أهمية التخطيط المالي
يقول المستشار والمحاضر التربوي “نزار يوسف القحطاني”: أن الاسراف المالي، والتبذير من أكثر الصفات المذمومة، التي تعتبر منبوذة من قبل حتى الأديان السماوية، فحتى الصدقة يجب أن تكون بطريقة معتدلة، وبدون اسراف، أو تبذير، وكذلك فيعتبر التدبير المالي من أكثر الصفات الحميدة التي يمكن تواجدها في أي شخص؛ ويكون الإنسان مُدبر مالياً عندما يقوم بصرف المال على الأمور التي يحتاج إليها من مأكل، مشرب، والمصاريف المدرسية على سبيل المثال.
ويعتبر التخطيط المالي أمر مهم جداً، وحتمي خاصةً في وقتنا الحالي؛ حيث تعتبر الاسعار الخاصة بالاحتياجات اليومية في ازدياد مستمر، بالرغم من أن المرتبات تظل ثابتة؛ وبالتالي هذا يجعل التخطيط المالي والادخار امراً ضرورياً، وملحاً.
الطريقة الأمثل للادخار
أهم مظهر للتخطيط المالي هو وضع ميزانية للدخل المالي للأسرة وإعطاء كل بند من بنود الأنفاق حقه، وأغلب الأشخاص تكون لديهم مشاكل في التخطيط المالي، أو التخطيط بشكل عام، وذلك قد يعود غالباً لعدد أمور، والتي يمكن تجنبها من خلال اتباع بعض الامور التي ينصح بها الاستاذ “القحطاني”، ومن بين تلك الأمور:
- كتابة الخطط: حيث أن الخطط التي يقوم بوضعها معظم الأشخاص تكون شفهية، أو دماغية، بدلاً من أن تكون مكتوبة، حيث تعتبر الخطط باختلاف أنواعها هي عقد بين الشخص وبين ذاته، لذلك فيجب أن تكون مكتوبة وبالتفصيل أيضاً.
- الواقعية: حيث أن الخطط لا تكون مرتبطة بإرادة الشخص الحقيقية للتنفيذ، حيث يجب أن يلتزم الشخص بالخطة التي قام بكتابتها بكل شيء فيها، فإن كانت هناك بعض الأمور التي يفضل الشخص أن يقوم بها بشدة، ولكنها قد تخرق الخطة المالية الخاصة بها، فلا يجب القيام بها ابداً، وهذا يرتبط بشكل مباشر بالطريقة الواقعية التي تُكتب بها الخطط المالية.
- وضع خطة مالية معقولة تتضمن الأولويات أولاً، والاحتياجات الأساسية والكماليات، والتي تضم فواتير الكهرباء والماء، وما إلى ذلك، بالإضافة إلى أهمية وجود حساب خاص للطوارئ تصل نسبته إلى ٨-١٠٪، كما ويجب أن يكون هناك جزءا خاصاً بالاستثمار بنسبة ١٠-١٥٪.
- التخلص من العادات الشرائية والعادات الاستهلاكية السلبية، فهناك بعض الأمور التي قد تكون سبباً رئيسياً في إنفاق المال على أمور قد يمكن تجنبها.
- الالتزام بالواقعية ومراعاة المستوى المعيشي للأسرة، والمرونة عند تطبيق الميزانية.
ومن الجدير بالذكر أن هناك بعض المعوقات أيضاً التي قد تجعل هذه الخطة المالية صعبة التحقيق بالنسبة لبعض الأشخاص، خاصةً هؤلاء الأشخاص الذين يستجيبون للإغراءات التي يقابلونها سواء في الاعلانات في الشارع، أو من طرق الدعاية والإعلان المنتشرة بقوة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي قد تجعل الشخص يقوم بشراء بعض الأمور التي قد لا تكون لديه أدنى حاجة لها.