دائماً ما نجد الحل في العديد من الصعوبات والمشاكل التي نواجهها في الحوار مع الطفل أو مع الأزواج أو بين الزملاء في بيئة العمل شريطة أن يكون هذا الحوار مبني على الاحترام وتبادل وجهات النظر المختلفة.
أهمية الحوار بين الفئات المختلفة من الناس
قالت “د. وسام التلي” مدربة مهارات حياتية. يعتبر الحوار ضروري بين الأطفال وبين جميع الفئات من الناس حيث أن الحوار هو وسيلة الأنبياء كافة لنشر دعوتهم مع أقوامهم مع أنهم كانوا يمتلكون الحقيقة المطلقة المدعومة والمؤكدة من الوحي ولكن بالرغم من ذلك كان شعار النبوة ” لا إكراه في الدين ” لضمان الحوار واستمراريته لأن الحوار هو مناقشة الكلام بكل هدوء وبكل احترام بعيداً عن التعصب لرأي معين وبعيداً عن العنصرية لأنه يفتح باباً للنقاش والكلام بين الأشخاص وهذا مطلب من مطالب الحياة الأساسية التي تتيح للإنسان تبادل الأفكار وتفهم بعضنا البعض.
أنواع وأهداف الحوار المختلفة بين الناس
هناك أنواع عديدة من الحوار والتي قد تكون لها أهداف شتى، لذلك فإن الحوار دون التحيذ والتعصب لرأي معين ومع تقبل الآخر سيؤثر على مجتمعنا وأسرتنا لأنه يعمل على تنمية العلاقات السليمة داخل الأسرة وداخل المجتمع خاصة مع اختلاف الثقافات والعادات والأديان والآراء والتقاليد المختلفة ونعني بذلك الحوار الفعال على وجه الخصوص الذي يؤثر إيجاباً في حل وعلاج المشكلات التي نواجهها كما أنه يلبي ويشبع حاجة الإنسان حتى يمكنه التواصل مع البيئة المحيطة به وللاندماج فيه ويمكنه من الشعور باستقلاليته.
وتابعت “وسام التلي” للحوار أنواع مختلفة كما سبق الذكر أولها هو الحوار مع الذات الذي يهدف إلى بناء ذاتنا ولكن هناك حوار آخر مع الذوات وهو الحوار الداخلي والخارجي معاً.
مدى تقبل الإنسان لرأيه الخاطئ
إذا كان الحوار مبني على قناعة تقبل الآخر وإمكانية الخطأ وذلك في الأساس هو هدف الحوار للوصول إلى حل وسطي للمشكلة دون أن يتمسك كل طرف من طرفي الحوار برأيه فإن ذلك الحوار حينئذ سيكون فعالاً وإيجابياً بدرجة كبيرة دون أن يكون حوار سلبياً والذي يُبنى على مصطلحات وأساليب تواصل لفظية خاطئة سواء بالكلام أو بالتعبير الناقص والغير مفهوم ويكون مشحون بالتسيط ويندرج من تحت هذا الحوار أنواع أخرى من الحوارات السلبية.
على الجانب الآخر، هناك الحوار التعجيزي الذي فيه يرى أحد أطراف الحوار سلبيات الطرف الآخر فقط ويكون هذا الحوار له نتيجة مغلقة ويزيد تأثير هذا النوع الخطير من الحوارات سلبية عند الزوجين بشكل خاص.
أما عن النوع التالي من أنواع الحوار فهو الحوار المبطَّن الذي فيه يقوم الشخص بمحاولة توصيل رسالة لشخص آخر عن طريق طرف ثالث تماماً ليس له علاقة بهذا الشخص ويكون الهدف حينئذ هو إرباك الشخص أو الطرف الآخر فحسب.
إلى جانب ذلك، هناك الحوار التسلطي الذي لا يعتمد على سماع وجهة نظر الطرف الآخر تماماً وإنما يُبنى على كلام طرف دون الآخر وهذا يعتبر من أكثر أنواع الحوار تأثيراً على الأسرة بشكل سلبي.
أيضاً هناك حوار المناورة بين الأشخاص ويكون الهدف من هذا النوع هو فوز أحد أطرافه بالكلام والنقاش على الطرف الآخر مع ضرورة إثبات ذات هذا الطرف على الآخر فقط ويقوم هذا الشخص بترك ذات الموضوع محل النقاش تماماً كما أن هناك الحوار المغلق الذي يُبنى على عدم سماع طرف ما للطرف الآخر ويُرفض صاحبه عند الكلام بالإضافة إلى وجود الحوار التسفيهي الذي يجمع بين الحوار المغلق والتسلطي وفيه يسفه الشخص الطرف الآخر دون أن يسمعه من الأساس.
أما النوع الأخير فهو الحوار المعاكس الذي يعتمد فقط على الخلاف في الرأي والتناقض بين طرفي النقاش دون إبداء أسباب مقبولة لذلك ويعتمد هذا النوع من أنواع الحوار على قاعدة ” خالف تُعرف “.
وأخيراً، يمكننا القول بأن هذه الأنواع من الحوارات السلبية تتسبب لنا في الإحباط والتفكك داخل الأسرة بالإضافة إلى عدم الترابط.