استعمالها مستقبلاً أو لا.
أضاف ” خليل “: عند الحاجة إلى زرع هذه الخلايا الجذعية فإننا نحتاج 20 مليون خلية لكل كيلوا جرام من الولد ومن ثم لن يكون لدينا الوقت الكافي لخسارة خلية واحدة من تلك الخلايا المجمدة.
كيف تساهم عمليات زرع الخلايا الجذعية في علاج السرطان؟
بشكل عام تعتبر عملية زرع الخلايا الجذعية دقيقة نوعاً ما عكس ما يتوقعه الكثيرون كما أنه حين يصاب المريض بالسرطان فإنه يُعطى جرعات كبيرة من الكيماوي ومن ثم ينعدم دور نُقي العظم تماماً.
يمكن إجراء عملية زرع الخلايا الجذعية للمريض وبعدها يظل لمدة شهر في غرفة منعزلة ومفلترة ويكون لديه 20 يوم منعدمة فيها المناعة وصفائح الدم ويكون بحاجة إلى صفائح الدم والمضادات الحيوية، لذلك فإن إجراء عمليات زرع الخلايا الجذعية يعتبر شيء صعب لا يستهان به طبياً.
أما عن بعض المراكز العربية لزرع الخلايا الجذعية فمنها مستشفى الملك فيصل في السعودية وفي الأردن هناك مستشفى الملك حسين التي تعتبر من أهم مراكز الزرع وفي لبنان لدينا مستشفى الشرق الأوسط، وتصل نسبة نجاح عملية الزرع إلى 86% إذا كنا نجريها من متبرع ولكن نتائج الزرع عبر متبرع تكون أقل نوعاً لتصل إلى 60% فقط.
ما مدى انتشار ثقافة انتشار عمليات تجميد الخلايا الجذعية؟
نعمل دائماً على التوعية بأهمية تجميد الخلايا الجذعية حتى يمكن الاستفادة منها مستقبلاً مع ملاحظة أن لدينا شك هنا في لبنان بالقدرات اللبنانية الطبية في هذا الشأن ولكن يجدر الإشارة إلى أن مراكز لبنان لا تقل أهمية عن المراكز الأوروبية فيما يخص زراعة الخلايا الجذعية.
وأخيراً، على الرغم من أن هناك العديد من الأطباء ليس لديهم وعي كامل بهذه التقنيات الجديدة في زراعة الخلايا الجذعية إلا أن هناك اهتمام كبير في وسائل الإعلام بهذه التقنيات الجديدة في علاج أمراض السرطان.