اليوم سنقوم بإصطحابكم في جولة داخل عالم الفضاء للتعرف على ظاهرة النجم القطبي أو نجم الشمال أو ما يُعرف حديثا باسم Polaris، سنتعرف على بعض المعلومات الخاصة به، موقعه، أسماؤه، وأهميته.
ما هي ظاهرة النجم القطبي أو Polaris؟
أولا كلمة Polaris هي كلمة لاتينية الأصل تعني ” في أو بالقرب من القطب الشمالي”.
النجم القطبي هو أحد نجوم كوكبة الدب الأصغر حيث أنه النجم الأخير في ذيله،وهو عبارة عن نجم ذو نظام نجمي ثلاثي فقد خلقه الله مع نجمين أخرين وهما النجم القطبي AB والنجم القطبي B. يُرى هذا النجم في نصف الكرة الشمالي في مكان ثابت في السماء، وهو يتميز بسطوعه المتوسط حيث أن ترتيبه هو الثامن والأربعين في السطوع بين النجوم الأشد لمعانا. وهو نجم كبير في الحجم يبعث ضوءا قويا يفوق ضوء الشمس بألفي مرة.
أسماء النجم القطبي في مختلف البلدان والثقافات
• أطلق العرب القدماء على النجم القطبي إسم الجدي.
• أما في حضارة المايا والتي تقع في وسط أمريكا فقد أُطلق عليه إسم رأس القرد، وهو رمز إله النجم القطبي عندهم.
• تم تسمية هذا النجم بإسم دهرفا عند الهنود، والتي تعني الثابت نظرا لثبات مكانه بالأفق على مدار العام.
• أطلق عليه الأمازيغ إسم إيجينا والتي تعني وتد السماء.
• بينما أطلق عليه أهل دول الخليج العربي إسم بإلجاه.
أين يقع النجم القطبي؟
يقع النجم القطبي في منتصف الكرة الشمالي على محور الكرة الأرضية على بُعد 430 سنة ضوئية من كوكب الأرض، وهذا يعني أن الضوء الصادر من هذا النجم يحتاج 430 سنة ليصل إلى الأرض، كما أنه في حالة إنفجار هذا النجم في الفضاء فلن يرى سكان الأرض هذا الحدث إلا بعد مرور 430 سنة.
يستطيع سكان نصف الكرة الشمالي رؤية النجم القطبي على ارتفاعات مختلفة وفقا لموقع كل شخص على سطح كوكب الأرض بينما يعجز سكان نصف الكرة الجنوبي عن رؤيته .
النجم القطبي هو نجم لا يغرب ولا يشرق أبدا خلال فترة الليل أو النهار بل هو نجم ذو مكان ثابت فوق الأفق الشمالي طوال العام، لذا فيُمكن لأي شخص أن يراه عن طريق النظر إلى الشمال في أي وقت.
تستطيع رؤية النجم القطبي بوضوح كلما إتجهت بإتجاه الشمال، فعند خط الإستواء يغوص النجم القطبي في الأفق، بينما إذا تحركت بإتجاه جنوب خط الإستواء؛ يختفي النجم القطبي تماما ولا تستطيع رؤيته.
كما تستطيع تحديد موقع النجم القطبي عن طريق الاستدلال عليه من كوكبة الدب الأكبر وكوكبة ذات الكرسي ويرجع السبب في ذلك أن نجومهما أكثر لمعانا ووضوحا في السماء.
أهمية النجم االقطبي
في الماضي، برع الملاحون في إستخدام النجم القطبي في تحديد دائرة العرض التي يتواجدون عندها عن طريق قياس إرتفاع زاوية النجم القطبي ومن ثَم يستطيعون معرفة دائرة العرض.
يُعتبر هذا النجم بوصلة بالسماء حيث خلقه الله بحجم مناسب وقوة إشعاع مناسبة حتى يتمكن البشر من رؤيته والإهتداء به عبر ألاف السنين فالإتجاه إلى النجم القطبي يهدينا إلى إتجاه الشمال.
تمكن البشر من معرفة الإتجاهات عن طريقه وخاصة أثناء السفر حتى يومنا هذا ويرجع السبب في ذلك إلى أنه هو النجم الوحيد في السماء الذي لا يتغير مكانه في أي وقت ليلا أو نهارا، وهذا يعني أنك تستطيع تحديد مكانه في أي وقت كما ذكرنا من قبل.
يستخدم علماء الفلك هذا النجم لمعرفة مواقع نجوم أخرى.
يُعتبر النجم القطبي بمثابة ساعة كونية فعندما يدور الفرقدين حول النجم القطبي ب 15 درجة فهذا يعني أنه قد مر ساعة من الزمن، أما اذا دارا حوله ب 60 درجة فهذا يعني أنه قد مر ساعتين من الزمن. أي أنه من خلال هذا النظام الهندسي الكوني تم تقسيم الساعة إلى 15 درجة بينما تم تقسيم الكرة السماوية والأرضية إلى 360 خط طول حيث تلتقي كل هذه الخطوط في النجم القطبي الشمالي.
لماذا لا يتغير موقع النجم القطبي في منظورنا بالرغم من دوران الأرض حول محورها بميلان 23 درجة؟
يرجع السبب في ذلك إلى أن دوران الأرض يُسبب دوران النجوم حول القطبين السماويين، يقع النجم القطبي بالقرب من القطب السماوي لذا فإنه يظل في موقعه. كما أن النجم القطبي يدور حول مركز مجرة درب التبانة مع دوران الأرض في نفس الإتجاه و بسرعة متقاربة جدا، وهذا يوضح أن موقع النجوم متضمنة النجم القطبي لن يتغير بالنسبة لسكان الأرض على المدى القريب.
بالإضافة إلى أن خلال دوران الأرض حول الشمس فإن ميلان المحور يبقى ثابتا إلى نفس الإتجاه، كما أن النجم القطبي يقع على مسافة بعيدة جدا عن كوكب الأرض لذا فإن منظورنا له لن يتغير بشكل ملحوظ.