(الماء والخضرة والوجه الحسن)، عوامل الراحة النفسية والصفاء الذهني، فمتى اجتمعت لشخص كان بإمكانه أن ينافس الأثرياء في سعادتهم، ويسبق المرفهين في متعتهم.
فالتواجد في وسط من الخضرة وجمالها المتفرد يكفي لإنعاش الروح وتجديد الطاقة الإيجابية فيها وتجديد حيويتها، هنا سنفرد الحديث لأهمية وجود مساحات خضراء وانعكاس ذلك على كل نواحي الحياة، نهدف من وراء ذلك إلى توعية العالم بالآثار الإيجابية التي يمنحها اللون الأخضر وتتركها الزهور والورود المزدهرة في ثنايا الروح وفي ثنايا البيئة أيضًا، حتى لا يغرينا التطلع المحموم إلى الكسب والتشييد بالقضاء على المساحات الخضراء أو تحجيمها أكثر مما حدث.
كيف تخدم المساحات الخضراء البيئة وتزيد جودتها
الظروف البيئية أو البيئة المحيطة بنا كلمة تعبر عن كل العناصر التي تحيط بنا وتؤثر علينا صحيا ونفسيا، من الماء والهواء وأحوال الجو والتضاريس المختلفة وغيرها، وجميعها يتأثر بوجود مساحات خضراء، ويمكن استعراض تلك التأثيرات فيما يلي:
- تعمل المساحات الخضراء على تجديد الهواء وتنقيته وذلك من خلال إخراج الأوكسجين ونشره في الجو وامتصاص ثاني أكسيد الكربون الذي يعتبر من الغازات السامة خاصة مع ازدحام المدن وزيادة الكثافة السكانية، مما يجعل الهواء أكثر نقاء.
- تعمل على تلطيف الجو والحد من الارتفاع الصارخ في درجات الحرارة، وذلك بتوفير مساحات مظللة بفضل امتداد الأشجار.
- تعمل على زيادة رطوبة الجو عن طريق ما يعرف بـ ” التبريد التبخيري”
- تعمل على حماية الأرض من عوامل التعرية وتقلل من آثار الرياح وما يصاحبها من الأتربة التي تخنق الجو، حيث تعمل الأشجار كمصدات للرياح والعواصف.
- تسبب المساحات الخضراء خفض الحرارة وتلطيف الجو إلى درجة لا يستهان بها، فيتأثر أداء أجهزة التكييف إيجابا بهذا الأمر.
- تعزز نقاء المياه وذلك من خلال الحد من الملوثان المختلفة والتي من أهمها الفسفور.
التأثيرات الصحية على الناحية النفسية والعضوية
تؤثر المساحات الخضراء تأثيرًا إيجابيا كبيرا على الناحية النفسية التي من أهمها:
- تحسين الحالة المزاجية والنفسية للإنسان، حيث يساعد التواجد وسط مساحة خضراء على الاسترخاء والهدوء والتخلص من التوتر والقلق، ومن ثم يمكن الهروب إلى تلك الأماكن من ضغط الحياة اليومي الروتيني الخانق.
- استنشاق الهواء النقي المشبع بالأكسجين والخالي من الملوثات يعزز النشاط الذهني ويزيد من كفاءة العقل وتركيزه.
- التواجد في أماكن خضراء كفيل بأن يخلص الإنسان من الاضطرابات النفسية التي تعزز قيم العنف، ويمنحه شعورًا قويًا بالسلام الداخلي والتصالح مع النفس.
أما تأثير المساحات الخضراء على الصحة العضوية الجسمانية فهو يتمثل فيما يلي:
- استنشاق هواء نقي لا يعتبر رفاهية بل هو ضرورة تفرضها الصحة ولا سيما في حالة من يعانون من مشاكل الجهاز التنفسي، والأمراض المشابهة، فهم يتعرضون للاختناق في الأماكن الممتلئة بالملوثات والعوادم ويعتبر الفرار إلى حيث الأشجار والخضرة ضرورة علاجية.
- التواجد في أماكن مملوءة بالخضرة والورود يعتبر عاملا مثاليًا من عوامل التركيز وتحسين النشاط الذهني للأطفال، لذا كان من الضروري أن يراعى وجود مساحات خضراء كافية في المدراس ودور التعليم.
- تقلل من خطر الإصابة بارتفاع الضغط أو أمراض القلب المختلفة التي تنجم عن التعرض للتوتر والضغوط، وتقلل كذلك من الإصابة بالسكتة الدماغية والموت الفجائي.
- ارتفاع درجات الحرارة بالإضافة إلى تلوث الجو يسببان مشاكل صحية كثيرة للأطفال والكبار مثل الحساسية، ويعتبر وجود مساحات خضراء عاملًا جيدًا وفاعلًا في تقليل تلك المشكلات من خلال تخفيف الحرارة.
- تعتبر المساحات الخضراء حافزا لممارسة الرياضة والخروج من المنزل والترد على نم الحياة ايومي الذي نتجت عنه السمنة وما يصاحبها من مشاكل.