هذه خلاصة دراسة كندية تدلل على اهمية الإنجاب لصحة المرأة وتحديداً فى محاربة عدوها الاول الشيخوخة. دراسة تُفند بعض الآراء التى لطالما لامت الإنجاب الكثير والمتكرر في انهاك صحة المرأة وجسدها وقوتها.
الدراسة الكندية التى اشارت قبل كل شيء على اهمية الفترة الفاصلة بين كل حمل وآخر رأت ان السر في استمرار الحيوية والشباب هو إنجاب الأطفال.
الباحثون في جامعة ثايمن فريزر الكندية اثبتوا ان السيدات اللاتى ينجبن المزيد من الاطفال يزيد لديهن طول جزيء التالومير وهو احد أهم التسلسلاات الصبغية في الحمض النووي للإنسان ومسؤل عن الشيخوخة. ومن المعروف ان تناقص طول هذا الجزيء يؤثر بشكل كبير على نمو الخلية مما ينعكس سلباً على الانسان.
من خلال مراقبة امتدت لثلاثة عشر عاما وشملت عينة عشوائية من السيدات ينتمين إلى المجتمعات الريفية فى جواتيمالا وجد الباحثون انهم كلما انجبت المرأة اطفال اكثر كلما تباطئت لديها وتيرة الشيخوخة. الخبر يبدو سارّاً لمحبي العائلات الكبيرة ولكن الدراسة التي تعطي سببا للسيدات ليبقين اكثر شبابا ونضارة اهملت جانباً مهماً وهو الموضوع الإقتصادي إذ ان رعاية عدد كبير من الاطفال يتطلب مالاً وفيرا لتأمين احتياجاتهم وهو ايضا مجرد التفكير فيه لدى الكثيرين قد يقصر العمر.
ولكن لماذا تتمتع المرأة التى تنجب اكثر بحيوية وشباب؟
يجيب إختصاصي امراض النساء والتوليد د آلان شلهوب أنه حسب الدراسة التي تم إجرائها،درسوا طول التالوميرز في الجواتيمالا وهي تسلسات في الحمض النووي كلما كانت طويلة كانت الخلية تتمتع بشباب أطول وكلما قصرت كلما كان هناك شيخوخة، وتلك الدراسة تحديدا وجدت انه كلما كان عدد الأطفال أكثر لدى المرأة كلما كان التالوميرز اطول وبالتالي اكثر شبابا وحيوية.
عند الحديث عن شباب وحيوية نتحدث عن نضارة البشرة، ام الشباب ف الجسم والحيوية ام ماذا تحديدا؟
تحديدا، طول العمر. يعني العمر الاطول ويعيش بسنين أطول، بالتحديد هذه الدراسة تفسر لماذا من المعقول ان المرأة التى تنجب اطفال اكتر لديها سنوات اطول لتعيشها لأن الحيوانات مثلا إنجابهم لأطفال اكثر يُقصر من اعمارهم. والدراسات السابقة تبرهن ان العالم الفقير إنجاب الاولاد عندهم يُقصر العمر.
ولكن تلك الدراسة تفسر ان الحمل و الهرمون النسائي الاستروجن يرتفع معدلاته كثيرا وهو يساعد على عدم قِصر التالوميرز بسرعة،ويُحسِّن من عمل النشاط التالويمرز إينزايم المسؤل عن طول التالوميرز .
والتفسير الثاني ان العامل الإجتماعي الذي يواجه الأولاد عند االمرأة من امان وحضانة وحب هذا يجعل العامل الاجتماعي يزيد من عمرها ويجعلها اكثر حيوية.
هل التربية لستة اطفال مثلا يُقصّره ولا يزيده؟
من ناحية اخرى يمكن صحيح لانه مُنهك، لأن تلك الدراسات لا تُوضح ذلك، لكن تلك الدراسات الحديثة تطلع على التالوميرز واثبتوا ان المرأة تتمتع بسنين اطول
عادةً، ألا ينهك الحمل جسد المرأة؟
اكيد، بالنهاية هناك تغير بالهرمونات، حياة اخرى داخل بطنها وفي نفس الوقت كل المخاطر تزيد بالحمل، معظم الاوقات لا يوجد خطورة ولكن اوقات كثيرة يوجد سكر او ضغط او تسمم وهذا الشيء اكيد مُهنك للجسم.
تحدثنا عن الاستورجين الذى يزيد عند الحمل، فى حال المرأة لم تتزوج وتحمل اذا اخذت المُكملات التى تعطيها الاستروجين على هيئة حبوب هذا يساهم ايضا في إطالة عمرها بنفس المفعول؟
لا يوجد دراسة في هذا الموضوع من المهم طرحها، لكن نحن نعرف بالهرمون ثيرابي (العلاج الهرمونى) من بعد سن اليأس إذا اخذت حبوب وهرمونات نعلم ان هذا يُحسن إحساسها بالشباب ويخفف من عوارض سن اليأس.
هل يمكن ان تنجب المرأة في عمر متقدم كعمر الخامسة والأربعين مع تفادي أي خطورة معينة؟
هذه الدراسة لم تطرّق لتلك النقطة، لكن إجمالاً الحمل دائما احتماله موجود حتى عند النساء المتقدمات بالعمر طالما الدورة الشهرية مستمرة والإباضة مستمرة الحمل موجود، ولكن بعد الاربعين يصبح خطورة الحمل اكثر ونسبة الإجهاض موجودة أعلى، لأن البويضة تصبح ضعيفة وهذا يجعل خطورة فى حدوث الكروموزات الغير طبيعية (تشوه فى الكروموزومات الطبيعية )، وهذا ما يجعل الحمل لا يتم بطريقة طبيعية.
هذه النقطة تحديداً نسمعها منذ زمن، مع تقدم الطب ألا يوجد حل لتلك المشكلة؟ خاصة ان سن زواج النساء ارتفع؟
لا يوجد إلى الان تحسين لنوعية البويضات بالعمر المتقدم تحديدا، التلقيح الخارجي موجود لكن الفكرة لابد من حدوث تجميد للبويضة من قبل عن عمر شباب كى تظل صحية، ولكن نعرف ان التجميد له مخاطر ذات تاثيرات خاصة به لا نعرف لها تفاصيل، لذا لا يوجد حل جذرى للموضوع او تحسن جذري لا يوجد دواء يؤخذ كي تظل البويضة نشطة.
تحدثنا عن الحسنات لإنجاب الكثير، فما هي السيئات للمرأة التى تنجب الكثير من الاولاد؟
من الناحية الاجتماعية سيف ذو حدين، هناك من توفر لأولادها الأمان، وهناك من اطفال تأتى بتعب اكثر لأن تربيتهم شيء مرهق بالتأكيد، لكن من الناحية الطبية العكس، كلما انجبت المرأة اولاد اكثر تتجنب أورام سرطانية اكثر كسرطان الثدي يخف معدلاته خصوصا اذا كانت المرأة ترضع على فترات طويلة، فكلما انجبت اطفال اكثر أرضعت اكثر وصنعت وقاية اكثر ضد السرطان.
هنالك فكرة خاطئة في المجتمع عندما نرى امرأة لديها الكثير من الاولاد وتتعب بعد مرور فترة عمرية يُعزى الأمر الى ما انجبت وانها اُنهكت بسببهم، اذن تلك النظرية خاطئة؟
لا يمكن ان نُـِقـر بصحتها او خطأها اذا ناقشنا تلك الدراسة تحديدا، كلما انجبت اطفال كلما زاد عمرها وطال شريط التالوميرز، تُرى، هل تلك السنوات مريحة أم لا؟ لان هناك عوامل اخرى تلعب دور اكبر.
كل شيء مجرد عامل، ولكن كلما كانت المرأة مرتاحة ماديا كانت اطول عمراً، وكلما كان المستوى متدنى كلما كان يُقـصِّر العمر لان مستوى الغذاء يتأثر بتلك الحالة، لذا الأناس ذوي الإرتياح المادي انجاب الاولاد بالنسبة لهم يطيل العمر بكل تأكيد.