أهمية الصداقة عند الانسان
يقول الاستشاري النفسي “الدكتور هيثم الزبيدي” يقول الله عز وجل “فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ” صدق الله العظيم، وهناك أيضاً بيت من الشعر يقول “أليس الصديق الذي تعلو مناسبه بل الصديق الذي تزكوا شمائله”.
تُعد الصداقة من أهم الأمور البشرية بداية من الملك جلجامش وصديقه أنكيدو إلى يومنا هذا.
ويمكن أن تُعرف الصداقة بمفهوم بسيط وهو أن الصداقة هي الصدق في القول والفعل، وفي التخصص النفسي والغير نفسي ومن خلال التجارب الشخصية تم تكوين صورة معينة عن أهمية الصداقة، ولا تخلو أي حياة من الصداقة.
لأن كل إنسان يحتاج إلى صديق حميم يكون بجانبه في السراء والضراء ويدعمه في جميع مواقف ومجالات الحياة المختلفة.
وسنذكر بعض الأشياء التي أثبتتها الدراسات النفسية، عن أهمية وجود العلاقات في حياة الإنسان وهي:
- تعزيز صحة الدماغ وبالتالي خفض التوتر.
- اختيار أسلوب حياتي أفضل في حياة الإنسان.
- الصداقة تطيل عمر الإنسان.
- الخفض من أعراض الاكتئاب.
- تكون الدراسة عونا في مواجهة صعوبات الحياة.
كيف نختار الصديق الحقيقي؟
قضية انتقاء الصديق ليست قضية كيفية أو مزاجية، هي حاجة نفسية تتحول إلى دافع وتظهر على أعراض سلوكية، ويحتاج الانسان إلى أشخاص معينة ولا نصادق أي شخص.
وبالرغم من أن كل شخص في العالم مر بمراحل عمرية مختلفة ومنعطفات اجتماعية والتقى بكثير من الناس إلا أنه قد يختار صديق أو اثنين فقط ليكونوا أصدقاء له وهذا الاختيار يكون مبني على مقاومات معينة وأولها الحاجة النفسية لهذا الشخص.
أما بالنسبة إلى كيف يكون الصديق فهذا يعتمد على نوعية الصداقة بين الطرفين، ربما يقدم شخص إلى مصادقة شخص لأن لديه احتياج نفسي أو قناعة معينة في هذا الشخص، ربما لأنه يمتلك حسن الخلق أو حسن الدين أو درجة علمية معينة أو شهادة عالية أو مهنة معينة، ولكن المظلة التي تكمن فوق هذه العلاقة هو الجانب الروحي فإن العلاقة عندما تكون روحية تكون أسمى من كل العلاقات.
كيف تؤثر الصداقة الحقيقة على الإنسان؟
تابع “د. الزبيدي” الحياة كفيلة أن تجعلنا نتعرف على الصديق الحقيقي لأننا يومياً نمر بمواقف معينة فيستطيع الإنسان من خلالها أن يختبر صديقه سواء في جانب الصدق أو الأمانة أو الوفاء أو الإخلاص أو التضحية، وعن طريق هذه الاختبارات يظهر لنا نوعية هذا الشخص الحقيقة.
فربما يتوهم الإنسان أن الحاجة النفسية التي يريدها موجودة في صديقه ولكن بعد المرور بهذه المواقف الاجتماعية يكتشف أن هذا الصديق غير مؤهل لأن يكون صديقه.
الصديق الحميم والحقيقي هو كنز كالجبل الشامخ وشيء ثمين يمتاز بالمحبة والوداد ولا يمكن التفريط به، والشخص الذي يمتلك عقلية راجحة يستطيع أن يحافظ على هذا الكنز المعنوي الروحي وليس المادي.
وأثبتت العديد من الدراسات النفسية والاجتماعية والأدبية أن الصديق يكون في الصف الأول مع صديقه في العديد من الأمور والمواقف العديدة في مختلف مجالات الحياة اليومية، لذا الصديق هو ثروة روحية، ومن ضمن فوائد وجود صديق حقيقي في حياة الإنسان هي:
- الدعم النفسي في مختلف مجالات الحياة.
- يقلل بعض المصاعب التي يتعرض لها الإنسان في الحياة.
- سد الحاجات المعنوية والمادية.
- حل المشاكل الخاصة والغير خاصة حتى في العلاقات مع الآخرين.
- يمتاز الصديق بخصائص معينة ربما لا يمتلكها الشخص مثل احتواء الشخص الاخر.
كيفية التعامل مع الأصدقاء الزائفين
من المعروف أن جانب الشر أصبح أكثر من جانب الخير ولكن يعتمد هذا على شخصية الانسان، واستغلال الصديق الطيب هي حالة تعتبر كارثة أخلاقية وآفة اجتماعية واضطراب اجتماعي.
وينكشف هذا الشخص الاستغلالي بعد ذلك ويجد أن لا قيمة له داخل نفسه وداخل الصديق الذي كان يتصوره ملاك لذلك يخسر الشخص نفسه لأنه لن يستطيع الرجوع إلى صديقه ويسقط من نظر نفسه بسبب سلوكه السيء.
لذلك يجب على الإنسان إذا وجد صديق حميم ومتوافق معه نفسيا ومتكيف معه أن يحاولة الحفاظ عليه لأننا في وقتنا هذا نمر بأزمات ومشاكل نفسية واجتماعية ودولية وعالمية وللأسف تيارات العولمة تحاول أن تحطم النسيج الاجتماعي والعلاقات الإنسانية الرائعة لذلك يجب أن نحافظ على الشخص الحميم.
وهناك حديث نبوي يقول: “الجليس الصالح والجليس الغير صالح”، فكل هذه مؤشرات إلى أهمية التمسك بالإنسان الصادق الصدوق في قوله وافعاله.
أسباب تحول الصداقة
انتشر أمر تحول الصداقة بين الصديق وصديقه لسببين وهما:
- السبب الأول: أن هذا الشخص لا يمتلك المقدرة على استمرار هذه الصداقة ويفتقر في داخله كيفية التواصل الروحي مع هذا الشخص.
- السبب الثاني: إقامة الصداقة في أول الأمر لمصلحة أو لغاية نفسية أو لنفاق اجتماعي يصل إلى هذا الذروة ومن ثم ينهي علاقته بهذا الشخص فجأة ويقوم بطعنه.
لذلك الشخص الذي يمتلك مبادئ وقدرة على مواصلة الصداقة يبتعد عن كل هذه الأمور الغير مقبولة اجتماعيًّا ونفسيا ويكون صافي النية لأن صفاء النية هي أساس كل شيء، والصداقة هي ركيزة أساسية في علاقتنا الاجتماعية.
متى نقرر أن هذا الانسان غير مؤهل ليكون صديق؟
- العامل الأول: أن يستفتي الانسان قبله، يوجد في الدماغ عمليات عقلية قادرة على الانتباه والادراك والاستنتاج ومن الممكن أن يستفتي الإنسان قلبه من خلالها ويعلم إذا كان هذا الشخص أهل للصداقة أم لا بناءً على مواقف معينة.
- العامل الثاني: كل شخص يمتلك معايير نفسية واجتماعية وذاتية متشابهة خصوصا في مفهوم الصداقة فإذا كان سلوك الصديق لا يتشابه مع هذه المعايير من حيث الوفاء والإخلاص والتضحية والمحبة والانصاف فبالتأكيد يُفضل أن يحترم الإنسان كرامة نفسه.
ويعرف مكانته عند هذا الشخص وينسحب مهما كانت درجة التعلق والمحبة فإن الانسحاب هو أفضل، لأن الكرامة أقوى من الحب.
- العامل الثالث: إذا لم يجد الإنسان هذا الشخص في حياته وفي قلبه إذاً هذا يعني أنه ليس صديقه، لأن الصديق يسيطر على تفكير الإنسان وذاكرته نظرا لما يمتلكه الإنسان من إحساس وعلاقة روحية مع نفسه، لذلك يجب أن يشعر الإنسان أن صديقه موجود معه في يقظته ومنامه وسلوكه وانتاجه.
وأشارت الدراسات إلى أن الصديق الحميم يحسن المزاج وبالتالي يحسن من أداء العمل والإنتاجية وخفض التوتر، ويتم اختيار الصديق وفقاً لمعايير محددة للصديق لا قضية هامشية ولا قضية عدد أو تفاخر بعدد الأصدقاء وكثرتهم ولكن الأهم هو نوع الصديق.