كتاب تأملات في السعادة والإيجابية هو كتاب لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فهو يعرض رؤيته وفلسفته المتعلقة بمفهومي السعادة والإيجابية في الحياة، وكيف يؤثران في قراراتنا، وأحكامنا، وعلاقاتنا بمن حولنا.
كما يُبين دورهما في رؤيتنا للتحديات التي تواجهنا كأشخاص، وكأمم ويحتوي الكتاب على العديد من القصص التي تدعم هذه المفاهيم.
قصة الصحراء والثروة العظيمة
ومن القصص الواردة فيه؛ هذه القصة، التي يقول فيها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في إحدى الجلسات مع بعض الأصدقاء: كنا نجلس في الصحراء، وقد بدأ الجو يزداد حرارة، أشرت نحو الصحراء، وسألتهم: ما ترون؟
تعجبوا من السؤال، وبدأ بعضهم في طرح إجابات؛
صحراء قاحلة لا ماء ولا كلام.
رمال تعلوها رمال.
كثباناً تدفع كثبانًا
وأفضل أجابه كانت هي أرض الآباء والأجداد، وتراب الوطن الذي نحبه ونحميه.
يُكمل ويقول: ثم سألوني كيف أراها أنا؟
فقلت لهم لي فيها نظرتان؛ نظرة شاعر، ونظرة قائد، كشاعر فهي مصدرً: للإلهام، ومكان للتأمل، وساحة للفكر والتفكر.
وكمسؤول حكوميٍ وقائد: فإنني أراها ثروة وطنية عظيمة؛ أراها مصدراً من مصادر الدخل للدولة والحكومة.
لو نظرنا لها على أنها الصحراء قاحلة، ورمال وكثبان خالية قبل عقدين، لَما استطعنا جذب أكثر من 14 مليون سائح لبلادنا سنوياً.
هذه الصحراء التي ترونها؛ هي أحد المصادر الأساسية التي استخدمناها لجذب السياحة، وتعزيز الاقتصاد، وخلق الفرص.
فهذه رؤية بعيدة المدى، تنمُ عن إيجابية واضحة، وتحدٍ لكل العقبات.
فهو يقول كذلك: إذا كانت نظرتك إيجابية رأيت في التحديات فرصاً، وفي المستقبل نجاحاً، وفي الناس طاقاتٍ ومواهب.
قصة دبي وتجارة اللؤلؤ
يقول فيها: في أواخر عشرينيات القرن الماضي كان اقتصاد دبي يقومُ بشكلٍ أساسيٍ على تجارة اللؤلؤ، وكان البحر على قسوته هو المصدر الأساسي للمعيشة، والركن الرئيسي الذي يقوم عليه اقتصاد دبي البسيط.
ولكن كان دبي على موعد مع تحدٍ جديد؛ حيث اكتشف اليابانيون تكنولوجيا مكنتهم من تصنيع اللؤلؤ بتكلفة قليلاً، حيث تلاشت شيئاً فشيئاً الحاجة للؤلؤ الطبيعي.
وفي تلك السنوات بدأ نجم الشيخ راشد “رحمه الله” بالبزوغ حيث أدرك بأن دبي مقبلة على فرص هائلة؛ إذا استطاعت أن تحول نفسها، وتُغير مسيرتها لتكون مركزاً تجارياً حقيقياً للمنطقة.
وبدأت مرحلة جديدة لدبي، ما زلنا نقطف ثمارها حتى اليوم. فانتقلنا من مطارٍ صغيرٍ بمدرج ترابي عام 1960 ليكون مطارنا الأكثر إشغالاً بالمُسافرين الدوليين على مستوى العالم؛ حيث بلغ عددهم في عام 2016 أكثر من 83 مليون مُسافر.
وانتقلنا من مرساً صغير على خور دبي؛ لتكون موانئنا بين الأكبر عالمياً، ولتُدير شركتنا الحكومية للموانئ أكثر من 66 ميناء حول العالم.
وفي النهاية؛ نرى في هذه القصص التي سردناها لكم في مقالنا، رؤية حكيمة وتوقع مُذهل للمستقبل.
ومن أقوال محمد بن راشد آل مكتوم “القائد الإيجابي لا ينظر للأزمة على أنها نهاية العالم بل بداية عالم جديد من الإبداع والإنجاز، فالحظ لا يصنع الرجال، بل الرجال هم الذين يصنعون الحظ”