مدى أهمية التخطيط المالي ووضع ميزانية للعام الجديد!
يقول الصحافي الاقتصادي “خالد أبو شقرا” : أن وضع الميزانية هو أمر متعلق بالثقافة بالدرجة الأولى، ففي العالم العربي نحن نواجه صعوبة في تحديد نفقاتنا، وإيراداتنا، على عكس العالم الغربي الذي يقوم بتعليم هذه الثقافة، وغرسها في الأبناء منذ بداية الطفولة، فإجراء تخطيط مالي ووضع ميزانية هو أمر متعلق بثقافتنا، فقد يجد البعض خاصة المتزوجين الجدد أن مجرد التحدث عن الميزانية وعن المال هو نوعاً من أنواع البخل، بل هو أمر فاضح بشكل أو بآخر.
وقد يكون تقييم المصاريف أهم من إجراء الموازنة أو الميزانية للأسرة بحد ذاتها، ومن الجدير بالذكر أن حساب الأسرة، أو حسابات المؤسسة قد يشبه بدرجة كبيرة حسابات الدولة، وتعتبر الموازنة بمثابة النظرة المستقبلية والتوقعية للإيرادات والنفقات، ومراجعة ما تم انفاقه، وما تم تحصيله خلال هذا العام من إيرادات هو الذي يحدد بشكل أساسي كيفية عمل موازنة للعام المقبل، وبشكل عام حتى يتم إجراء تلك الموازنة يجب أن يكون كل ذلك قد تم تسجيله بشكل تفصيلي، حتى يتبين كل الأخطاء التي قمنا بممارستها في العام الماضي، وأن نسعى لتغييرها.
وتفيدنا هذه الخطة المالية في معرفة تلك الأمور، أو الجهات التي يتم إنفاق المال بها دون جدوى، مثل التدخين على سبيل المثال؛ حيث لا يقتصر تأثير هذه العادة السيئة على الصحة فقط، إنما تؤثر أيضا على حالتنا المالية.
أما عن الايرادات، فتفيدنا تلك الخطة في معرفة ما الذي يمكن بذله بشكل أكبر لزيادة تلك الايرادات، ومن الجدير بالذكر أن البعض قد يعتقد أنه إذا كانت الايرادات لا تكفي فإنه من الصعب إجراء ميزانية، وهذا فهم خاطئ بالتأكيد؛ حيث يشير “أبو شقرا” إلى أنه إذا كانت الايرادات لا تكفي فيجب حينها إجراء ميزانية لمعرفة كيفية توزيع تلك الايرادات.
كيف يمكن الادخار؟
بطبيعة الحال عندما نقوم بإجراء الميزانية، يمكن أن نوفر في بنود معينة، لكي ندخر أو لكي نضع أموالا في صندوق الطوارئ، فعلى سبيل المثال هناك ثلاثة أنواع من النفقات:
- النفقات الثابتة والتي لا تتغير، مثل ايجار المنزل، التأمين الصحي، ودفعات القروض.
- النفقات القابلة للتعديل وهي تلك النفقات التي تتعلق بالملبس، المأكل وغيرها، وهذا النوع من النفقات يمكن التوفير منه باستبدال الأعلى ثمنا بالأقل.
- النفقات القابلة للتفاوض، وتلك هي النفقات الخاصة بالسفر، والعادات الترفيهية بشكل عام.
ومن تلك النفقات نحاول أن نضع أيدينا على ما يمكن استغلاله للادخار، والتوفير في صندوق الطوارئ، وصندوق الادخار أيضأ، ويشير “خالد” إلى أن صندوق الطوارئ هو من أهم ما يجب التركيز عليه عند وضع الميزانية؛ بحيث لا تقل قيمة ما يتم وضعه في هذا الصندوق عن ٥٪ من اجمالي الأموال في العام الواحد، أو بشكل سنوي.
من الذي بإمكانه عمل ميزانية سنوية؟
يشير “خالد” أنه قد يكون اصحاب المرتبات المرتفعة ليسوا بحاجة فعلية إلى إجراء ميزانية شهرية؛ حيث أن أموالهم تكفيهم في جميع الحالات، ومن الممكن أن تقل ميزانية الادخار الخاصة بهم، أما بالنسبة لأصحاب المرتبات المنخفضة، فيعتبر إجراء ميزانية هو العنصر الأساسي والذي يؤمن لهم عمل توازن بين النفقات، والايرادات.
ويضيف مؤكدا أنه بأي حال من الأحوال لا تعتبر الميزانية مقدسة، حيث يجب أن تكون مرنة لمواكبة التضخم وازدياد الأسعار؛ حيث كلما كانت هذه الميزانية سلسة وقابلة للتعديل، والتفاوض، كلما كان أتباعها والسير على أساسها أسهل بكثير.