إن أهمية الرضاعة الطبيعية للأم وللطفل عديدة ومذهلة، لذا دائماً ما ينصح الأطباء بالرضاعة الطبيعية حتى يصل الطفل إلى عمر السنة والنصف سنة، وتكمن أهمية الرضاعة الطبيعية في جانبين أساسيين هما الجانب العاطفي؛ كونها تولد علاقة حميمة بين الأم وطفلها، والجانب الصحي المذهل للأم وللطفل أيضاً.
ما أهمية الرضاعة الطبيعية
تقول خبيرة الأمومة والطفولة ومرشدة الرضاعة الطبيعية “رولا قطامي أبو جبر”: أن الرضاعة الطبيعية لها العديد من الفوائد الصحية المذهلة للأم وللطفل، ولكن هناك العديد من السيدات الآن يلجأن للرضاعة الصناعية بدلاً من الرضاعة الطبيعية، ويرجع ذلك لعدة أسباب، منها:
- قلة التوعية والتثقيف للأمهات من الجهات المختصة؛ فإذا لم تكن الأم بدرجة من الوعي لفهم أهمية الرضاعة الطبيعية، وإذا لم تجد أيضاً جهات تساعدها في تخطي الصعوبات الناجمة عن الرضاعة الطبيعية، قد تتوقف عن الرضاعة الطبيعية، وتلجأ إلى الرضاعة الصناعية.
- الترويج للبدائل الصناعية للحليب، والتي تصفها العديد من الشركات المروجة لها بأنها تشبه حليب الأم بدرجة كبيرة جداً.
- سهولة استخدام منتجات الحليب الصناعية، مقارنة بالفترة الأولى خصيصاً في الرضاعة الطبيعية، والتي تكون الأم تعاني فيها من تعويد، وتعليم الطفل على الرضاعة.
ومن أهم مشاكل استخدام الرضاعة الصناعية، هو تعود الطفل عليها، ورفضه للطريقة الطبيعية للرضاعة، خصوصاً إذا تم استخدام الحليب الصناعي في الفترة الأولى من الرضاعة.
وبالنسبة للرضاعة الطبيعية، فلها العديد من الفوائد للطفل، مثل:
- زيادة المناعة لدى الطفل؛ فتقل نسبة حدوث الأمراض للطفل، وحتى إذا أُصيب الطفل بمرض ما تكون مناعته قوية، بحيث تستجيب لأقل الأدوية، أو حتى تستجيب للأعشاب الخفيفة على معدته.
- قلة نسبة حدوث السمنة لدى الأطفال مقارنة باستخدام الحليب الصناعي.
- سهولة التنقل مع الطفل.
- وبالنسبة للمغص الذي يصاحب الطفل خلال الأشهر الأولى بعد الولادة؛ فإن الرضاعة الطبيعية تخفف كثيراً من نسبة حدوث هذا المغص مقارنة بالحليب الصناعي.
وبالنسبة للأم:
- فإن الرضاعة الطبيعية تحمي الأم من سرطانات الثدي؛ حيث يساعد ذلك على إنتاج خلايا جذعية في غشاء الثدي، مما يقلل من احتمالية حدوث سرطان الثدي.
- وتساعد الرضاعة الطبيعية الأم في خسارة الوزن الزائد خلال فترة الحمل.
- تزيد من مناعة الأم؛ لذلك ينصح إذا مرضت الأم أثناء فترة الرضاعة بألا توقف رضاعة، حتى تساعد الرضاعة الطبيعية في إنتاج خلايا مناعية تخفف من حدة المرض، وتقاومه.
وأخيراً، وبعد كل تلك الفوائد الصحية المذهلة للأم وللطفل، فلابد وأن تقوم مستشفيات الولادة بأن تقدم خدمات بوجود مرضات تساعد الأم على تعليم الرضاعة الطبيعية، كما يُنصح بوجود محاضرات تثقيفية وتوعوية حول أهمية الرضاعة الطبيعية.
ومن المهم أيضاً أن تعي الأمهات أن الرضاعة الطبيعية تحتاج إلى صبر خصوصاً في الأسابيع الأولى بعد الولادة، فلابد وأن تكون جاهزة لذلك حتى تتخطى تلك الصعوبات إذا ما واجهتها.