تُعتبر تغذية الأطفال مهمّة بدرجة كبيرة لسلامة عقله وجسمه، خاصّةً في موسم الشتاء المتميز ببرودة الجو واللازم فيه تدفئة جسم الطفل، لذلك يجب على الأم انتقاء الأغذية الصحية التي تقدمها للطفل، فضلاً عن ضرورة إبعاده عن الأغذية الغير صحية دون أن تحرمه منها تماماً حتى لا يشعر بالحرمان من تلك الأغذية ويقوم بأكلها خارج البيت.
تحضير أغذية سليمة للطفل في المدرسة
تقول الدكتورة خديجة إبراهيم المنصوري “أخصائية التغذية” أنه مع دخول فصل الشتاء والبرد ودخول الأبناء للمدارس، تصبح الأمهات أكثر قلقاً بشأن تغذية أبنائهم التغذية السليمة والمتوازنة التي تحقق لهم صحة جيدة خاصةً وأن الأبناء يقضون ما يقرب من 8 ساعات متواصلة خارج المنزل أو في المدارس.
يُنصح للأمهات بتحضير الحقيبة الغذائية لأبنائهم قبل الذهاب للمدارس والتي يجب أن تحتوي على:
- حبة فاكهة، لأنها الفواكه تحتوي على كمية كبيرة من المعادن والفيتامينات دون الاعتماد كثيراً على أكل السندويتش.
- كوب من العصير أو اللبن أو الحليب.
- حبات من التمر للحصول على كل القيمة الغذائية، كما أنها تمد الطفل في المدرسة بالطاقة اللازمة في باقي الحصص الدراسية الباقية.
أما قبل ذهابه للمدرسة، فيمكن للأم في المنزل أن تعطي الطفل الأكل الصحي والغذائي الذي يكفيه إلى الساعة 11 صباحاً تقريباً خاصةً في الجو البارد الذي لا تهيئ في المعدة جيداً للأكل.
- إلى جانب ذلك، قبل النوم، يمكن للطفل تناول بعض الوجبات التي تعمل على تدفئة جسمه، ويُفضل أن تحتوي تلك الوجبة الغذائية على العسل المضاف إلى الحليب الساخن، مع إمكانية أخذ نصف ملعقة من الكركم، ولا يجب على الأمهات أن تعطي الأطفال الصغار الزنجبيل لأنه يمكن أن يتسبب في الإسهال وعسر الهضم، بينما يمكن للطفل أخذ اليانسون لأنه من المشروبات التي ترفع من قلوية الدم، ومن ثم فإن اليانسون يرفع من مناعة الجسم ضد الفيروسات التي يمكن أن يكتسبها الطفل من هذا الجو البارد.
- يمكن للطفل كذلك تناول البيض المسلوق والذي يحتوي على كمية كبيرة من البروتينات والكربوهيدرات والدهون، فضلاً عن أهمية العسل المهم لعدم شعور الطفل ببرودة الأطراف خاصةً في فصل الشتاء نتيجة قصور في تدفق الدورة الدموية للأطراف، ولكن العسل بشكل خاصة يعمل على مد الدورة الدموية للأطراف ومن ثم يشعر الطفل بالدفء، كما أن العسل له طبيعة سيتوبلازمية، أي أنه يمكنه محاصرة أي فيروس بحيث يقوم الفيروس بمهاجمة نفسه دون أن يؤثر ذلك على انتشار الفيروس في جسم الإنسان.
أهم العناصر الغذائية اللازمة للأطفال حديثي الولادة
منذ ولادة الطفل حتى سن 3 سنوات تقريباً، فإن الطفل يُعد بحاجة ملحة إلى العديد من الأغذية الصحية التي ترفع من مناعة الجسم لتقيه من الأمراض البكتيرية والفيروسية المختلفة التي يتعرض لها في هذا العمر.
الجدير بالذكر أن هناك أهمية كبرى للبن الأم أو الرضاعة الطبيعية في بداية عمر الطفل لأنها تمده بكافة العناصر الغذائية عن طريق الحليب، ويمكن للطفل أخذها بصورة بسيطة وليس بصورة مركبة.
أما بعد 6 أشهر من عمر الطفل، فإن الطفل يمكنه أخذ الأغذية المهروسة، وبعدها ينتقل إلى غذاء العائلة الذي يحتوي على مجموعة من البهارات وبعض من الأغذية المقلية، ومن ثم يمكن للطفل أكلها لتتسبب فيما بعد في صعوبة هضمها، لذلك يُفضل عدم وضع هذه المأكولات المقلية أو البهارات للطفل لأنها ستعيق من امتصاص بعض الأغذية المفيدة له، كما أنها ستسبب له سوء التغذية.
على سبيل المثال، هناك بعض الأطفال الذين لا يتحملون الكركم خاصةً الأطفال الذين يعانون من نقص في الحديد أو بدايات سكر، فهؤلاء الأطفال لا يمكنهم أخذ كل الأغذية التي يتناولها الكبار لأنها ستؤثر على امتصاص بعض العناصر المعدنية المهمة للجسم.
أهمية شرب الماء للأطفال حديثي الولادة
من الضروري ألا يهمل الأمهات أهمية شرب الماء بالنسبة لأطفالهم في هذا العمر، مع مراعاة أن شرب الماء يعتبر ضروري لامتصاص العناصر المعدنية التي تذوب في الماء الموجودة بصفة أساسية في الخضروات والفواكه.
كما أن هناك أغذية تذوب في الدهون والتي يجب أن تزودها الأم في وجبة الطفل الغذائية كالموز الذي يذوب في الماء، بينما عصير الموز يمكنه أن يذوب بصورة أسرع في الحليب، ومثال آخر كالكركم الذي لا يستفيد منه الطفل كثيراً عند خلطه مع غذاء معين، بينما يستفيد منه بدرجة أكبر عند إضافته للحليب لأن الكركم يذوب في الدهون الموجودة بصفة أساسية في الحليب.
بعد عمر السنتين، هناك بعض الأطفال الذين يأكلون أو يعتمدون على وجبة واحدة فقط، وهذا يستدعي ضرورة تدخل الأمهات لتنويع الأغذية التي تُقدم إلى الطفل لأنه سيمل هذه الوجبة الواحدة التي اعتاد عليها ويصبح طفل انتقائي للأغذية، كما أن تكرار نفس نوع الأكل يتسبب في:
- فقدان الطفل الكثير من القيمة الغذائية اللازمة له.
- عدم التحصيل الدراسي الجيد.
- عدم القدرة على التركيز.
- يشعر بالانكماش أو الاكتئاب إن جاز التعبير بسبب عدم تغذية أعصاب المخ بصورة جيدة.
لذلك، يمكن للأم أن تقوم بإدخال الأغذية المختلفة إلى الطفل تدريجياً، كما يمكنها إشراكه في تناول تلك الأغذية مع أطفال آخرين من أقرانه حتى تتنوع مصادر الغذاء عند هذا الطفل.
واخترنا لك ما قد يُفيدك أيضًا
- كيف تحافظين على صحة طفلك
- أطعمة يجب إدخالها إلى النظام الغذائي للطفل في عمر ٦ أشهر
- أسباب وأعراض اضطراب نقص الطبيعة لدى الطفل
- تعرف على نظام الطفل الغذائي منذ الولادة
وختاماً، نلاحظ أن الأطفال الذين لديهم كمية أقل من الدهون في جسمهم يحبذون أكل الفواكه بدرجة أكبر، بينما الأطفال الذين لديهم كمية أكبر من الدهون في الجسم يميلون إلى تناول الأطعمة الدهنية بدرجة أكبر بسبب بناء الجسم على هذه القاعدة منذ الصغر.
وهذا يستدعي ضرورة تنويع الأم للأغذية التي تقدمها للطفل دون منعه من الأغذية السريعة أو الغير صحية تماماً كالشيبس والشوكولاتة، وإنما سيكتفي الطفل من داخله من تلك الأغذية حين نمده بأغذية أخرى صحية بديلة عنها.