ما هو تعريف الحافز؟
قال”ميلاد حدشيتي” المدرب في علم النفس الإيجابي. التعريف البسيط للحوافز هو أنها الطاقة أو المُحرك الذي يدفعنا للقيام بالأشياء، ومن ثَم يختلف مفهوم الحافز عن مفهوم الهدف، فبالرغم من أن كل الأفعال دائماً ما يكون لها أهداف، ولكنه في العادة ليس بالضروري أن تصبح تلك الهداف هي الحوافز، ويتضح ذلك من خلال ضرب المثال بإنجاز الأعمال، فإتمام العمل بكماله قد يكون حافز في حد ذاته، وقد يكون إنجاز العمل لحوافز أخرى مادية أو معنوية، وبالتالي هي الطاقة أو الدافع الذي يجعل الفرد يقوم بما يقوم به.
وتابع “حدشيتي” وجدير القول أنه في السنوات الأخيرة كثُر الحديث عن الحوافز المُجدية بعالم المال والأعمال، وعليه تعددت طرق وأساليب البحث عن الحوافز المُثلى للموظفين بما يرتقي من إنتاجية وربحية العمل، وهذا الذي يُطبق بعالم المال والأعمال يمكن تطبيقه بحياتنا اليومية العادية مع الأولاد والعائلة والجيران والأصحاب، فعند إيجاد الحافز لفعل ما فإن ذلك سيساعد ويُحفز على القيام بالفعل، وكذلك سيساعد على إتمامه على أكمل وجه.
كيف نحدد أو نختار أو نكتشف الحوافز؟
الحوافز تختلف من شخص لآخر بحسب ميوله وطباعه واهتماماته وطموحه وبنيته النفسية، فالبُنية النفسية للأشخاص لها دور محوري في جعل الأفعال التي يقوم بها الشخص ذات قيمة، فمرات يقوم المرء بفعل ما فقط لأن الآخرين يشكرونه على ذلك ويقدرونه أو لمجرد شعوره بالإمتنان والرضا.
وأضاف “ميلاد” ومن هنا تكون إجابة السؤال أن لكل فعل حوافزه التي تنطلق من تلقاء نفسها، حيث توجد حوافز داخلية نفسية معنوية، وكذلك توجد حوافز خارجية مادية، ومن خلال هذا التقسيم يمكننا القول أنه لا وجود لحوافز صحيحة وأخرى خاطئة، وكذلك لا وجود لحوافز محمودة وأخرى مذمومة، فإذا سألنا الموظفين في شركة ما لماذا تعمل هنا؟ فقد يأتي رد أحدهم من أجل تحقيق الذات، وآخر من أجل تربية الأولاد، وثالث من أجل بناء المستقبل الوظيفي، ورابع قد يقول أن حافزه للعمل هو المال فقط، وهنا لا يعتبر الموظف الأخير مادي أو ذميم الصفات، لأنه لا مانع أن يكون المال هو الحافز للعمل، بل إن الأصل هو أن المال يعتبر الحافز الأول للعمل من أجل الصرف على نشاطات أخرى لها حوافز وأهداف مختلفة، وبالتالي النظرة للموظف ذو الحافز المادي على أنه أضعفهم في العمل نظرة غيرة صحيحة وحكم غير رشيد.
والمثال السابق لا ينفي أهمية النتائج التي توصلت إليها بعض الدراسات العلمية والتي أشارت إلى أن الحافز كلما كان أقرب لأن يكون حافزاً داخلياً إيجابياً كلما زاد من الهمة والنشاط في أداء المهمات والأفعال، كما توصلت نفس الدراسات إلى أن طبيعة الحوافز المادية لا تخلق الولاء للمكان أو العمل، فالموظف الذي ينشد المال فقط من وراء عمله إن أُتيحت له الفرصة في مكان آخر بأجر أعلى فإنه حتماً سيترك شركته ويذهب للشركة الأخرى، لكن الموظف الذي حافزه الشعور بالأمان – على سبيل المثال – فمن الصعب أن يترك شركته التي يشعر فيها بالأمان منذ سنوات مديدة أو على الأقل سيأخذ وقتاً طويلاً في التفكير المتردد.
والخلاصة أن الهدف من البحث عن الحوافز ليس صياغتها فقط، ولكن الأولى في البحث هو تصنيف تلك الحوافز من حيث الإيجابية وطول أمدها وفائدتها، فحالما توافرت تلك العوامل التصنيفية في الحافز استمد العمل قوته وزادت طاقة البشر في تنفيذه.
كيف نُنمي ونطور الحوافز تجاه ما نقوم به؟
أكد “ميلاد” على أن تنمية وتطوير وتكبير الحافز من الأمور الضرورية لإستمرارية القيام بالأعمال، وخصوصاً مع الحوافز الداخلية، لأن ثبات الحافز عند حد معين قد يتبعه فقدان الحماسة لفقدان الحافز لدوره في الحث على القيام بالفعل، وعادةً ما تُنمى الحوافز بالتزامن مع تنمية الأهداف النهائية، وكذلك مع توسيع المدارك والمعارف حول العمل أو الفعل المطلوب القيام به، وتجدر الإشارة إلى أنه ليس كل الناس قادرين على تنمية حوافزهم لعجزهم عن توسيع مداركهم وتعظيم أهدافهم.
ما مدى التقاطع والإلتقاء بين الطموح والحوافز؟
الطموح هو خط النهاية لكل فعل، وبعض الطامحين قد ينتابهم بعض اليأس والتعب في منتصف الطريق وقبل الوصول إلى ذلك الخط، تبعاً للمشكلات الحياتية أو لضيق الوقت أو لخلل بين المهارة والطموح أو.. أو..، وهنا تنبع أهمية الحوافز ودورها في دفع الشخص إلى الأمام حتى الوصول إلى طموحه، وبالتالي يمكن للحوافز أن تتقاطع مع الطموح إن كانت أقل منه، ويمكن أن تلتقي معه إن كانت على نفس القدر والمستوى.