يعد احترام أعلام الدول الأخرى أمراً ضرورياً تكتمل به منظومة الاحترام المتبادل وتقدير قيم ومقدسات الآخر، وهنا سنتعرف على السبب وراء ذلك بعد التعرف على نشأة الأعلام وفكرتها ومدى أهميتها لدى الدول والشعوب على حد سواء من خلال السطور القليلة القادمة، فتابعوا مقالنا حتى نهايته.
ما هو العَلَم؟ وكيف نشأت فكرة الأعلام؟
العلم هو قطعة من القماش التي ترفع على ساق من الخشب لتمثل راية ترفع على المؤسسات الدولية وفي الأماكن العامة، ويتم تصميمها بحيث تشير في عناصرها وألوانها إلى الدولة التي تتبعها، وتدل عليها وتعرف من خلالها.
أما عن نشأة الإعلام فترجع إلى عهود قديمة حيث عرفت في شبه القارة الهندية حين استخدم مؤسس سلالة تشو الصينية الرايات والأعلام التي كانت ترسم عليها الحيوانات والطيور وكان يتم رفعها على السفن لتدل على هوية أصحابها، كما كانت ترفع في الحروب عند تحقيق الانتصارات والفتوحات بينما يتم تنكيسها عند الهزائم، ويعود ذلك إلى حوالي ٢٥٦ عام قبل الميلاد.
شاع استخدام الإعلام في الصين وفي مصر القديمة بصورة كبيرة فكانت المؤسسات تتخذ لها اعلاما تدل عليها ووسائل النقل والقوافل وغيرهم، ثم انتقلت فكرة الأعلام بعد فترة من الزمن إلى البلاد الأوروبية، ولكن في عهد الفتوحات الإسلامية تراجع استخدام الإعلام لأنها كانت تعد رموزاً للوثنية، وعادت بقوة مع الدولة الفاطمية.
أهمية العلم لكل دولة
تتمثل أهمية العَلَم لكل دولة فيما يمثله هذا العلم من الدلالة على الهوية الوطنية وما يعكسه من خلفية ثقافية وحضارية، بالإضافة إلى الاعتبارات المعنوية والأدبية، ويمكن استعراض أهمية العلم فيما يلي:
- علم الدولة يمثل هوية الدولة، فتعرف الدول بأعلامها وتميز بها.
- ارتفاع الأعلام في المعارك والحروب يمثل إشارات متبادلة تعني تحقيق النصر.
- تنكيس الأعلام يعني هزيمة الجيش في الحروب.
- تدل الإعلام على الجهات المالكة لوسائل النقل البرية والبحرية، فالعلم الذي ترفعه سفينة معينة يدل على الدولة التي تنتمي إليها.
- ألوان الأعلام وما تحويه من عناصر أو رسومات يتم اختياره بعناية ليعطي دلالات ثقافية أو تاريخية أو حضارية معينة.
- المتأمل لتطور الأعلام في مختلف الدول يلاحظ أنها تدل على تاريخ تلك الدول والنقلات الفارقة التي شهدتها على مر التاريخ، فكل تغير مرتبط بحدث تاريخي فارق في حياة تلك الدول.
أهمية احترام أعلام الدول الأخرى
كما قلنا آنفا فإن العلم يمثل هوية الدولة ويرمز إلى كيانها، لذلك يعد احترام أعلام الدول الأخرى أمراً ضرورياً للغاية حيث يعكس ضمنياً احترام تلك الدول وتقدير مكانتها.
وعلى مستوى الأعراف الدولية فإن العبث بعلم أي دولة أو تنكيسه أو تمزيقه يعد جريمة في حق تلك الدولة تقتضي المحاكمة والمساءلة القانونية الصارمة، لأنها تمثل إهانة معنوية لكيان تلك الدولة ورموزها وانتهاك لقدسيتها.
ومن ثم يجب علينا أن نغرس في أبنائنا احترام الدولة المصرية وعلمها بصفة خاصة واحترام بقية الدول وأعلامها بصفة عامة والتعامل مع تلك الأعلام بحذر حتى لا يتعرض الشخص لأي اتهامات أو عقوبات، والتأكيد على تلك القيمة حين يكون التعامل مع الدول الصديقة والتي تربطنا بها مواثيق السلام والصلات الطيبة.
وفي الختام؛ نتمنى أن نكون قد نجحنا في التعرف على أهمية احترام أعلام البلاد الأخرى باعتباره جزءاً لا يتجزأ من احترام تلك الدول والمواثيق الدولية التي تقدس الرموز الوطنية لكل بلد، مما يعمق قيم احترام الآخر ويرقى بها ويخلق جيلاً سوياً قادراً على التعايش السلمي مع مجتمعه والعالم بأسره.
وهنا كذلك؛ إجابة سؤال: كيف يرتبط تاريخ الدولة وثقافتها بالعلم؟
معلومات وحقائق مثيرة عن الأَعلام
نعم؛ لديّ بعضًا من هذه المعلومات والحقائق المُمتعة، والتي يسهل حفظها -حتى- وعمل المسابقات الترفيهية والثقافية منها؛ فنقول:
نيبال هي العلم الوحيد في العالم الذي لا يحتوي على 4 جوانب
هذا فعلا مثير للاهتمام. فمن بين جميع دول العالم، نجد دولة نيبال هي الدولة الوحيدة التي ليس لديها علم من 4 جوانب. فبدلاً من ذلك، يبدو أنه تم تكديس مثلثين فوق بعضهما البعض. وتم صنع علم نيبال رسميًا في عام 1962 ميلادية.
لا يوجد سوى علمين مربعين في العالم!
حتى لا تختلط عليك المفاهيم؛ فقد يكون لهذين العلمين 4 جوانب، لكنهما متساويان في الطول – سويسرا ومدينة الفاتيكان.
وكحقيقة ممتعة إضافية: مدينة الفاتيكان هي في الواقع دولة، وهي أصغر دولة معترف بها في العالم!
معظم الرموز على الأعلام لها معاني محددة للغاية
شيء آخر يجب ملاحظته هو أن العديد من هذه الرموز عالمية. ولا تحتوي كل الأعلام على هذه الرموز، ولكن تلك التي تحتوي عليها، ستظهر -عادةً- واحِدة مما يلي: الشمس والقمر والنجوم والصليب والمثلثات والمربعات والطيور. على سبيل المثال، تُعرف اليابان باسم “أرض الشمس المشرقة”، وبالتالي توجد دائرة في منتصف علمها.
غالبًا ما تستخدم ألوان العلم للإشارة إلى تاريخ البلد
ستلاحظ أن معظم أعلام العالم تستخدم ألوانًا متشابهة، والتي غالبًا ما تكون الألوان الأساسية، الأحمر والأزرق والأصفر، ولكن هناك بعض الألوان الفريدة أيضًا! فيما يلي بعض الأمثلة على المعاني:
- يمكن أن يرتبط اللون الأحمر بأشياء سيئة مثل دماء المعارك والحروب للحفاظ على ملكية البلد، أو رمزًا للشجاعة. يشير كلاهما إلى أن الشعوب قد عانت عبر التاريخ، لذا من المهم عرض هذا على علم الدولة.
- غالبًا ما يكون للأزرق معنى أعمق من السماء أو المحيط، وفي كثير من الحالات يرمز إلى السلام والحرية.
- لا يتم استخدام اللون الأسود بشكل شائع، ولكن عندما يتم استخدامه، يمكن استخدامه كرمز للتراث العرقي أو هزيمة الأعداء أو تصميم بلد ما.
اللون الأرجواني هو أندر لون يوجد على العلم
نعم، من بين جميع الأعلام حول العالم، ستجد اللون الأرجواني فقط على علمَين فقط! فهو على علم نيكاراغوا وعلم دومينيكا. لماذا ا؟ تم استخدام اللون الأرجواني لتمثيل الملوك أو الثراء؛ وعلى مر التاريخ كان دائمًا مكلفًا ويصعب الحصول عليه.
الدنمارك لديها أقدم علم في العالم!
تم استخدام الخلفية الحمراء مع شريط أبيض واحد عبر الوسط أفقيًا لأول مرة في عام 1625 كعلم الدنمارك، ولا تزال كما هي حتى اليوم. على الرغم من أنه يعتقد أن التصميم نفسه تم إنشاؤه عام 1219!.. هذا ما نسميه تاريخي!